منتدى شباب وبنات دمياط
منتدى شباب وبنات دمياط
منتدى شباب وبنات دمياط
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى شباب وبنات دمياط

منتدى اخبارى يهتم بجميع الاخبار السياسة والرياضية والتعليمية
 
الرئيسيةآداب الزكاة والصدقات Icon_mini_portal_enأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 آداب الزكاة والصدقات

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
{كاتب الخبر}{الخبر}
هيما رشدى
عضو ذهبى
عضو ذهبى
هيما رشدى


آداب الزكاة والصدقات Empty
مُساهمةموضوع: آداب الزكاة والصدقات   آداب الزكاة والصدقات Emptyالإثنين 14 مارس - 11:10

آداب الزكاة والصدقات







الزكاة أحد أركان الإسلام الخمسة،وقد اقترنت بإقامة الصلاة في أكثر مواضعها التي ذكرت في القرآن الكريم.قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (277) سورة البقرة.

يَمْدَحُ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنيِنَ المُصَدِّقِينَ بِمَا جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ،المُقِيمِينَ الصَّلاَةَ،وَعَامِلِي الصَّالِحَاتِ وَالمُزَكِّينَ،وَيُخْبرُ عَنْهُمْ أنَّهُ يَحْفَظُ لَهُمْ أَجْرَهُمْ،وَأَنَّهُمْ لاَ خَوْفَ عَلَيهِمْ،وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ عَلَى مَا فَاتَهُمْ فِي الدُّنيا .[1]

ولئن كانت الصلاة هي العبادة الروحية التي تقام بأركان الجسد،فإن الزكاة عبادة روحية أيضا ولكنها تؤدَّى من حرّ الأموال.

وقد بيّن الفقهاء شرووطها ونصابها وتوزيعها بما يكفل كفاية الفقراء من أموال الأغنياء فيما لو قام الأغنياء بأدائها كاملة غير منقوصة[2].

ولئن حث الإسلام أتباعه على إقامة أركان الإسلام ومنها أداء الزكاة،فإنما يحثهم على العمل الشريف،والسعي الحلال الذي يجمعون منه الأموال ليتمكنوا من القيام بهذا الركن على أفضل الوجوه.. وبمعنى آخر فإن الإسلام يحث أتباعه على محاربة الفقر،والسعي نحو الغنى،ولكنه الغنى المصحوب بالإنفاق والعطاء والسخاء...

وقد أمر الإسلام بالصدقة فضلا عن الزكاة،وحفز الهمم للإنفاق في وجوه البر والخير،وجعل الأسلوب في ذلك بعث كوامن النفس للتخلص من البخل،بمخاطبة الغني أنه إنما يقرض ربه من ماله،والله أغنى الأغنياء،وأكرم الأكرمين،فكيف سيرد له دينه،ويوفيه أجره.قال تعالى: {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} (17) سورة التغابن.

مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ مَالٍ فِي طَاعَةِ اللهِ،وَتَقَرُّباً إِليهِ،فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يَعُدُّ ذَلِكَ الإِنْفَاقَ مُقَدَّماً إِلَيه تَعَالَى،وَهُوَ يُخْلفُهُ وَيَرُدُّهُ إِلَى المُنْفقِينَ - أَضْعَافاً كَثِيرَةً - الحَسَنَةُ بِعَشْرَةِ أَمْثَالِها إِلَى سَبْعِمِئَةِ ضِعْفٍ - وَيَمْحُو عَنْكُمْ بِها سَيِّئَاتِكُمْ،وَيَسْتُرُهَا عَلَيْكُمْ،وَاللهُ شكُورٌ يَجْزِي عَلَى القَلِيل بِالكَثِيرِ،وَهُوَ كَثِيرُ الحِلْمِ وَالمَغْفِرَةِ،يَغْفِرُ وَيَسْتُرُ،وَلاَ يُعَاجِلُ بِالعُقُوبَةِ عِبَادَهُ عَلَى الذُّنُوبِ وَالأَخْطَاءِ لَعَلَّهُمْ يَتُوبُونَ وَيَرْجِعُونَ مُسْتَغْفِرْينَ .[3]

وهدد من يبخل بهذا الأسلوب الالهي البيلغ المؤثر: {هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} (38) سورة محمد 38.

