الشحات يكشف تفاصيل المفاوضات بين الإخوان
والسلفيين لاختيار الرئيس.. الشحات: ذكرنا الجماعة بمخاوفهم من ترشيح
إسلامى ينتمى لتنظيم.. ومعلومات أن الشاطر صوت برفض الترشح للرئاسة
كشف المهندس عبد المنعم الشحات المتحدث الإعلامى باسم جماعة
الدعوة السلفية، التفاصيل الكاملة للمشاورات التى جرت بين جماعة الإخوان
المسلمين والدعوة السلفية خلال الأشهر الماضية.
وأوضح الشحات فى مقال نشره اليوم على موقع "صوت السلف" الناطق باسم الدعوة
السلفية، إن أحد الدعاة البارزين المؤيدين للدكتور "محمد مرسى" الآن
باعتباره المرشح الإسلامى الوحيد، كان قد اقترح عدم تأييد أى مرشح مِن
الإسلاميين الثلاثة فى ذلك الوقت: "الشيخ حازم - الدكتور العوا - الدكتور
أبو الفتوح"، واقترح بحث تأييد الدكتور "الأشعل" باعتباره مؤمنًا بالمرجعية
الإسلامية، ولكن غير موصوف بأنه إسلامى.
وعلق الشحات فى مقاله على موقف الداعية الذى لم يذكر اسمه قائلا :" لا ننكر
عليه تغيُّر اجتهاده، ولكن ننكر عليه أنه استبعد "أبو الفتوح" بوصفه
إسلاميًّا مرة، ثم عاد فاستبعده بوصفه غير إسلامى مرة أخرى واصفًا الدكتور
"محمد مرسى" بأنه المرشح الإسلامى الوحيد".
وأكد الشحات أن الدكتور "منصور حسن" تشجع إلى أن يتقدم للرئاسة زاعمًا أنه
مدعوم مِن الإخوان، بعد إعلان الدكتور محمد بديع أن الإخوان لن تقدم مرشحا
منها للرئاسة ولن تؤيد مرشحا إسلاميا.
وكشف الشحات أن جماعة "الدعوة السلفية" أجرت اتصالات مع "الإخوان
المسلمين"؛ لإقناعها بأن أفضل الحلول أن يدعما سويًّا رئيسًا إسلاميًّا غير
منتمٍ تنظيميًّا؛ ليكون أقرب إلى التوافقية.
وأضاف الشحات:"تمت إعادة تعريف مصطلح الرئيس التوافقى إلى "الرئيس التوافقى
الإسلامى"، وفى ذلك الحين كان المرشحون الإسلاميون الثلاثة: "الشيخ حازم -
الدكتور العوا - الدكتور أبو الفتوح"، وكانت هناك أمور تتعلق بالشيخ
"حازم" أبرزها: جنسية والدته، ومِن ثَمَّ كان مِن المنطقى أن تتم المفاضلة
بيْن المرشحين الآخرين إلا أن الإخوان طلبوا مهلة؛ لإقناع أحد مِن الرموز
الأخرى التى تؤمن بالمرجعية الإسلامية، ويكون لها قبول أعلى لدى الإخوان".
وأكد الشحات أن الدعوة السلفية منحت الفرصة للإخوان؛ فحاولوا مع المستشار "طارق البشرى"، والمستشار "حسام الغريانى".
وكشف الشحات أن بعض أعضاء "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح" قاموا بزيارة
مكتب الإرشاد، وطلبوا منهم ترشيح المهندس "خيرت الشاطر"، وكان تعليق
"الشاطر" نفسه آنذاك: أن مبررات عدم ترشيح أى مرشح من الإخوان ما زالت
قائمة، موضحا أن هناك معلومات تشير إلى أن الشاطر صوت ضد ترشحه لرئاسة
الجمهورية فى اجتماع مجلس شورى الإخوان، والذى أخذ القرار "بأغلبية 56
عضوًا ورفض 52 عضوًا.
وأكد الشحات أنه عندما زار وفد من "الدعوة السلفية" مكوَّن مِن: "الشيخ
سعيد عبد العظيم - والشيخ ياسر برهامى - وعبد المنعم الشحات" مكتب الإرشاد،
كان الغرض مِن الزيارة الدعوة لمبادرة الدعوة السلفية للوصول إلى مرشح
إسلامى واحد.
