اقتربت الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد من دمشق يوم الخميس حيث اشتبكت قوات الجيش مع معارضين مسلحين في بلدة الى الشمال مباشرة من العاصمة وقال مسؤول محلي ان السلطات تجري محادثات لوقف اطلاق النار مع مسلحين سيطروا على بعض المناطق.
وقال ضابط سوري لرويترز ان الاشتباكات جارية في دوما منذ الصباح. وتقوم قوات الامن بتفتيش المنازل بحثا عن اسلحة واشخاص مشتبه بهم. وعرض على الصحفيين قنابل محلية الصنع بين اسلحة تم ضبطها.
وكان الضابط يتحدث في ضاحية حرستا القريبة حيث تم نشر قوات بأعداد كبيرة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن اعتقلت 200 شخص في مداهمات في دوما وهي معقل للاحتجاجات وتمرد مسلح ضد الاسد.
وقال نشطاء في ضواحي دوما وحرستا وعربين بشمال شرق البلاد وبعضها يقع على مسافة ثمانية كيلومترات من وسط دمشق انهم سمعوا دوي انفجارات خلال اشتباكات بين قوات الامن ومسلحين اثناء الليل.
وكان اطلاق النار قريبا لدرجة أنه أمكن سماعه في وسط دمشق اثناء الليل.
وقال حسين مخلوف محافظ ريف دمشق لمراقبين عرب قبل ان يتوجهوا الى عربين في أول جولة لهم منذ اسبوع ان الكثير من المنتمين للمعارضة تم تضليلهم وسيعودون الى الطريق القويم في نهاية المطاف.
وأضاف أن السلطات بدأت حوارا معهم وبينهم بعض الجماعات المسلحة التي تسيطر على مواقع هناك.
وأبلغ المحافظ المراقبين بأن السلطات تستخدم نفس الاسلوب الذي اتبعته في بلدة الزبداني وبالتالي سيحدث نفس السيناريو.
وفي الشهر الحالي سحب الجيش مدرعات كانت تطوق بلدة الزبداني التي سيطر عليها المسلحون قرب الحدود مع لبنان بعد التوصل الى هدنة مع من كانوا يدافعون عنها.
وتوقف المراقبون العرب خارج عربين في حراسة اكثر من عشرة جنود. وكبر حشد من نحو 100 من المحتجين المناهضين للاسد من على الجانب الاخر.
وعرضت القوات على المراقبين جثة جندي وشخص اخر قالت انهما قتلا في الصباح.
واستقل المراقبون سيارتهم بعد قليل ليبتعدوا عن المشهد المتوتر ولم تتضح وجهتهم التالية.
ولم ترد انباء على الفور بشان الاصابات في القتال الذي دار قرب دمشق.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا انه ثلاثة اشخاص قتلوا في حمص وقتل قناص امرأة عمرها 58 عاما في حماة وقتل صبي عمره 14 عاما في مدينة درعا الجنوبية.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) ان "ارهابيين" اغتالو ضابطا برتبة عقيد في حمص وفجروا قنبلة في محافظة درعا ما ادى الى مقتل ملازم بالجيش كان يحاول ابطال مفعولها.
وقالت الوكالة ان 21 من جنود الجيش وقوات الامن والمدنيين الذين قتلوا على يد "جماعات ارهابية مسلحة" دفنوا يوم الخميس. واضافت ان عدة مدن سورية شهدت مظاهرات مؤيدة للاسد.
واستأنف المراقبون عملهم بعد توقف دام اسبوعا مددت خلاله الجامعة العربية مهمتهم شهرا اخر. ويعملون الان بدون 55 زميلا خليجيا سحبتهم حكومات بلادهم هذا الاسبوع احتجاجا على استمرار أعمال العنف.
وكانت جماعات سورية معارضة اتهمت بعثة المراقبة التي بدأت عملها في 26 ديسمبر كانون الاول بتوفير غطاء دبلوماسي للاسد ليواصل حملته ضد المحتجين والمسلحين التي تقول الامم المتحدة انها أسفرت عن سقوط اكثر من خمسة الاف قتيل.
ودعت الجامعة الاسد يوم الاحد الى نقل صلاحياته لنائبه في اطار خطة للانتقال السياسي تسعى الى الحصول على دعم الامم المتحدة لها.
ويعكف دبلوماسيون غربيون وعرب على اعداد مسودة قرار لمجلس الامن بشأن سوريا. وقالت روسيا انها ستروج للنص الذي اعدته لكنها لم تستبعد التوصل الى اتفاق وسط.
ورفضت روسيا وهي من الحلفاء القلائل الباقين لسوريا فرض عقوبات أو اتخاذ اجراء عسكري ضد الاسد.
وقال دبلوماسيون في مجلس الامن الدولي ان المجلس قد يجري تصويتا الاسبوع القادم على مشروع قرار جديد عربي غربي.
وحث الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي دمشق على انهاء العمليات العسكرية ضد "المواطنين العزل".
وفي الاشهر القليلة الماضية طغت حركة مسلحها يقودها منشقون عن الجيش على الاحتجاجات السلمية ضد حكم عائلة الاسد المستمر منذ اكثر من 40 عاما.
وقال نشطاء ان انتشار الجيش والاشتباكات في الضواحي المحيطة بدمشق جاءت ردا على تزايد قوة المسلحين.
وقال ناشط عرف نفسه باسم حسين عبر الهاتف لرويترز من ضاحية حرستا "الجيش السوري الحر يتمتع بسيطرة شبه كاملة على بعض مناطق ريف دمشق ويسيطر على أجزاء من دوما وحرستا."
وقال نشطاء اخرون في دوما وحرستا وعربين ان قوات الامن تجمعت في ضواحيهم بعد أن تقهقر المسلحون.
وقال مقاتل من الجيش السوري الحر ذكر ان اسمه ابو ثائر "جيش الاسد لديه مدرعات ومدافع مضادة للطائرات بينما لا نملك الا البنادق والقذائف الصاروخية."
وكانت جامعة الدول العربية قد علقت عضوية سوريا ودعت الاسد الى نقل صلاحياته لنائبه على أن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية واجراء اصلاحات دستورية وأمنية وانتخابات.
وقال مايكل بوسنر مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لحقوق الانسان ان واشنطن ستعمل مع الجامعة العربية من أجل انهاء اراقة الدماء في سوريا. وأكد مرة أخرى أنه يجب على الاسد أن يرحل.