إنَّكُمْ يَا أيُّها المُسْلِمُونَ تُدعونَ إلى الإِنْفَاقِ في سَبِيلِ اللهِ،وَفي سَبيلِ مُجَاهَدَةِ أعْدَائِهِ،وَفي سَبِيلِ نَصْرِ دِينِهِ.وَمَنَ المُؤمِنينَ مَنْ يَبْخلُ بالإِنْفَاقِ في هذا السَّبِيلِ،وَمَنْ يَبْخلْ فَإِنَّما يضُرُّ نَفْسَهُ بِذَلِكَ،لأنَّهُ يحرمُها ثَوابَ اللهِ،وَيَحْرِمُها مِنْ رِضْوَانِ اللهِ،وَاللهُ غَنِيٌّ عَنِ العِبَادِ،وَعَنْ أمْوالِهِم وَعَنْ جَهَادِهِمْ،وَهُمُ الفُقَراءُ إلى فَضْلِهِ وإحْسَانِهِ،وَإنما حَثَّهُمْ عَلَى الجِهادِ وَالبَذْلِ لِيَنَالوا الأجْرَ وَالمثَوْبةَ .

ثُمَّ يَقُولُ تَعَالى لَهُم:إنَّهُم إنْ كَانُوا يَتَوَلَّوْنَ عَنْ طَاعَةِ رَبِّهِمْ،وَعَنِ اتِّبَاعِ شَرْعِهِ فإنه قادِرٌ عَلى إهْلاَكِهِمْ،وَعَلى الإِتْيَانِ بقَومٍ آخرِينَ يُؤمِنُونَ باللهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لأوامِرِهِ،وَيَعْمَلُونَ بشَرائِعِهِ،وَلاَ يَكُونُونَ أمْثَالَ مَنْ أهْلَكَهُمْ في البَخْلِ وَالتَّبَاطُؤِ عَنِ الجِهَادِ .[4]

وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: " مَانِعُ الزَّكَاةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي النَّارِ ".رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ[5].

وقال تعالى مهددا ماني الزكاة:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} [التوبة:34،35]

يُحَذِّرُ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنِينَ مِنْ عُلَمَاءِ السُّوءِ،وَعُبَّادِ الضَّلاَلَةِ،وَيَقُولُ:إِنَّ كَثِيراً مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ،اليَهُودِ وَالنَّصَارَى،يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالبَاطِلِ،بِصُوَرٍ وَطَرَائِقَ مُخْتَلِفَةٍ،وَيَسْتَغِلُّونَ رِئَاسَتَهُمُ الدِّينِيَّةَ فِي سَبِيلِ تَحْقِيقِ ذَلِكَ،وَلَمَّا جَاءَ الإِسْلاَمُ اسْتَمَرُّوا عَلَى ضَلاَلِهِمْ وَعِنَادِهِمْ،طَمَعاً فِي أَنْ تَبْقَى لَهُمْ تِلْكَ الرِئَاسَاتُ،وَأَخَذُوا يَصُدُّونَ النَّاسَ وَيَصْرِفُونَهُمْ عَنِ اتِّبَاعِ الإِسْلاَمِ،وَهُوَ دِينُ الحَقِّ،وَيُلْبِسُونَ الحَقَّ بِالبَاطِلِ،وَيُمَوِّهُونَ عَلَى أَتْبَاعِهِمْ مِنَ الجَهَلَةِ أَنَّهُمْ إِنَّما يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ،وَذَلِكَ لأَنَّهُمْ لَوُ أَقَرُّوا بِصِدْقِ مُحَمَّدٍ،وَصِحَّةِ دِينِهِ،لَتَوَجَّبَ عَلَيْهِمْ مُتَابعَتُهُ،فَيبْطُلُ حُكْمُهُمْ،وَتَزُولُ مَكَانَتُهُم،وَتَنْقَطِعُ مَوَارِدُهُمْ،وَمَصَادِرُ رِزْقِهِم العَرِيضَةُ .

