"سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى
باركنا حوله لنريه من آياتنا أنه هو السميع البصير" تصدرت هذه الكلمات بيان
اللجنة الشعبية لمقاومة تهويد القدس الذى تم توزيعه فى "جمعة نصرة الأقصى"
بجامع الأزهر.
إنذار شديد اللهجة وجهه البيان إلى الكيان الصهيونى إزاء ما أعلنه يوم 25
نوفمبر هو موعد هدم جسر باب المغاربة الرابط بين حائط البراق والمسجد
الأقصى المبارك، وذلك ضمن مخطط التهويد الرهيب الذى وصل إلى حفر 37 نفقا
تحت المسجد الأقصى بعمق 90 مترا ومشروع بناء 50 ألف وحدة استيطانية، وتغيير
200 ألف اسم عربى إلى أسماء عبرية.
ودعا البيان إلى اعتبار الجمعة الأخيرة من كل عام هجرى هى جمعة القدس
الشريف فى العالم كله، مؤكدا أن المقاومة هى الخيار الوحيد لإنهاء الاحتلال
وحماية المقدسات، ودعا إلى وقف كل معاهدات الاستسلام وطرد السفراء
الصهاينة، ودعا شباب الأمة وفتياتها إلى أن يستعدوا ليكونوا طلائع الزحف
الإسلامى نحو القدس وفلسطين، كما بدأوا شرارة الثورات العربية أن يكونوا
سببا فى تعجيل هذا الأمل القريب فى تحرير الأسرى والأقصى والقدس وفلسطين،
مشيرا إلى أن الثورات العربية أزاحت قطيعا من الخونة للأمة والعملاء
للصهاينة، ليكون مستقبل الأمة العربية والإسلامية فى يد المخلصين لأرضهم
ومقدساتهم وأوطانهم.
وأكد البيان على ما أعلنته مشيخة الأزهر، وهو أن الجهاد هو السبيل الوحيد
لوقف التهويد وتحرم عن التنازل عن أى شبر من فلسطين، ويجدد العهد بما قاله
صلاح الدين الأيوبى للملك ريتشارد قلب الأسد "لا تفكر بأنه يمكن لنا أن
نتخلى عن القدس أبدا، كما لا يمكن بحال أن نتخلى عن حقوقنا فيها كأمة
مسلمة، ولن يمكنكم الله أن تشيدوا حجرا واحدا فى هذه الأرض طالما استمر
الجهاد".
حضر عدد كبير وأساتذة جامعة الأزهر ودار علوم القاهرة، من بينهم الدكتور
جمال عبد الهادى، الدكتور مختار المهدى، ممثل عن شيخ الأزهر، الدكتور صفوت
حجازى، ووفد عن المجلس التشريعى الفلسطينى، الدكتور خليل إسماعيل الحية
ممثل عن حركة حماس، الدكتور عبد الرحمن عبد البر، نائب عن المرشد العام
للإخوان المسلمين والدكتور صلاح سلطان.
وعن غياب الشيخ يوسف القرضاوى اليوم عن جمعة نصرة الأقصى فى الأزهر الشريف،
قال الدكتور صلاح سلطان، مسئول لجنة القدس للاتحاد العالمى للمسلمين، إنه
يأتى بسبب ظروف صحية ألمت به، ودعا له رب العرش العظيم أن يحفظه، مؤكدا أن
القرضاوى حرص على إرسال قصيدته للمشاركة والتى جاء تحت عنوان "يا ثالث
الحرمين يا أرض الفداء".
فيما توافد الآلاف إلى مسجد الأزهر عقب صلاة الجمعة، رافعين الأعلام
المصرية والفلسطينية للمشاركة فى الحملة الشعبية لمقاومة تهويد القدس
بـ"جمعة نصرة الأقصى" التى جاءت تحت إشراف الدكتور محمد عمارة.
وردد المصلون: "ساكت ساكت ليه.. فاضل أيه نبكى عليه"، "إحنا شباب 25.. مش
حنسيبك يا فلسطين"، "يا أقصانا يا حبيب.. مش حنصلى فى تل أبيب"، "خيبر خيبر
يا يهود جيش محمد هنا موجود"، "شعب مصر قالها خلاص.. الأقصى هو الأساس"، "
يا زهار قول لهنية.. أوعى تسيب البندقية"، كما ردد الحاضرون، "نعاهد الله
أن نكون فداء للأزهر.. أن نحمل راية الجهاد حتى نحرر المسجد الأقصى".
