ثوار ليبيا يتقدمون غربا وشرقا
أعلن الثوار الليبيون أنهم أحرزوا يوم أمس الجمعة تقدما ملحوظا على الجبهتين الشرقية والغربية، وأنهم دحروا الكتائب التابعة لنظام العقيد معمر القذافي، وغنموا منها عدة آليات عسكرية.
فقد أفاد مراسل الجزيرة بأن الثوار بسطوا سيطرتهم على مدينة تاورغاء شرقيّ مصراتة، الواقعة غرب البلاد، كما أفادت أنباء بأن الثوار سيطروا على مدينة ناصر التي تبعد 25 كيلومترا عن مدينة الزاوية في الغرب أيضا، وذلك بعد ساعات من القتال مع كتائب القذافي.
وتعد مدينة ناصر أقرب نقطة إلى العاصمة طرابلس يصل إليها الثوار منذ اندلاع الثورة قبل ستة أشهر.
وقد أحرز الثوار تقدما ملحوظا على الجبهة الشرقية أيضا، حيث دخلوا البريقة وتمركزوا في أول أحيائها السكنية من جهة الشرق.
ويقول الثوار إنهم دحروا كتائب القذافي وغنموا آلياتها العسكرية وأسروا عددا من أفرادها، وذلك بعد حصارهم لها في البريقة من ثلاثة محاور منذ عدة أشهر.
مبنى في طرابلس بعد تعرضه لقصف طائرات الناتو (الفرنسية)
جبهات أخرى
وتزامن ذلك مع تقدم مماثل للثوار في محور الزاوية، في وقت دارت فيه اشتباكات عنيفة بين الثوار وكتائب القذافي في زليتن.
وذكرت وكالة أنباء التضامن أن الثوار في الزاوية تمكنوا من أسر ثمانية جنود لكتائب القذافي بينهم ضابط برتبة كبيرة.
وفي مقابلة للضابط الأسير مع رويترز قال إن القذافي عزز قواته في الزاوية بنحو ألف مجند، غير أنه لا توجد أسلحة ثقيلة أو مرتزقة، أفارقة كما تصر على قول ذلك المعارضة.
وتوقع العميد الهادي العجيلي أن تواجه المعارضة قتالا عنيفا حتى تسيطر على البلدة، وأضاف أن القذافي ما زال يتمتع بالدعم في طرابلس من القبائل الليبية الرئيسية، وهو ما وصفه بالأمر البالغ الأهمية.
من ناحية أخرى، قالت مصادر طبية إن المعارضة على الجبهة الشرقية خسرت 11 مقاتلا في المعارك خلال الساعات الـ24 الماضية للسيطرة على الميناء النفطي ومصفاة النفط في البريقة.
وقالت المصادر الطبية في مستشفى بأجدابيا إن نحو خمسين مقاتلا أصيبوا يومي الخميس والجمعة، وإن مدنيا واحدا قتل عندما أصاب منزله صاروخ أطلقته القوات الموالية للقذافي.
وفي مدينة زليتن قال مصدر للجزيرة إن الثوار اشتبكوا ليلة الجمعة مع كتائب القذافي في منطقة الجنانات بمركز المدينة، مما أسفر عن مقتل أحد المرتزقة المرافقين للكتائب. وطوق عدد كبير من جنود الكتائب المنطقة فجر اليوم وتلقوا أوامر باقتحامها.
من جهة أخرى، قال المصدر إن طيران حلف شمال الأطلسي (الناتو) قصف صباح الجمعة سبعة مواقع تابعة للكتائب قرب منطقة السبعة على الطريق الساحلي.
ولوحظت حركة واسعة لسيارات الإسعاف، مما قد يشير إلى وجود أضرار كبيرة في صفوف الكتائب.
أما في مصراتة، فقد تقدم الثوار على الجبهة الشرقية للمدينة باتجاه مدينة تاورغاء, حيث كانت كتائب القذافي تتخذها مركزا لإطلاق صواريخ بعيدة المدى باتجاه الأحياء السكنية في مصراتة.
بان رأى أن الحل العسكري لن يحل الأزمة في ليبيا (الفرنسية)
قلق أممي
من جهة أخرى أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه من العدد المتزايد للقتلى في صفوف المدنيين في النزاع الليبي.
ودعا بان -في بيان صادر عن مكتبه الصحفي- الجميع إلى توخي الحذر من أجل التقليل إلى أدنى حد لأي فقدان آخر لأرواح مدنيين، دون أن يذكر أي طرف من أطراف النزاع.
وأكد أنه مقتنع بأن لا حل عسكريا للأزمة الليبية، ورأى أن "وقفا لإطلاق النار مرتبطا بعملية سياسية تستجيب لتطلعات الشعب الليبي هو السبيل الوحيد الدائم للتوصل إلى إرساء السلام والأمن في ليبيا".
ودعا بان نظام القذافي والثوار إلى البدء فورا في حوار مع الموفد الأممي الخاص عبد الإله الخطيب، و"الاستجابة بشكل ملموس وإيجابي للأفكار المقترحة لوقف إراقة الدماء في البلاد".
ومن جهتها وصفت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) إيرينا بوكوفا قصف حلف الناتو لمقر التلفزيون الرسمي الليبي في طرابلس يوم 30 يوليو/تموز الماضي ومقتل ثلاثة من العاملين فيه بأنه "غير مقبول".
المصدر: الجزيرة + وكالات