وَفِي الحَقِيقَةِ إِنَّهُمْ دُعَاةٌ إِلَى النَّارِ،وَيَوْمَ القِيَامَةِ لا يُنْصَرُونَ،وَيُهَدِّدُ اللهُ تَعَالَى مَنْ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةِ ( أَيْ يُكَدِّسُونَ الأَمْوَالَ )،وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ،وَفِي الجِهَادِ لِنُصْرَةِ دِينِ اللهِ،وَفِي الإِحْسَانِ إِلَى عِبَادِهِ وَمَصَالِحِهِمْ،وَيُبَشِّرهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ .

قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:المَقْصُودُ بِالكَنْزِ هُوَ المَالُ الَّذِي لاَ تُؤدَّى زَكَاتُهُ.وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ،رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:أَيُّ مَالٍ أَدَّيْتَ زَكَاتَهُ،فَلَيْسَ بِكَنْزٍ،وَإِنْ كَانَ مَدْفُوناً فِي الأَرْضِ،وَأَيُّ مَالٍ لَمْ تُؤدَّ زَكَاتَهُ هُوَ كَنْزٌ يُكْوَى بِهِ صَاحِبُهُ،وَإِنْ كَانَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ .

يَقُولُ تعالى: إِنَّ المَالَ الذِي لَمْ تُؤدَّ زَكَاتُهُ سَيُحْمَى عَلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ،وَتُكْوَى بِهِ جِبَاهُ أَصْحَابِهِ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ،وَسَيُقَالُ لَهُمْ تَبْكِيتاً وَتَقْرِيعاً:هَذا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَلَمْ تُؤَدُّوا مِنْهُ حَقَّ اللهِ،وَهَذَا مَا حَبَّأْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا طَعْمَهُ الآنَ عَذَاباً أَلِيماً .[6]

وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - r- « مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً،فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ،لَهُ زَبِيبَتَانِ،يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ - يَعْنِى شِدْقَيْهِ - ثُمَّ يَقُولُ أَنَا مَالُكَ،أَنَا كَنْزُكَ » ثُمَّ تَلاَ {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (180) سورة آل عمران.[7]

وعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ أَبَا صَالِحٍ ذَكْوَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلاَ فِضَّةٍ لاَ يُؤَدِّى مِنْهَا حَقَّهَا إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحَ مِنْ نَارٍ فَأُحْمِىَ عَلَيْهَا فِى نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيُرَى سَبِيلُهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالإِبِلُ قَالَ « وَلاَ صَاحِبُ إِبِلٍ لاَ يُؤَدِّى مِنْهَا حَقَّهَا وَمِنْ حَقِّهَا حَلَبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ أَوْفَرَ مَا كَانَتْ لاَ يَفْقِدُ مِنَهَا فَصِيلاً وَاحِدًا تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا وَتَعَضُّهُ بِأَفْوَاهِهَا كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولاَهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيُرَى سَبِيلُهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ قَالَ « وَلاَ صَاحِبُ بَقَرٍ وَلاَ غَنَمٍ لاَ يُؤَدِّى مِنْهَا حَقَّهَا إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ لاَ يَفْقِدُ مِنْهَا شَيْئًا لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ وَلاَ جَلْحَاءُ وَلاَ عَضْبَاءُ تَنْطِحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بِأَظْلاَفِهَا كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولاَهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيُرَى سَبِيلُهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالْخَيْلُ قَالَ « الْخَيْلُ ثَلاَثَةٌ هِىَ لِرَجُلٍ وِزْرٌ وَهِىَ لِرَجُلٍ سِتْرٌ وَهِىَ لِرَجُلٍ أَجْرٌ فَأَمَّا الَّتِى هِىَ لَهُ وِزْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَهَا رِيَاءً وَفَخْرًا وَنِوَاءً عَلَى أَهْلِ الإِسْلاَمِ فَهِىَ لَهُ وِزْرٌ وَأَمَّا الَّتِى هِىَ لَهُ سِتْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِى سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِى ظُهُورِهَا وَلاَ رِقَابِهَا فَهِىَ لَهُ سِتْرٌ وَأَمَّا الَّتِى هِىَ لَهُ أَجْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِى سَبِيلِ اللَّهِ لأَهْلِ الإِسْلاَمِ فِى مَرْجٍ وَرَوْضَةٍ فَمَا أَكَلَتْ مِنْ ذَلِكَ الْمَرْجِ أَوِ الرَّوْضَةِ مِنْ شَىْءٍ إِلاَّ كُتِبَ لَهُ عَدَدَ مَا أَكَلَتْ حَسَنَاتٌ وَكُتِبَ لَهُ عَدَدَ أَرْوَاثِهَا وَأَبْوَالِهَا حَسَنَاتٌ وَلاَ تَقْطَعُ طِوَلَهَا فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ إِلاَّ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَدَدَ آثَارِهَا وَأَرْوَاثِهَا حَسَنَاتٍ وَلاَ مَرَّ بِهَا صَاحِبُهَا عَلَى نَهْرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلاَ يُرِيدُ أَنْ يَسْقِيَهَا إِلاَّ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَدَدَ مَا شَرِبَتْ حَسَنَاتٍ ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالْحُمُرُ قَالَ « مَا أُنْزِلَ عَلَىَّ فِى الْحُمُرِ شَىْءٌ إِلاَّ هَذِهِ الآيَةُ الْفَاذَّةُ الْجَامِعَةُ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) الزلزلة »[8].

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنّ رَسُولَ اللَّهِ rقَالَ:"مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلا فِضَّةٍ لا يُؤَدِّي حَقَّهَا،إلا جُعِلَتْ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ ثُمَّ أُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ،فَتُكْوَى بِهَا جَبْهَتُهُ وَظَهْرُهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفِ سَنَةٍ،حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ،فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ،وَإِمَّا إِلَى النَّارِ،وَمَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ لا يُؤَدِّي حَقَّهَا،وَمِنْ حَقِّهَا حِلابُهَا يَوْمَ وَرْدِهَا،إلا أُتِيَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يَفْقِدُ مِنْهَا فَصِيلا وَاحِدًا،فَيُبْطَحُ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ،تَطَأَهُ بِأَخْفَافِهَا،وَتَعَضُّهُ بِأَفْوَاهِهَا،كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ آخِرُهَا مَرَّ عَلَيْهِ أَوَّلُهَا فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفِ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ،وَمَا مِنْ صَاحِبِ بَقَرٍ وَلا غَنَمٍ لا يُؤَدِّي حَقَّهَا،إلا أُتِيَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ،ثُمَّ يُبْطَحُ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ،لَيْسَ فِيهَا عَضْبَاءُ وَلا مَكْسُورَةُ الْقَرْنِ،فَتَطَؤُهُ بِأَظْلافِهَا وَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا،فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفِ سَنَةٍ،كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ آخِرُهَا مَرَّ عَلَيْهِ أَوَّلُهَا حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ،فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ"[9]

جبينه وجنبه وظهره:إنما خص هذه الأعضاء بالذكر من بين سائر الأعضاء ؛ لأن السائل متى تعرض للطلب من البخيل،أول ما يبدو منه من آثار الكراهية والمنع،أنه يُقَطِّب في وجهه،ويكلح ويجمع أساريره فيتجعد جبينه،ثم إن كرر الطلب ناء بجانبه عنه،ومال عن جهته،وتركه جانبا،فإن استمر الطلب ولاه ظهره،واستقبل جهة أخرى،وهي النهاية في الرد،والغاية في المنع الدال على كراهيته للعطاء والبذل،وهذا دأب مانعي البر والإحسان،وعادة البخلاء بالرفد والعطاء،فلذلك خص هذه الأعضاء بالكي.

