المشكلة هنا فى الخيال السياسى للمجلس العسكرى، المتظاهرون فى الميدان
يحركهم الخيال ويدفعهم حلم التغيير الشامل، والمجلس يعرقله روتين النظام
السابق، وسلفية التفكير الحكومى البطىء.
الفقر فى الخيال أدى إلى حالة من قصر النظر فى معالجة الأزمة، فبينما احتاج
الميدان خلال أزمة «محمد محمود» إلى وقف العنف فورًا، قرر المجلس العسكرى
تشييد مستشفى ميدانى للمصابين، وكأن المجلس يقف على طرف حياد فيما يخص
أرواح الشهداء، وحين تحتاج مصر إلى قيادة سياسية مسموعة الكلمة يختار
المجلس مهندس طرق رئيسًا للحكومة السابقة، وحين تحتاج مصر رئيسًا للوزراء
من أرضية الثورة لوأد الفتنة، يختار المجلس خبيرًا فى التخطيط الاستراتيجى
من أهل الاقتصاد، وحين يطلب الميدان صلاحيات واسعة ومحددة لرئيس الوزراء
الجديد يختار المجلس رجلاً من (معسكر السمع والطاعة).
حرام بجد.