الجن يسكنون في المنزل منذ ربع قرن "
منذ صغرنا نسمع الكثير من القصص المخيفة عن بيوت مهجورة تسكنها الأرواح وتتحكم بها ، وبقيت هذه القصص أسيرة الكتب والخيال ،
تتناقلها الألسن كنوع من الشائعات المثيرة ، فالبعض يسخر منها والبعض الآخر يدافع عنها خوفا من لعنة الجان والأسياد.
فضولنا لإحياء بعض القصص التي كانت تخيفنا في الطفولة دفعنا لزيارة أحد هذه المنازل الذي ذاع صيته واشتهر بقصصه الغريبة ويقع في منطقة الجسر الأبيض ، وعند وصولنا إلى المنطقة قمنا بالتطفل على بعض أصحاب المحلات ، حيث رفض الكثير منهم الحديث عن الموضوع و بعضهم هرب منا لأن مجرد الحديث عن المنزل سيجعل لعنته تحل عليه ، أما البعض الآخر فقد طردنا بمجرد ذكر اسم البيت.
فواز الأجرد الذي كان أول من قبل الحديث عن الموضوع تحدانا للدخول إلى المنزل والخروج سالمين ويقول "عرضه أصحابه للبيع بمبلغ 500 ألف ولكن أحد لم يقرب منه "وحسبما حكا لنا أنه منذ فترة حاول شيخ الدخول إلى المنزل لطرد الجان منه و لكنه وجد ملقيا على الرصيف مربطا من يديه ورجليه ولم يعرف أحد ما حصل معه".
ويضيف السيد فواز "إن سكانه هربوا منذ زمن طويل لأن المنزل (معمول له عمل) ومرصود من الجان الغير معروف إذا كانوا زرق أو حمر" ، ومن الظواهر التي شهدها ساكني هذا المنزل حسب قوله " أن الأضواء كانت تشعل وتطفي لوحدها بدون سبب ، كما انه في إحدى المرات كان صاحب المنزل يشرب كأس شاي وفجأة التفت فوجد الكأس فارغة و كانوا يسمعون أصوات طرطقة القباقيب على الدرج بدون أن يروا أحد ، وكان كل من يدخل يرى أقزام فالجن توالدوا فالأجداد وأحفادهم يسكنون في المنزل".
وقمنا بسؤال الحلاق الموجود في الحي وحسب رأيه "المنزل ليس مسكونا بالجن والأشباح بل مشكلته أنه بني فوق قبر أحد الأولياء الصالحين ونحن أبناء المنطقة منذ زمن طويل لم نشهد أي ظواهر ولكننا نسمع أن أصحاب البيت قاموا ببنائه فوق القبر ومرت أنابيب المجاري بجانب رأس الولي ولذلك تأذى ساكني المنزل منهم من أصيب بالجنون ومنهم من توفي بسبب ذلك " .
ولكي يتخلص منا من قمنا بسؤالهم عن الموضوع أرشدونا إلى مكتب عقاري يقال أنه المكلف ببيع المنزل حيث استقبلنا السيد حسان قداح صاحب المكتب ليحدثنا بلهجة فيها نوع من الخوف والسخرية "الناس كلها تعرف أنه يوجد قبر(ولي) في هذا البيت أو كما يقولون جن ونحن قمنا بالاستفسار من الجيران القدماء ومن أصحاب المحلات القديمة في المنطقة ، حيث اخبرونا أنه تم البناء فوق قبر الولي وأصبحت المجاري تمر من جانب القبر ، فيقال أن الولي قام بالانتقام وأصبح يؤذي أصحاب المنزل والجيران ، فقاموا بتركه ولم يعد أحد يسكنه".
وأخبرنا السيد حسان أنه "منذ فترة كان هناك نجار قام باستئجاره وسألناه فقال أن البيت لا يوجد فيه أي شيء لا جن ولا غير ذلك وأنها مجرد دعاية ، خاصة أن هذه المنطقة مليئة بقبور الأولياء وعلماء الدين ، كما أن هناك شائعات عن انخفاض سعر البيت إلى 250 ألف ليرة وغيرها ، علما أن هناك شابتان روسيتان أرادتا شراء البيت بمبلغ كبير شرط أن يحتوي على (أشباح) أو جان ، وهناك من طلبوا وجود الجن خصيصا لشرائه ، ولكن الحقيقة أنها كلها إشاعات والعالم عندنا تحب أن تصدق هذه الأشياء الغريبة".
وخلال سعينا للحصول على عنوان أو رقم تليفون أحد أصحاب المنزل المسكون ، استطعنا الوصول في النهاية إلى منزل السيدة فلك الأبرش وهي تخبرنا عن البيت المهجور وهو بيت عمها الذي يبعد مسافة شارعين فقط عن بيتها فرحبت بنا في منزلها ، فتقول " البيت مهجور منذ خمس وعشرين عاما وكونه متروك أصبح وكرا للحشاشين والسارقين ، ولا يوجد فيه لا قرود ولا عفاريت ، وأولاد عمي كانوا في أمريكا والآن عادوا إلى دمشق وسيقيمون مشروع داخل هذا البيت وعلى ما أعتقد سيتحول إلى مركز للكومبيوتر ، أنا أعرف البيت منذ كنت صغيرة وكان جميل جدا ،ولكن نتيجة تركه أصبح وضعه هكذا ، كما أنها حركة من أحد المسؤولين لكي يشوهوا سمعة البيت فيجبرنا على بيعه له وبسعر زهيد".