الجمعة، 23 ديسمبر 2011 - 13:44
مفتى الديار المصرية الدكتور على جمعة
قال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية، إن كتاب الله سيظل هدى للمتقين ونبراسا للمؤمنين، لكن كثيرا من الناس لا يعرفون عنه شيئا ولا ماذا قال، وسيظل النبى الأسوة الحسنة التى جعلها الله لنا رحمة، وكذلك للعالمين لقوله "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، "ولقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة".
وأضاف مفتى الجمهورية فى خطبة الجمعة اليوم بمسجد فاضل بمدينة السادس من أكتوبر، أن الله تعالى قال: "إن الله لا يغير ما بقوما حتى يغيروا ما بأنفسهم"، مشيراً إلى أنه يجب اتباع منهاج الرسول فى التغيير من حال إلى حال حتى نصلح من أحوالنا، ولابد على المسلم أن يدرك مناهج التغيير فى مجالات ثلاثة وهى العلاقة بينك وبين ربك، والعلاقة بينك وبين الناس، والعلاقة بينك وبين نفسك، موضحا أنه عبر بالجمع دون المفرد، لأن التغيير يحتاج إلى مناهج وليس منهج واحد، فلابد أن تبدأ بنفسك ولا تنسى عائلتك وأسرتك وهذا يجعل التربية والتعليم أساس التغيير، وعلينا أن نجعل أساس العلاقة بيننا وبين الله هى "لا حول ولا قوة إلا بالله"، وأن نؤمن أنه لا يكون فى كونه إلا ما أراد.
وتابع مفتى الجمهورية أن منهج التغيير الثانى هو العلاقة بينك وبين الناس وهو مبنى على العفو والصفح، فالصفح الجميل يحتاج إلى معرفة كيف تعفو عن من آذاك واعتدى عليك، وكيف تتجاوز عن من وقف دون مبرر يسبك ويشتمك فإن العفو والصفح هو منهج النبيين والصديقين.
وأضاف المفتى أن أحدهم أرسل لى رسالة يقول فيها أنت تتكلم عن العفو والصفح وأنت لم تعفُ وتصفح عن شخص شتمك فأين العفو والصفح، وتابع: "أشهد الله أننى خلعت عباءة الخصومة بينى وبين أى أحد وأنى ألغيت كل قضية قبل أن تبدأ أو كل خصومة حتى نبدأ صفحة جديدة، وحتى أبدأ بنفسى عندما أقف أمامكم، وقد بدأت بنفسى، لأنى أحب أن يعفوا الله عنى، وأن يغفر الله لنا، وأن ندخل فى محل نظره سبحانه وتعالى"، مضيفاً الناس نسيت العفو والذكر ونريد أن نرجع إلى الله.
وقال المفتى ازداد البلاء علينا، ففى الأسبوع الماضى قتل ابنى وحرق كتابى وهو الشهيد عماد عفت، فكان ابنى فى العلم الذى ربيته حتى درس فى الأزهر، وكتابى أحرق حينما أحرقوا مجمع العلم، وأحرقت الخرائط التى استرجعنا بها طابا من الكيان الصهيونى، وحرقوا القلوب على الشهداء، ولكن لدينا حسبنا الله ونعم الوكيل سيؤتينا الله من فضله ورسوله، وتساءل المفتى أليس فينا رجل رشيد يوقف الدماء السائلة، ونبدأ فى تعايش سلمى حقيقى، أليس فينا رجل رشيد تجتمع عليه الأمة، فإذا كان فينا فليوفقنا الله إليه، وإذا لم يكن فينا فليخلقه الله لنا، فإن الذى يحدث الآن لنا لا يرضى الله ورسوله، ونحن نطالب الجيش بأن يكون يدا واحدة، فإن انقسامه يؤدى إلى مزيد من الدماء فى الشوارع.