خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": ملاحظات على النتائج الرئاسية
> مجموع أصوات حمدين وأبوالفتوح
معا أكثر من الأصوات التى حصل عليها كل من الدكتور مرسى والفريق شفيق
منفردين، ولو كان حمدين اتحد مع أبوالفتوح لتحقق الفوز للتغيير «الآمن» من
الجولة الأولى، هذا ما فعله الشقاق بمرشحين خرجا من الميدان وعبرا عن
الثورة وكانا أقرب إلى التوافق لحسم السباق الرئاسى، والآن أغلبية الأصوات
معهما إجمالا لكن الرئاسة مع غيرهما فى معسكرات سياسية أخرى.
> ما فعله حمدين وأبوالفتوح كان
استمرارا لكل الانقسامات التى جرت بين الثوار بعد التنحى وخلع نظام مبارك،
مئات الائتلافات الثورية وعشرات الأحزاب الليبرالية وآلاف التكتلات على
الفيس بوك وملايين الشتائم الثورية الخارجة عن الأخلاق على تويتر بين شركاء
الميدان، والنتيجة هو فوز معسكر الالتزام المؤسسى فى الإخوان، وفوز معسكر
الولاء للماضى والخوف من المجهول بين أنصار شفيق، الثوار لم يسمعوا نصيحة
واحدة، والآن هو وقت الاستماع للنصح لا وقت الصراخ الفارغ بلا معنى.
> أنت فى مأزق هائل حال حسمت
الإعادة بين شفيق ومرسى، فإذا اخترت شفيق باسم الليبرالية والدولة المدنية
فسيكون تصنيفك السياسى أنك انتصرت للنظام السابق ويصبح كل ما دفعته هذه
الأمة من ثمن للتغيير بلا قيمة، وإذا اخترت الدكتور مرسى للنجاة من التصنيف
السابق وأملا فى الحد الأدنى من التغيير فسيكون تصنيفك أنك سلمت البلد
للإخوان المسلمين عن بكرة أبيها رئاسة وحكومة وبرلمانا ودستورا. «ربنا معاك
ومعانا»!!
> الملاحظة الأهم فى النتائج أن
كل القوى السياسية فى مصر من إسلاميين أو ليبراليين أو إصلاحيين أو ثوار أو
فلول عليها أن تتعلم الآن صعوبة سيطرة تيار واحد أو قوة حزبية واحدة على
الحكم، فلا بديل عن التعايش لتحقيق الديمقراطية وإقامة دولة الحريات،
أمامنا طريقان إما أن تتعايش هذه القوى وتتصالح على أسس من المصلحة
الوطنية، أو أن تعود البلاد إلى الاستبداد مجددا، ولن يفوز وقتها التيار
الأقوى أو التيارات المستضعفة، فالكل خاسر إن لم نعبر ببلادنا نحو الحرية
والعدالة.
> لا أستطيع أن أنكر فرحتى
بالدور الذى لعبته القوات المسلحة فى الانتخابات، والتزام المؤسسة العسكرية
أعلى درجات الحيادية وتوفير الأمن للجان وعدم التدخل فى التفاصيل والحرص
على إجراء الانتخابات وأعمال الفرز فى أجواء شفافة على الهواء مباشرة
والتزام القوات المسلحة واللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بالقانون الذى
أقره البرلمان للفرز فى مقر اللجان الفرعية، يجب ألا ننسى فى زحام
المزايدات والانشقاقات أن نؤكد هذه الحقيقة ونوجه التحية لأصحاب هذا
الانتصار، وإذا كنا نختلف مع المجلس العسكرى علنا فى بعض الأحيان فإنه من
الشرف والأمانة أن نشكرهم علنا أيضاً على هذا الالتزام.