اعتبرت جريدة نيويورك تايمز فى أحدث تقرير لها عن الأوضاع السائدة فى
مصر أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة – وهو المجلس الحاكم فى مصر الآن –
يعتمد على التأييد الذى يتمتع به بين الأغلبية الصامتة أو ما يسمى الآن
بحزب الكنبة – على حد قول الجريدة – للبقاء فى السلطة.
وقالت الجريدة أنه لأول مرة تخرج الأغلبية الصامتة للتظاهر فى أحد
الميادين لتأييد بقاء المجلس العسكرى فى السلطة. ففى حى العباسية وفى
الميدان الرئيسي الذى يبعد قليلا عن مقر وزارة الدفاع التى هى مقر المجلس
العسكرى الحاكم ، خرج حوالى مليون متظاهر لتأييد بقاء المجلس فى السلطة.
واقتبست الجريدة ما جاء على لسان اللواء مختار الملا عضو المجلس العسكرى
وهو يقول "مصر ليست المجلس العسكرى ، وإذا قررت السير فى شوارع القاهرة
سوف تجد أن كل شيء عادى والحياة طبيعية."
واعتبرت الجريدة أن المجلس العسكرى قد أكتشف انه فى أماكن عديدة من
القاهرة ومصر عموما هناك مؤيدين وخصوصا مع غياب الأمن وتدهور الأقتصاد.
ويقول المواطن محمد عبد العزيز الذى يبلغ من العمر 61 عاما وهو يجلس أمام
متجر لبيع الساعات فى ميدان الأوبرا "أذا تخلى المجل سالعسكرى عن السلطة
فمن الذى يمكنه أن يحكم البلاد فى هذا الوقت العصيب." ولذلك قالت الجريدة
أن المواطن العادى من الأغلبية الصامتة أو حزب الكنبة يتساءل "إذا كان
الجيش هو الذى ساعد الثورة فى تنحية مبارك ، فمن الذى يمكنه أن ينحى الجيش
عن السلطة."
ويقزل مروان حلمى من المتظاهرين فى ميدان العباسية "الأغلبية الصامتة لن
تصمت بعد اليوم لأن البلد يتفكك بسب المتظاهرين فى ميدان التحرير ..من
الذى أعطى هؤلاء الحق فى التحدث باسم الشعب والأغلبية . مصر ليست ميدان
التحرير. مصر دولة وليست مجرد ميدان.
ويقول سيد سامح وهو صاحب ورشة و يبلغ من العمر 55 عاما "أن هذه أو لمرة
انزل فيها للتظاهر، وأعتبر نفسي واحدا من الأغلبية الصامتة التى تحاول
أقلية ميدان التحرير التحدث باسمها."
ويقول مراسل الجريدة "انتونى شديد" انه تجول أيضا فى حى شبرا المكتظ
بالسكان ووجد أن الناس تشتكى من تصرفات المعتصمين فى ميدان التحرير والذين
تسببوا – على حد قولهم – فى انهيار البورصة وانتشار البلطجية .
ويقول وائل العربى الذى يبلغ من العمر 25 عاما وهو عامل بناء "من هو المصرى الذى يمكن أن يوافق على ما يحدث فى ميدان التحرير؟".
ويقول المراسل أن المواطنين المصريين العاديين ممن يطلق عليهم حزب
الكنبة يتهمون معتصمى ميدان التحرير بأنهم عملاء وجواسيس وهو شيء غير
مستغرب وسط الطبع المصرى الذى يتشكك فى الأجانب. ويقول محمد نوح بائع على
الرصيف يبلغ من العمر 57 عاما "كل المتواجدين فى ميدان التحرير جواسيس
وعملاء وكلهم يتلقون أموال من الخارج والثوار الحقيقيون لا يفعلون ذلك."
وقال المراسل أن استطلاعات الرأى الأخيرة فى مصر تظهر تأييدا كبيرا
للمجلس العسكرى بين المواطنين العاديين والمجلس بدوره يبدو واثقا من هذا
التأييد. وتقول مروة حسنى وهى ربة منزل تبلغ من العمر 45 عاما أن المجلس
العسكرى هو حصن مصر ضد الفوضى ولن نسمح بالمعتصمين فى ميدان التحرير
بالعودة بنا للخلف ..انهم حركات فوضوية تريد إشعال البلاد ولذلك قررت
النزول لميدان العباسية والتظاهر لأول مرة فى حياتى لكى أصيح وأهتف أين
انتم يا مصريين قفوا بجانب جيشكم الذى لم يخونكم أو يخذلكم أبدا أم
تريدوننا أن نصبح مثل سوريا وليبيا– على حد تحقيق النيويورك تايمز.