صعدت جماعة الإخوان المسلمين من لهجة الهجوم على المجلس الأعلى للقوات المسلحة، محذرة «العسكرى» من إطالة مدة الفترة الانتقالية وتأجيل الانتخابات سيؤدى إلى «الفوضى»، وذلك فى ضوء تشديد المشير حسين طنطاوى على ضرورة وضع الدستور الدائم قبل إجراء الانتخابات الرئاسية، خلال لقائه قيادات حزبية أمس الأول.
ووصف المتحدث الإعلامى باسم جماعة الإخوان المسلمين، محمود غزلان، التصريحات الصادرة عن اجتماع المشير بالقوى السياسية بـ«المزعجة والمقلقة»، وقال لـ«الشروق»: «أخشى أن تتخذ بعض الأمور كذريعة لعدم تسليم السلطة للمدنيين نهاية يونيو المقبل».
وأضاف غزلان أن اتخاذ الدستور أو غيره كذريعة لعدم الوفاء بالوعد أمر «يثير المخاوف» من تجدد نية بقاء العسكريين فى السلطة.
وتابع غزلان: إن العسكرى أؤتمن على إدارة البلاد وتهيئة المناخ لعهد ديمقراطى وليس من مهامه إطلاقا أن يتدخل فى الانتخابات أو فى تشكيل جمعية الدستور أو إقصاء مرشح رئاسى من عدمه.
وحول إمكانية وضع الدستور قبل اختيار الرئيس قال غزلان إن ذلك «أمر ممكن، لكن ما يقلق ليس هو الإطار الزمنى لوضع الدستور بقدر النوايا التى تبرز الرغبة فى البقاء فى السلطة مدة أطول من جانب قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة».
وحذر غزلان مما أسماه بـ«العواقب الوخيمة» التى ستطول الجميع فى حال تم تأجيل تسليم السلطة وإطالة الفترة الانتقالية.
كان النائب ياسر القاضى، الذى حضر لقاء المشير حسين طنطاوى بالقوى السياسية أمس الأول، قد قال لـ«الشروق» عقب الاجتماع: «إن المجلس العسكرى تأكد أنه أخطأ فى حق الوطن، عندما ترك تيار معين يسيطر على البلد»، مضيفا أن المشير قال وهو ينظر لرئيس حزب الحرية والعدالة، «لو معملتوش الدستور ممكن حاجات كتير تتغير».
وكشف القاضى عن أن الخلاف الرئيسى يكمن فى أن المجلس العسكرى يرغب فى أن يكون نظام الدولة فى الدستور الجديد رئاسيا أو شبه رئاسى، فيما تسعى القوى الإسلامية إلى نظام مختلط أقرب للبرلمانى.
ونقل القاضى عن أحد قيادات المجلس العسكرى قوله «لو تمت صياغة الدستور بما يرضى الله والشعب فإن المجلس العسكرى سيلتزم بالفترة الانتقالية المحددة، أما لو حدث عكس ذلك فإن الأمور قد تتغير».
وتابع القاضى: «فى حال عدم إنجاز الدستور بشكل توافقى يرضى جميع الإطراف فقد يتم تأجيل الانتخابات الرئاسية، وقد يتم التوافق على رئيس مؤقت أو مجلس رئاسى».
ما قاله القاضى زاد من غضب ورفض القيادات الإخوانية المختلفة، فقد أكد عضو مجلس شورى الجماعة، أسامة سليمان، أن العسكرى لا يملك أن يخالف خريطة الطريق التى أعلنها والتزم بها أمام الشعب، مضيفا أن المصريين لن يقبلوا بمد الفترة الانتقالية لساعة واحدة بعد 30 يونيو، لافتا إلى أن «هناك دماء سالت حتى نحصل على هذا الوعد ولن يتم التفريط فيه».
وحذر سليمان المجلس العسكرى قائلا: «سيضع نفسه فى مواجهة مباشرة مع الشعب إذا أراد مد أجل الفترة الانتقالية»، مضيفا فى الوقت ذاته: «المجلس العسكرى أعقل من أن ينقل البلد لهذه الحالة من الفوضى».
وهو ما أكد عليه القيادى الإخوانى بالإسكندرية حمدى حسن، بقوله: «أى تأجيل للفترة الانتقالية مرفوض جملة وتفصيلا».