يوم وردها:أي يوم ترد الماء،فيسقي من لبنها من حضره من المحتاجين إليه،وهذا على سبيل الندب والفضل،لا الوجوب.

بقاع قرقر:القاع:[ المكان] المستوي من الأرض،الواسع،والقرقر:الأملس.

عقصاء:العقصاء:الشاة الملتوية القرنين،وإنما ذكرها لأن العقصاء لا تؤلم بنطحها،كما يؤلم غير العقصاء.

جلحاء:الجلحاء :الشاة التي لا قرن لها.

عضباء:العضباء:الشاة المكسورة القرن.

بأظلافها:الظلف للشاة كالحافر للفرس.

وزر:الوزر:الثقل والإثم.

طيلها:الطيل والطول:الحبل.

فاستنت:الاستنان :الجري.

شرفا:الشرف:الشوط والمدَى.

تغنيّا:استغناء بها عن الطلب لما في أيدي الناس.

في ظهورها:أما حق ظهورها:فهو أن يحمل عليها منقطعا،ويشهد له قوله في موضع آخر:«وأن يفقر ظهرها» وأما حق «رقابها» فقيل:أراد به الإحسان إليها. وقيل:أراد به الحمل عليها،فعبر بالرقبة عن الذات.

نواء:النواء:المعاداة،يقال:ناوأت الرجل مناوأة،أي:عاديته.

الفاذة:النادرة الواحدة،والفذ:الواحد.

يعار:اليعار:صوت الشاة،وقد يعرت الشاة تيعر يعارا بالضم.

رغاء:الرغاء للإبل كاليعار للشاة.

شجاعا أقرع:الشجاع:الحية،والأقرع:صفته بطول العمر،ذلك أنه لطول عمره قد امَّرق شعرُ رأسه،فهو أخبث له وأشد شرّا.

زبيبتان:الزبيبتان هما الزبدتان في الشدقين. يقال:تكلم فلان حتى زبب شدقاه،أي:خرج الزبد عليهما،ومنها الحية ذو الزبيبتين. وقيل:هما النكتتان السوداوان فوق عينيه.

بلهزمتيه:اللهزمتان:عظمان ناتئان في اللحيين تحت الأذنين،ويقال:هما مُضيغتان عليتان تحتهما.

أشَرا:الأشر:البطر.

بذخا:البذخ بفتح الذال:التطاول والفخر.

الثلة:[ بفتح الثاء] الجماعة الكثيرة من الضأن،قال الجوهري:ولا يقال للمعزى الكثيرة:ثلة،ولكن حيلة - بفتح الحاء - فإذا اجتمعت الضأن والمعزى وكثرتا،قيل لهما:ثلة،والجمع ثِلل،مثل بدرة وبدر.

تمنح الغزيرة:المنحة:العطية،والغزيرة:الكثيرة اللبن والدر. والمنيحة:الناقة أو الشاة تعار لينتفع بلبنها وتعاد.

وتفقر الظهر:إفقار الظهر:إعارته ليركب،والفقار:خرزات الظهر.

وتطرق الفحل:إطراق الفحل:إعارته للضراب،طرق الفحل الناقة:إذا ضربها.

نجدتها:النجدة:الشدة.

ورسلها:والرسل - بالكسر - الهِينة والتأني. قال الجوهري:يقال:افعل كذا وكذا على رسلك - بالكسر - أي اتئد فيه،كما يقال:على هينتك. قال:ومنه الحديث «إلا من أعطى في نجدتها ورسلها» يريد:الشدة والرخاء. يقول:يعطي وهي سمان حسان يشتد على مالكها إخراجها،فتلك نجدتها،ويعطي في «رسلها» وهي مهازيل مقاربة. وقال الأزهري نحوه،وهذا لفظه:المعنى:إلا من أعطى في إبله ما يشق عليها عطاؤه،فيكون نجدة عليه،أي:شدة،أو يعطي ما يهون عليه عطاؤه منها،فيعطي في رسلها وهي مهازيل مقاربة. وقال:إلى ما يعطي مستهينا به على رسله. قال الأزهري:وقال بعضهم:في رسلها:أي بطيب نفس منه. قال:والرسل في غير هذا:اللبن.

