رغم تعدد دوائر وقطاعات محافظة الجيزة وترامي أطرافها واشتداد المنافسة
بين كافة مرشحها، إلا أن قطاعي الهرم وكرداسة من قطاعات الدائرة الثالثة
بالجيزة كانتا وستظلا الأقوى بين الدوائر الانتخابية في المحافظة، حيث
تتنافس فيهما قوى سياسية مختلفة، تتبارى كل منها لتطغى على الأخرى وتفوز
بالشعبية التي تؤهلها لحصد المقاعد البرلمانية، فما بين فلول الفردي
والقوائم الحزبية ومرشحي الشباب الذين يستندون إلى الثورة تتخلق حالة من
الاشتعال داخل تلك الدوائر.
الدائرتان اللتان تتعدى كتلتهما التصويتية مائتي ألف صوت تراجع عدد كبير
من فلول الحزب الوطني المنحل عن خوض المنافسة فيهما، ولم تظهر سوى اسماء
معدودة يأتي على رأسها "علاء والي" مرشح "المنحل" الذي خاض المعركة من قبل
وحصد المقعد، وقرر النزول من جديد مستقلاً على مقعد الفردي محاولاً إيهام
أهل الدائرة بأنه يسعى للتغيير وأنه أحد أبناء الثورة، إلا أنه يخشى منافسه
الوفدي "ناجي شلبي" الذي قرر استلام الراية من نائب الدائرة السابق "احمد
ناصر" المفصول من الوفد، والذي يعد أحد أهم البرلمانيين عن الدائرة.
وقد ظهرت أسماء عدد من المرشحين لمقعد الفئات بالنظام الفردي بالدائرة،
إلا أن أبرزهم وأقواهم على الإطلاق مرشحو الفردي الحزبي، حيث يخوض المنافسة
"محمد المسلاوي" بدعم "النور" السلفي، و"محمد غراب" بدعم "الوفد"، و"محمد
عبد المنعم الصاوي" الذي ربما يكون أوفرهم حظاً وأقربهم للفوز رغم إنحصار
علاقاته داخل الدائرة، حيث يحظى بدعم حزب "الحرية والعدالة" صاحب الكتلة
التصويتية العملاقة بالدائرة، وذلك لكونه أحد مؤسسي حزب "الحضارة" الذي
يشارك "الحرية والعدالة" في دخول التحالف الديمقراطي.
أما منافسة مقعد العمال بالنظام الفردي في الدائرة الثالثة، فقد جمعت
خليط من التيارات السياسية المختلفة ما بين إخوان وسلفيين وفلول، حيث يخوض
المنافسة للمرة الخامسة على التوالي المرشح الإخواني "عبد السلام بشندي"
المدعوم من حزب الحرية والعدالة، والذي خسر أربعة مرات متتالية بسبب رفض
النظام السابق له والتضييقات الأمنية التي كانت تُمارس ضده حسب تأكيده،
ويشاركه المنافسة "إسماعيل إبراهيم" مرشح حزب "النور"، و"عبد الله رحومة"،
النائب السابق بمجلس الشورى عن الحزب الوطني "المنحل"، والذي يراهن على
"حفظ الناس لاسمه"!.