وأضاف الشحات :"لما جاء ذكر المهندس "خيرت الشاطر" قلنا: إننا نتوقع إن
ترشح أن يحصل على أعلى الأصوات من مجلس شورى الدعوة السلفية، كما نتوقع أن
يحصل على تأييد معظم التيارات الإسلامية فى تلك المبادرة".
وأوضح الشحات أن الدكتور محمد مرسى والدكتور عبد الله الأشعل ترشحا لرئاسة
الجمهورية كرد فعل لشائعة أن هناك اتجاها لاستبعاد المرشحين الإسلاميين
الأربعة، وأضاف :"كنا نظن أن هذا يعنى أنه لو استمر واحد من الأربعة
الأساسيين سوف ينسحب مَن ترشح فى آخر الأمر؛ إلا أن جماعة الإخوان المسلمين
فاجأت الجميع بإعلان أن لها مرشحَيْن، وأنها سوف تستمر بالدكتور "محمد
مرسى" إذا استُبعِد المهندس "خيرت الشاطر".!
واتهم الشحات جماعة الإخوان المسلمين بأن لديها حساسية بالغة ضد مَن يستقيل
منها حتى وإن استقال بكل أدب ولطف، موضحا أن هذا يخالف ما عرف عن الإمام
"البنا" -رحمه الله- مِن سعة الصدر مع المخالفين، ومنهم: المنشقين عن
الجماعة -إن صح التعبير.
وأكد الشحات أن جماعة الإخوان تقع فى تناقض كبير عندما تستضيف بعض الدعاة
السلفيين؛ ليردوا على د."أبو الفتوح" بمعايير سلفية فى قضايا يقول
مرشحهم-أى مرسى- فيها بعين أقواله؛ لا سيما مسألة ولاية الكافر، والمرأة،
ومسألة حد الردة.
وأكد الشحات ان الدكتور "أبو الفتوح" يتميز بعدة أمور "غاية فى الأهمية"،
مثل: أن وراءه فريقًا كبيرًا مِن المستشارين البارزين فى تخصصاتهم، ولن
يعمل بمفرده، وتنوعه الواسع وانتماؤه إلى تعدد طيفى يشمل سائر توجهات
المجتمع المصرى، حتى إن أستاذة علوم سياسية يسارية: كـ"رباب المهدى" انضمت
إلى فريق عمله شهادة منها بأن التيار الإسلامى أقدر على تحقيق العدالة
الاجتماعية مِن التيار اليسارى نفسه.
وأوضح أن الفريق الاستشارى لأبو الفتوح يتمتع بثقل ملحوظ، حيث يضم على سبيل
المثال: د. "سيف الدين عبد الفتاح" مؤسس مدرسة الفكر السياسى الإسلامى فى
جامعة الاقتصاد والعلوم السياسية، ود. "نادية مصطفى"، ود."هبة رءوف"، ود.
"هشام جعفر" مؤسس موقع "إسلام أون لاين".
وأشار إلى أن أبو الفتوح يتمتع بثقة جميع التيارات بأنه سوف يقف على مسافة
واحدة من الجميع، بالإضافة إلى قربه من تيار الشباب الذى صنع الثورة وقدرته
على إزالة مخاوفهم من المشروع الإسلامى وحرصه على تقنين أوضاع الحركة
الإسلامية، وغيرها من الحركات، فضلا عن قبوله لمناظرة عمرو موسى التى اعتذر
عنها محمد مرسى.
وذكر الشحات أن مركز أبو الفتوح تراوح فى تصويت المصريين فى الخارج بين
الأول والثانى، وأضاف :"نعم قد تؤثر نتيجة المصريين فى السعودية على
الترتيب العام؛ إلا أنها مطعون عليها -حتى الآن- كما أنها -إن صحت- لن تؤثر
على قراءة المشهد فى معظم الدول، وإنما ستدل على أن الماكينة الانتخابية
الإخوانية فى السعودية عملت بكفاءة -وهو أمر متوقع".