غداً هو أول أيام الاختبار الحقيقى لإرادة هذا البلد لاختيار الديمقراطية،
غداً هو اليوم الذى ينبغى أن يؤكد فيه المصريون أن الانقسام السياسى، لا
يعنى أنه قد كتب علينا العيش فى بلد مضطرب أمنياً واقتصادياً، فالديمقراطية
هى تحقيق (السلام السياسى) بين الانقسامات السياسية، والحزبية، والشعبية
فى مصر، وغداً هو اليوم الذى نتحدى فيه أنفسنا بقبول الرأى الآخر، واحترام
موقف الأغلبية طوعاً، أياً كانت نتيجة هذا الموقف، وأياً كانت الجغرافيا
السياسية للبرلمان المقبل، غداً هو نقطة التحول.. إن كنا نريد الحرية
لتحقيق مصالح حزبية ضيقة، أو إنجاز مصلحة وطنية عامة لبلادنا.
إن كنت تنزل إلى التحرير، أو تنزل إلى العباسية، فقد قطعت نصف الطريق نحو
الحرية، والنصف الآخر الذى لا تكتمل هذه الحرية بدونه، هو أن تقرر النزول
غداً فى انتخابات المرحلة الأولى، حتى يطمئن المواطنون فى المرحلتين
الثانية والثالثة.
لا حل إلا ببرلمان منتخب، يعبر عن إرادة الناس، يكون له وحده دون غيره سلطة
الحديث باسم الناس، والحديث باسم مصر، وبدون ذلك سيبقى الانقسام نزيفاً
مستمراً فى قلب مصر.