قلت:ويجوز أن يكون المعني بالشدة والرخاء غير هذا التقدير،فيريد بالشدة:القحط والجدب،وأنه إذا أخرج حقها في سنة الجدب والضيق كان ذلك شاقّا،لأنه إجحاف به وتضييق على نفسه،ويريد بالرخاء: السعة والخصب،وحينئذ يسهل عليه إخراج حقها،لكثرة ما يبقى له،ويكون المراد بالرسل:اللبن،وإنما سماه يسيرا ؛ لأن اللبن يكثر بسبب الخصب،ولذلك قيل:«يا رسول الله،وما نجدتها ورسلها ؟» قال:عسرها ويسرها،فهذا الرجل يعطي حقها في حال الجدب والضيق،وهو المراد [ بالعسر،وفي حال الخصب والسعة،وهو المراد] باليسر،،والله أعلم.

كأغذ ما كانت:أغذ:أسرع،والإغذاذ:الإسراع في السير.

وأبشره:البشارة:الحسن والجمال،ورجل بشير،أي:جميل،وامرأة بشيرة [ أي:جميلة]،وفلان أبشر من فلان،وقد ذكرنا أن قوله:«كأغذ ما كانت» من الإغذاذ،ورأيت الخطابي قد ذكر الحديث قال: فتأتي كأكثر ما كانت وأعده وأبشره،ولم يذكر لها غريبا ولا شرحا،فلو كانت من الإغذاذ لشرحها كعادته،وتركُ شرحها يوهم أنها بالعين بالمهملة من العدد،أي:أكثر عددا،فلذلك لم يشرحها،والله أعلم.[10]

وليس للإنسان من هذه الدنيا إلا أكلة أو لبسة يفنيها ويبليها ولا يبقى له إلا ما ادّخره عند ربه.

فعن شَدَّادَ بْنِ عَبْدِ اللهِ،قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ،يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " يَا ابْنَ آدَمَ،إِنَّكَ إِنْ تَبْذُلَ الْفَضْلَ خَيْرٌ لَكَ،وَإِنْ تُمْسِكَهُ شَرٌّ لَكَ،وَلَا تُلَامُ عَلَى كَفَافٍ،وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ،وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى " رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ[11].

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،فَذَكَرَ حَدِيثًا،ثُمَّ قَالَ:وَلَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ rأَمَرَ أَنْ تُذْبَحَ شَاةٌ فَيَقْسِمَهَا بَيْنَ الْجِيرَانِ،قَالَ:فَذَبَحْتُهَا فَقَسَمْتُهَا بَيْنَ الْجِيرَانِ،وَرَفَعْتُ الذِّرَاعَ إِلَى النَّبِيِّ r،كَانَ أَحَبَّ الشَّاةِ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ،فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ rقَالَتْ عَائِشَةُ:مَا بَقِيَ عِنْدَنَا إِلا الذِّرَاعُ،قَالَ:كُلُّهَا بَقِيَ إِلا الذِّرَاعَ."[12]

وعن قَتَادَةَ،قَالَ:سَمِعْتُ مُطَرِّفًا،يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ،قَالَ:انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ rوَهُوَ يَقْرَأُ:{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر:]،قَالَ:يَقُولُ ابْنُ آدَمَ:مَا لِي مَا لِي،وَإِنَّمَا لَكَ مِنْ مَالِكَ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ،أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ،أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ.[13]

وعَنْ مُوَرَّقٍ الْعِجْلِيّ،قَالَ:قرَأَ رَسُولُ اللهِ r: {أَلْهَاكُمَ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمَ الْمَقَابِرَ} قَالَ:فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: لَيْسَ لَك مِنْ مَالِكِ إِلاَّ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ،أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ،أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ.[14]

وهذه جملة من آداب الزكاة:

إخراج الزكاة خالصة لوجه الله واحتساب الصدقات عند الله وحده ورجاء ثوابه ومرضاته.