بينما قال الدكتور صفوت حجازى، الأمين العام لرابطة أهل السنة ونائب رئيس
الحملة الشعبية لمقاومة تهويد القدس بـ"جمعة نصرة الأقصى"، إن تحرير القدس
لن يكون إلا بزحف مقدس تقوده أيدى طاهرة، مرددا "القدس لن يحرره الأمم
المتحدة ولا مؤتمرات القمة"، مؤكدا أن الزحف إلى فلسطين قريب، ولكن بعد
الاطمئنان على الحالة داخل مصر.
وعن زيارته مع رابطة أهل السنة إلى قطاع غزة أكد حجازى على عهد إسماعيل
هنية رئيس الوزراء الفلسطينى بعدم التخلى عن البندقية، حتى تحرير فلسطين
كاملة، مؤكدا أن هنية طالبه إذا وجد العلماء قد تخلو عن هذا العهد
فلينصحوهم أو ينزعوهم.
وأضاف حجازى، أن عظمة مشاهد المرابطين فى فلسطين وعلى رأسهم الحكومة
الفلسطينية والتى تحرص على قيام الليل مع الرباط فى سبيل الله، موضحا أن
المرابطين متيقظين لأى محاولة صهيونية للاعتداء على الشعب الفلسطينى.
وردد حجازى مقولة العز بن عبد السلام إن القدس ليست مدينة، ولكن عقيدة، وفى
نهاية كلمته أكد عدم التخلى عن ميدان التحرير حتى تتحقق مطالب الثورة.
وأضاف محمد مختار المهدى، ممثل عن شيخ الأزهر، جئنا جميعا لنصرة القدس
الشريف ونقول لأمريكا وأوروبا، إننا لن نفرط فى القدس حتى لو فقدنا فيه
أرواحا، مرددًا: "الأقصى خط أحمر"، لا يمكن أن نفرط فى لبنة واحدة وآن
الأوان بعد أن تحررت مصر على يد شبابها ونادى العالم الإسلامى بأن ينهض
وتتجمع طاقاته، مطالبا الأمة بأن تتوحد صفوفها استعداداً لنصرة المسلمين،
ونتأكد أنها معركة الأمة، ولابد أن نرفع مشروع تحرير القدس.
وأشار خليل إسماعيل الحية ممثل عن حركة حماس يستبشر المسجد الأقصى بالنصر
القادم، أن الأوان لوقت الانتقام ليبدأ من جامع الأزهر، لأن ربنا وعدنا
بذلك، ما يفعله الصهاينة من تدمير الأمة الإسلامية، بالإضافة إلى تقليل
نسبة الفلسطينيين، مؤكدا أن اليهود لا يسمح للفلسطينيين ببناء منازل العمل
فى الاقتصاد.
فيما أرسل الدكتور ناجح إبراهيم تحية إلى حماس وأهل فلسطين، وأكد أن تحرير
فلسطين لابد أن يبدأ من مصر، مؤكدا أن مصر هى البوابة إلى التوحد وصولا إلى
نصر الأمة، مشيرا إلى أن فلسطين هى قضيتنا الأولى، موضحا أن الجماعات
الإسلامية لن تستطيع وحدها تحرير الأقصى، ولكن لابد للشعوب والدول
الإسلامية أن تجعل تحرير الأقصى من أولوياتها.
وأشار الشيخ صلاح نصار أمام جامع الأزهر إلى أهمية مواجهة الشعب للمخربين
وأهمية حسن اختيار من يمثلونا فى الانتخابات القادمة ليس بناء على الصلاح
والإيمان فقط، ولكن كذلك الخبرة والقدرة على المحافظة على حقوق الشعب،
مؤكدا أن عماد الدولة الإسلامية الراشدة الإيمان والإخوة، وأن على العلماء
الرسميين قيادة الأمة نحو الإصلاح، مؤكدا على مسئولية الجميع فى الدعوة إلى
الخير والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، مؤكدا أن مصر مستهدفة من الداخل
والخارج كى لا تكون دولة إسلامية وتتقدم فى جميع المجالات السياسية
والاقتصادية وغيرها، مشيرا إلى أن شيخ الأزهر يرحب بلجنة القدس لننطلق فى
حملتنا ضد تهويد القدس، مؤكدا على أهمية القدس للمسلمين جميعا.