نفى عدد من الخبراء العسكريين وجود أي صدام بين المجلس العسكري وحزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان»، خاصة بعد إصدار الأخير بيانا يحمّل فيه «العسكري» مسؤولية بقاء حكومة الجنزوري، وكذلك قلقه من إمكانية تزوير الانتخابات الرئاسية لصالح مرشح بعينه، ليصدر «العسكري» بيانا يستنكر فيه هذه الاتهامات ويؤكد على وطنيته في الخروج بمصر من المرحلة الانتقالية.
من جانبه، نفى اللواء عبد المنعم كاطو، الخبير الاستراتيجي ومستشار إدارة الشؤون المعنوية، وجود أي صدام بين «العسكري» والجماعة، مؤكدا أن كلا منهما أصدر بيانه الذي يعبر فيه عن رأيه ووجهة نظره، ولكن القرار يكون للشعب الذي يحدد وجهة النظر الصحيحة بالنسبة له.
وأكد كاطو أن البعض يحاول استهداف المرحلة الحالية لغير صالح مصر، ولكن «لمصالح حزبية ضيقة»، مشيرا إلى ضرورة تجنب ما يحدث من تشويش بهدف انفراد فئات معينة لعمل الدستور، وإحداث إرباك في الانتخابات، مشددا على أن نزاهة «العسكري» في الإشراف على الانتخابات التشريعية كان نتيجتها ظهور حزب «الحرية والعدالة»، مؤكدا أنه «لولا هذه الشفافية التي انتهجها العسكري لما كان هناك حزب للإخوان يصل إلى ما وصل إليه.
وأضاف: «لا يوجد مقارنة بين ما حدث عام 1954 من صدام مع جماعة الإخوان المسلمين والرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبين ما يحدث الآن».
وقال اللواء أركان حرب حمدي بخيت، محلل استراتيجي وعسكري، إن تصريحات القوات المسلحة «مرتبطة بمصداقيتها والوعد الذي قطعته على نفسها من العبور بالأمة من أزمتها الحالية».
وأضاف: «حتى مع الانفلات الأمني أصر العسكرى على إجراء الانتخابات البرلمانية على مدار شهرين، وبشهادة مراقبين دوليين ووسائل إعلام خارجية كانت أكثر الانتخابات نزاهة في التاريخ المصري»، مستنكرا التشكيك في قدرة «العسكري» على حفظ النظام في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في أيام معدودة.
في سياق متصل، قال محمد سعيد قدري، خبير عسكري بمركز الأهرام: «لا أتوقع حدوث صدام بين المجلس العسكري وجماعة الإخوان، فالعلاقة بينهما طبيعية وتكتيكية، وبالتالي تأثير الخلاف القائم غير قوي».
وأضاف: «العسكري يعرف أهمية (الحرية والعدالة)، حيث إنهم يمثلون العدد الأكبر في البرلمان المنتخب، وبمجرد حدوث الثورة رأينا جهود المجلس في الإفراج عنهم، وبالتالي فهي خلافات عادية جدا تحدث بين كل الأحزاب، فكل طرف يشرح وجهة نظره، وسيتم التعامل مع الأزمة بالحوار، فهما أقوى وأهم قوتين على الساحة السياسية الآن».