قال تعالى:{ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21) } الليل 17-21.

وَهَذِهِ سَيَنْجُو مِنَ العَذَابِ فِيهَا الإِنْسَانُ المُؤْمِنُ التَّقِيُّ الصَّالِحُ،الذِي خَافَ رَبَّهُ،وَخَشَعَتْ نَفْسُهُ لَهُ.الذِي يُنْفِقُ مَالَهُ فِي وُجُوهِ البِرِّ وَالخَيْرِ طَالِباً بِذَلِكَ طَهَارَةَ نَفْسِهِ،وَالفَوْزَ بِرضْوَانِ رَبِّهِ .وَهُوَ لاَ يَبْذُلُ مَالَهُ رَدّاً لِجَمِيلٍ أُسْلِفَ إِلَيهِ وَأُسْدِيَ .وَإِنَّمَا فَعَلَ مَا فَعَلَ مِنْ إِنْفَاقِ المَالِ،ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ رَبِّهِ،وَطَلَباً لِمَثُوبَتِهِ وَحْدَهُ.( وَهَذِهِ الآيَة نَزَلَتْ فِي أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ) .وَلَسَوْفَ يُرضِي اللهُ بِثَوَابِهِ العَظِيمِ مَنْ بَذَلَ مَالَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ رَبِّهِ .[15]

العلم بأن الزكاة حق مفروض للفقير،والتيقن بأن المال مال الله،آتاه الله إياه،فهو مؤتمن عليه،ومستخلف فيه،فهو عبد لله ينفذ أوامر سيده فيما أعطاه،والله يجزيه الأجر الكبير على ذلك.

قال تعالى: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ} (7) سورة الحديد

يَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ بِالإِيْمَانِ بِهِ،وَبِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ r،عَلَى الوَجْهِ الأَكْمَلِ،وَيَحثُّهُمْ عَلَى الإِنْفَاقِ فِي أَوْجُهِ الطَّاعَاتِ،مِنَ المَالِ الذِي أَعْطَاهُمْ إِيَّاهُ،وَجَعَلَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ عَلَى سَبِيلِ الأَمَانَةِ أَوِ الإِعَارَةِ،لأَنَّ هَذَا المَالَ كَانَ مِنْ قَبْلُ،فِي أَيدِي أُنَاسٍ آخَرِينَ،فَصَارَ إِلَيْهِمْ،ثُمَّ يَمُوتُونَ هُمْ وَيَتْركُونَهُ فَيَخْلُفُهُمْ فِيهِ غَيْرُهُمْ .وَيُرَغِّبُ اللهُ تَعَالَى العِبَادَ فِي الإِنْفَاقِ فِي أَوْجُهِ الطَّاعَاتِ،فَيَقُولُ لَهُمْ:إِنَّ الذِينَ آمِنُوا وَأَنْفَقُوا فِي أَوْجُهِ الخَيْرِ وَالبِرِّ سَيَجْزِيهِمْ رَبُّهُمْ جَزَاءً حَسَناً،وَسَيُؤْتِيهِمْ أَجْراً كَبِيراً .[16]

وقال سبحانه: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (33) سورة النــور

أي: من ابتغى وطلب منكم الكتابة،وأن يشتري نفسه،من عبيد وإماء،فأجيبوه إلى ما طلب،وكاتبوه،{ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ } أي: في الطالبين للكتابة { خَيْرًا } أي: قدرة على التكسب،وصلاحا في دينه،لأن في الكتابة تحصيل المصلحتين،مصلحة العتق والحرية،ومصلحة العوض الذي يبذله في فداء نفسه. وربما جد واجتهد،وأدرك لسيده في مدة الكتابة من المال ما لا يحصل في رقه،فلا يكون ضرر على السيد في كتابته،مع حصول عظيم المنفعة للعبد،فلذلك أمر الله بالكتابة على هذا الوجه أمر إيجاب،كما هو الظاهر،أو أمر استحباب على القول الآخر،وأمر بمعاونتهم على كتابتهم،لكونهم محتاجين لذلك،بسبب أنهم لا مال لهم،فقال: { وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ } يدخل في ذلك أمر سيده الذي كاتبه،أن يعطيه من كتابته أو يسقط عنه منها،وأمر الناس بمعونتهم.

