ساد الموقف الأمني المتفجر في جنوبي
اليمن واجهة الأحداث مع اشتداد المعارك التي اندلعت بين الجيش ومسلحين في
زنجبار، وذلك بالتزامن مع أنباء عن سقوط قتلى في مظاهرات مؤيدة لتشكيل مجلس
انتقالي لإدارة شؤون البلاد قابلتها مظاهرات مؤيدة للرئيس.
فقد أفاد مراسل الجزيرة في
عدن نقلا عن شهود عيان بأن نحو ثلاثين مسلحا لقوا مصرعهم في معارك أمس بين المسلحين وقوات الجيش بمدينة زنجبار في محافظة
أبين التي زحفت إليها -بحسب مسؤولين يمنيين- قوات حكومية مدعومة برجال القبائل لاستعادة المدينة من سيطرة جماعات مسلحة يعتقد أنها تنتمي
لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
ووفقا لما ذكره مسؤول
محلي أرسل الجيش اليمني تعزيزات تشمل خمسمائة جندي إضافي مدعومين بدبابات
وراجمات صواريخ يوم السبت الماضي لتحرير اللواء الخامس والعشرين المحاصر
منذ أكثر من شهر قرب مدينة زنجبار.
اقتحام المدينةوقامت القوات بمهاجمة المدينة بعد قصف مدفعي وصاروخي بري وبحري، حيث اقتحمت القوات المهاجمة برفقة رجال
قبائل مسلحين من المدينة ودارت اشتباكات عنيفة أوقعت عددا من القتلى بين صفوف المسلحين من بينهم ناصر المراجي وهو قائد ميداني بارز.
وذكر مسعفون في مستشفى حكومي بمدينة جعار القريبة أن المسلحين الذين سيطروا على المدينة في مارس/آذار الماضي حاصروا المستشفى وسيطروا عليه تماما وبدؤوا بنقل جرحاهم لتقلي العلاج بعد إحضار فرقهم الطبية إلى داخل المستشفى. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مواطنين داخل زنجبار قولهم إن حرب شوارع عنيفة تدور بين الطرفين وخاصة حول ملعب لكرة القدم تردد أن المسلحين حولوه إلى قاعدة مؤقتة للإمدادات، وأن الجيش قصف الموقع المذكور ودمر أجزاء منه. مظاهرات وتزامنت التطورات الأمنية في الجنوب مع أنباء أفادت بمقتل العشرات وإصابة آخرين لدى قيام قوات موالية للرئيس علي عبد الله صالح بإطلاق النار والقنابل المدمعة لتفريق مظاهرة مؤيدة للمجلس الانتقالي الذي أعلن شباب الثورة عن تشكيله أمس الأحد الذي وافق الذكرى السنوية الثالثة والثلاثين لتولي صالح مقاليد الحكم في البلاد. وفيما أفادت مصادر أخرى بأن العشرات من أفراد القوات الخاصة والحرس الجمهوري أعلنوا انضمامهم إلى الثورة في ساحة التغيير بصنعاء وتأييدهم لتشكيل المجلس الانتقالي، شهدت مدينة تعز وعدد من المحافظات مظاهرات حاشدة في يوم حمل عنوان "يوم الغضب" في هذه المناسبة. ووصف مراسل الجزيرة حمدي البكاري المظاهرات بأنها غير مسبوقة من حيث العدد، وأشار إلى أن الإعلان عن تشكيل مجلس انتقالي حظي بتأييد المتظاهرين رغم استمرار الجدل بشأن الأسماء التي ضمها المجلس. الرئيس ومؤيدوه في المقابل تظاهر عشرات الآلاف من اليمنيين المؤيدين للرئيس اليمني بمناسبة توليه الحكم في 17 يوليو/تموز 1978 إثر مقتل الرئيس أحمد الغشمي، وجابت المسيرات المؤيدة العاصمة صنعاء وعددا من المدن اليمنية واحتفل أنصاره بإقامة المهرجانات في الأحياء. وفي الرياض أعلنت مصادر رسمية يمنية أن الرئيس صالح زار أمس الأحد عددا من قيادات الدولة الذين يتلقون العلاج إثر حادث استهدفهم مع صالح في الثالث من يونيو/حزيران الماضي أدى إلى مقتل 11 من حرسه الخاص وجرح العشرات بالمسجد الرئاسي بصنعاء.
|