جمل وكلمات كثيراً ما سمعناها وترددت لدرجة رسخت في نفوس الغالبية العظمى الخنوع والخضوع لما يمليه عليهم الواقع سلباً وإيجاباً ناسين أو متناسين أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
إن مجريات الاحداث الراهنة في مصر وغيرها إنما تدل على أن للصمت صوت قد يقتل الخوف ويجعله يرضخ لمتطلباته التي لا يقوى على الوقوف في وجهها طاغوت الطاغين أوجبروت المتجبرين .
بعيداً عن التنظير ما بين متعاطف مع هذا الجانب أو ذاك أو ما ستؤل إليه الأمور إلا أن الواقع يفرض على العقول أن الامور لن تعود لما كانت عليه وأنه ستتحول للأفضل وإن طال الأمد .
ولأن خطأ الكبير كبير فكان لازاما على رأس النظام أن يدرك أن قبوله وتجاهله بما يمليه الواقع يوما بعد يوما وتعاليه عن رغبة الغالبية في التغيير وفشل كل محاولاته لإسكات أصواته لدرجة خضبت يديه بدماء البراءه كي تمحو بذلك كل جهوده السابقة.. الحقيقي منها والكذب في تجميل الواقع أو ما كان منه من خير لهم لأنهم بشر ونحن جميعا ولا أظن أنه يعلق بأذهان الغالبية سوى السيء منها فكما كان على قدر المسؤلية حين حماها فهو لازاماً عليه تحمل مسؤلية وصوله لنقطة عدم الثقة وعدم حمايتها .
وبعيداً عن التعاطف تجاه الرأس يجب أن يراعى أن القلب الذي تعاطف معه يوما حين كان مقرباً إليه هو الذي أدماها وتسبب في ملأه بالسخط والغضب لدرجة حولت الحب إلى كره بغض النظر عما كان وأن القلب النابض بالخير لابد له من رأس يعينه على ذلك رضي أم أبى ,وأنه في سبيل تضحية القلب بدمائه من أجل الحرية لابد للعقل أن يمتثل وأن يضحي هو الآخر بأفكاره وأحلامه البالية التي أدت لما هو راهن كي يبقي على البقية الباقية من عزة نفسه , وليحمد الله أن إخضاعه جاء على يد من بني جلدته ولم يملي عليهم أحداً بشيء حتى وإن استغل الوضع بعض الوصوليون والمتنطعون للظهور , أو حلل المحللون فلابد أن يترك الأمر في التغير لأصحابه وأن تخضع القوى والدساتير إلى ما يمليه عليهم صوت الصمت الذي طال وألا يعلو عليه فلطالما أزاقهم الإزعان له فليذعن اليوم متقبلاً هزيمته أمام الإرادة العامة لا لشيء إلا لأن هذا الواقع .
لقد أسمعت إذ ناديت حياً ....... ولكن لا حياة لمن تنادي
قد يختلف أو يتفق معي الكثيرون وقد ينعتني البعض بالتآمر ولكن ليعلم الجميع بأن الوطنية هي ألا يربط الإنتماء بشخص ولكن الأولى بأن يرتبط الأمر بأصحاب الوطن الكادحين الساهرين على محاولة رفع رايته وليس من يتستر بهذه الراية لتحقيق مجد شخصي .
حتى وإن كان من أشعل المركبة وكان متمكننا من أن يجعل أسلاكها تجعل المركبة تدور لعدم قدرته على امتلاك المفتاح إلا أن الواقع يملي على من يجلس على مقود المركبة أن يقودها في الأتجاه الصحيح الذي يراه المحرك الحقيقي لها وأن يغير الخريطة القديمة إلى الخريطة التي يردها المحرك .
ليست وسية ...!! إن الله هو مالك الملك وملك الملوك يؤتي ملكه من يشاء وينزعه ممن يشاء , التعالي على الناس من منطلق أنه هو صاحب الرؤية الصحيحة الثاقبة وأن من دونه ما هم إلا أدوات تُحرك لتنفيذ هذه الرؤية لا يكون مصيره إلا إلى زوال لأن الواقع يثبت أن هناك من هم جديرون بتغيير هذه الرؤى إلى الحقيقة التي تملص منها الكثيرون على مر الزمان بأن لا فضل لأحد على أحد إلى بالتقوى .
وفي الأخير
وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون