الحكومة تسيطر على مناطق بمقديشو
قوات حكومية تحصن مواقعها في سوق بكارا التجاري بمقديشو (الجزيرة نت)
قاسم أحمد سهل-مقديشو
بسطت القوات الحكومية وقوات الاتحاد الأفريقي سيطرتها على أجزاء من العاصمة الصومالية مقديشو بعد انسحاب مقاتلي حركة الشباب المجاهدين من مواقعها بالمدينة في الخامس من الشهر الجاري، والذي اعتبرته تكتيكا جديدا في أساليب القتال.
ووصلت هذه القوات مدعومة بالدبابات وسيارات مدرعة الجمعة إلى مناطق في أحياء (كاران وعبد العزيز وشبس وياخشيد) شمالي مقديشو، بعدما أنهت انتشارها في مناطق من أحياء ورطيغلي وهولوداج، بينما لا تزال حركة الشباب تسيطر على حيي هوروا ودينيلي معقليها الرئيسيين في العاصمة.
وقد رافقت دخول القوات المشتركة إلى بعض المناطق والذي يعد الأول من نوعه منذ أكثر من عامين، هجمات شنها مقاتلو الشباب على المواقع الجديدة التي تمركزت فيها القوات الحكومية والأفريقية في محاولة لوقف تقدمها إلى مواقع جديدة من مقديشو.
وعزا قادة عسكريون، من الحكومة الانتقالية، تأخر وبطء انتشار القوات الحكومية والأفريقية في بعض المناطق إلى التخوف من احتمال وجود عبوات ناسفة وألغام مزروعة في المناطق التي أخلاها مقاتلو الشباب.
وذكر قائد القوات المسلحة الجنرال عبد الكريم فارح أن قواته ستنهي سيطرتها على العاصمة كلها الأيام القليلة المقبلة دون أن تواجه بأي مقاومة من مقاتلي الشباب المجاهدين الذين "تم تقويض قوتهم".
الشباب المجاهدون شنوا هجمات على القوات الأفريقية والحكومية بمقديشو (الجزيرة نت)
خمسون قتيلا
في المقابل أشار المتحدث باسم الشباب الشيخ علي محمود راغي الجمعة أن الخطة العسكرية التي تبنتها الحركة عقب إخلاء مواقعها في مقديشو، نجحت في تكبيد القوات الحكومية والأفريقية خسائر كبيرة بالأرواح.
وقال إن سلسلة الهجمات التي شنها مقاتلو الشباب الأيام الخمسة الماضية على المراكز التي انسحب منها مقاتلو الحركة في مقديشو، أدت إلى مقتل خمسين جنديا من قوات الاتحاد الأفريقي وعدد لم يحدد من القوات الحكومية، بينما لقي مقاتل واحد من الشباب مصرعه.
وأشار أيضا إلى أن مقاتلي الحركة يكثفون هجماتهم كلما حاولت القوات المشتركة الخروج من قواعدها والانتشار في مواقع جديدة من العاصمة، في مسعى لإضعافها وإلحاق خسائر أكبر بها.
ونفى المتحدث انسحاب مقاتلي الشباب من مقديشو قائلا "لا تنخدعوا بوسائل الإعلام المناصرة للعدو، لم نخرج من مقديشو ولن نخرج نحن نوجد في كل مكان وتجري المواجهات في كل مكان" وفسر الانسحاب بأنه تكتيك وتغيير في أساليب القتال.
الناس متخوفون
في غضون ذلك، عاد عدد قليل من السكان الذي يعيش معظمهم في ضواحي العاصمة منذ أربع سنوات إلى المناطق التي أخلتها حركة الشباب تخوفا من تجدد المواجهات، واكتفى أكثرهم بتفقد منازلهم التي دمرتها المواجهات وجعلتها غير صالحة للسكن ما لم يتم إعادة بنائها من جديد.
أما تجاريا فلم يعد التجار إلى سوق بكارا الذي يشكل أهم مركز تجاري في الصومال والذي أصبح مسرحا للمواجهات المسلحة بين طرفي الاقتتال الشهور الماضية، رغم أن الحكومة دعت التجار إلى فتح محالهم التجارية في السوق وكلفت عناصر من الشرطة بحراستها.
المصدر: الجزيرة