شن عدد من نواب مجلس الشعب، هجوما حادا على مفتى الجمهورية، على جمعة، على خلفية زيارته إلى مدينة القدس، وهو ما اعتبره النواب تطبيعا مع إسرائيل، خاصة أن المدينة واقعة تحت الاحتلال، مؤكدين أن الزيارة «مفسدة كبيرة».
وفى تصريحات لـ«الشروق»، وصف رئيس اللجنة الدينية فى مجلس الشعب، سيد عسكر، الزيارة بأنها «سقطة شنيعة للمسلمين جميعا، وصدمة لمشاعر لكل مسلم ومسيحى فى العالم»، مشددا على أنه لا يجوز إطلاقا لأى مسئول أو عالم أو مسلم الذهاب إلى القدس، طالما ظلت تحت الاحتلال الإسرائيلى، «لذلك فالزيارة نوع من أنواع التطبيع المرفوض».
فيما اعتبر المتحدث الإعلامى باسم الهيئة البرلمانية لحزب النور السلفى، النائب أحمد خليل، أن «الزيارة تعد تطبيعا مع الكيان الصهيونى، ومفسدة كبيرة»، موضحا أنها «رسالة إلى العالم بأن الأقصى يتم الصلاة فيه بلا مشاكل، وهو ما يظهر الأمور كما لو كانت مستقرة، وهذا ما ينافى الواقع».
وأضاف خليل «كان على المفتى، بوصفه شخصية اعتبارية، أن يراجع نفسه قبل الزيارة، وسواء كانت تأشيرة الدخول من خلال الأردن أو الكيان الصهيونى، فإنها تمت بإذن من السلطات الإسرائيلية، وهو ما نرفضه».
من جانبه، استنكر عضو الهيئة العليا لحزب النور السلفى، حلمى الجزار، الزيارة، وقال «كان على المفتى مناشدة العالم الإسلامى، وبذل جميع الجهود لتحرير القدس»، واصفا الزيارة الأخيرة لجمعة، بأنها تشبه زيارة الرئيس الراحل أنور السادات للمدينة فى عام 1977، موضحا «هى زيارة للمكان الصحيح فى التوقيت الخاطئ».
فيما قال وكيل لجنة الصحة فى مجلس الشعب، النائب حسن البرنس، عبر حسابه على موقع فيس بوك، تعليقا على صلاة جمعة فى المسجد الأقصى، «صلى فيه صلاح الدين فاتحا، بينما من تربوا فى حكم المخلوع، يدخلونه فى حراسة الجيش الصهيونى، وكنت أتصور أن يصلى بنا المفتى فى الأقصى، عندما نطهره من رجس اليهود، وليس وهو يبكى من تدنيس الجنود الإسرائيليين له».
ووصف حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسى لجماعة الإخوان المسلمين، زيارة جمعة للقدس، بأنها «كارثة وطنية، وضربة للجهاد الوطنى»، واعتبر الأمين العام المساعد للحزب، أسامة ياسين، أن «المفتى ذهب إلى القدس مخالفا كل الفتاوى الصادرة من علماء المسلمين، والأزهر الشريف، ومجمع البحوث الإسلامية، وهو ما لا يمكن تبريره، أو القبول به، خاصة أن الزيارة تضر بالقضية الفلسطينية، ولا تخدمها»، مضيفا عبر صفحة الحزب على موقع «فيس بوك»، أن «جمعة لا يمثل نفسه، وإنما هو أحد المسئولين الممثلين للمؤسسة الدينية الرسمية، ومن غير المقبول أن تحدث هذه الزيارة من مسئول رسمى بعد الثورة، بينما تشهد فيه البلاد توافقا رسميا وشعبيا رافضا لها».
من جهته جدد الأمين العام للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، على قرة داغى، فى تصريحات خاصة لـ«الشروق»، الموقف الثابت للاتحاد، فيما يخص رفض زيارة القدس والمسجد الأقصى، تحت الاحتلال الإسرائيلى، مشيرا إلى أن الشيخ يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد، أصدر فتوى بتحريم الزيارة، باعتبارها اعترافا بـ«الكيان الصهيونى»، «فما دامت القدس تحت الاحتلال الصهوينى، و الحماية الإسرائيلية، لا يجب زيارتها».
وشكك داغى فى أن يكون جمعة دخل القدس دون موافقة إسرائيلية، قائلا «مهما قيل، لا يمكن أن تدخل هذه الدولة دون أى موافقة أو إذن، ونحن نستبعد أن تتم هذه الزيارة فى غياب الإشراف الإسرائيلى المباشر أو غير المباشر»، مضيفا «نرى أن أى زيارة غير الفلسطينيين إلى القدس، سوف تؤدى إلى التطبيع، ونسيان القضية التى لها علاقة كبيرة جدا بعقيدتنا».
ولافت داغى إلى أن الاستناد إلى الحديث الشريف الخاص بشد الرحال إلى القدس، لتبرير زيارة المدينة تحت الاحتلال الإسرائيلى، يقابله أدلة ومحاذير لا تجيز مثل هذه الزيارات، مضيفا «كنا نتمنى من فضيلة المفتى ألا يقوم بهذا العمل، ونحن نستنكر مثل هذه الزيارات».
وأشاد داغى بموقف الراحل البابا شنودة، مشيرا إلى أنه كان يمنع الزيارة للقدس، رغم أنها قبلة المسيحيين، كما أن علاقته بالكنيسة هناك قوية، موضحا أن البابا منع الزيارة للقدس، حتى لا يتم الاعتراف بدولة إسرائيل.
ويتفق الشيخ علاء أبوالعزائم، شيخ الطريقة العزمية الصوفية، مع موقف اتحاد علماء المسلمين، بشأن رفض زيارة القدس، معتبرا أن «زيارة المفتى للقدس سقطة، كان يجب ألا تقع من قيادة دينية تعتبر قدوة للمسلمين»، مضيفا «الغاية لا تبرر الوسيلة، فرغم أن ديننا يحثنا على زيارة القدس، إلا أن زيارتها فى هذا الوقت، يعتبر تطبيعا مع الكيان الصهيونى، وحين نمنع أنفسنا من زيارة القدس فى هذه الفترة، فإن هذا سيكون دفاعا لنا إلى اتخاذ كل السبل لتحريرها من أيدى الصهاينة، لنزورها محررة».
من جانبه، وصف عضو المكتب السياسى لحركة حماس، عزت الرشق، الزيارة، بأنها «تطبيع مرفوض مع العدو وخدمة مجانية للمحتلين»، وتساءل مستنكرا عبر حسابه على موقع تويتر، «كيف ترضى هذه الشخصيات العامة، بزيارة القدس تحت الاحتلال، فى الوقت الذى يصدر فيه الاحتلال قرارا بمنع الشيخ عكرمة صبرى، مفتى القدس من دخول المدينة لمدة شهرين».