ولهذا جعل الله للمكاتبين قسطا من الزكاة،ورغب في إعطائه بقوله: { مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ } أي: فكما أن المال مال الله،وإنما الذي بأيديكم عطية من الله لكم ومحض منه،فأحسنوا لعباد الله،كما أحسن الله إليكم.

ومفهوم الآية الكريمة،أن العبد إذا لم يطلب الكتابة،لا يؤمر سيده أن يبتدئ بكتابته،وأنه إذا لم يعلم منه خيرا،بأن علم منه عكسه،إما أنه يعلم أنه لا كسب له،فيكون بسبب ذلك كلا على الناس،ضائعا،وإما أن يخاف إذا أعتق،وصار في حرية نفسه،أن يتمكن من الفساد،فهذا لا يؤمر بكتابته،بل ينهى عن ذلك لما فيه من المحذور المذكور.

ثم قال تعالى: { وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ } أي: إماءكم { عَلَى الْبِغَاءِ } أي: أن تكون زانية { إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا } لأنه لا يتصور إكراهها إلا بهذه الحال،وأما إذا لم ترد تحصنا فإنها تكون بغيا،يجب على سيدها منعها من ذلك،وإنما هذا نهى لما كانوا يستعملونه في الجاهلية،من كون السيد يجبر أمته على البغاء،ليأخذ منها أجرة ذلك،ولهذا قال: { لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } فلا يليق بكم أن تكون إماؤكم خيرا منكم،وأعف عن الزنا،وأنتم تفعلون بهن ذلك،لأجل عرض الحياة،متاع قليل يعرض ثم يزول.

فكسبكم النزاهة،والنظافة،والمروءة -بقطع النظر عن ثواب الآخرة وعقابها- أفضل من كسبكم العرض القليل،الذي يكسبكم الرذالة والخسة.

ثم دعا من جرى منه الإكراه إلى التوبة،فقال: { وَمَنْ يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ } فليتب إلى الله،وليقلع عما صدر منه مما يغضبه،فإذا فعل ذلك،غفر الله ذنوبه،ورحمه كما رحم نفسه بفكاكها من العذاب،وكما رحم أمته بعدم إكراهها على ما يضرها.[17]

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: يَقُولُ الْعَبْدُ مَالِي وَإِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلاَثَةٌ:مَا أَكَلَ فَأَفْنَى،أَوْ مَا أَعْطَى فَأَبْقَى،أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى،وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ. رواه مسلم[18].

وعَنْ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ فِي الآخِرَةِ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَى أَغْنِيَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ بِقَدْرِ الَّذِي يَسَعُ فُقَرَاءَهُمْ،وَلَنْ تُجْهَدَ الْفُقَرَاءُ إِذَا جَاعُوا وَعَرُوا إِلَّابِمَا يُضَيِّعُ،يَصْنَعُ،أَغْنِيَاؤُهُمْ،أَلا وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحَاسِبُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِسَابًا شَدِيدًا،ثُمَّ يُعَذِّبَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا " رواه الطبراني[19].

العلم بأن إخراج الزكاة من المال طهرة للمسلم من البخل والشح وتزكية وتنقية المال من الحرام.

قال تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (9) سورة الحشر.

أَثْنَى اللهُ تَعَالَى عَلَى الأَنْصَارِ مُبِيِّناً فَضْلَهُمْ وَشَرَفَهُمْ وَكَرَمَهُمْ،حِينَ جَعَلَ اللهُ الفَيءَ لإِخْوَانِهِم المُهَاجِرِينَ دُونَهُمْ،فَقَالَ تعالى: والذِينَ سَكَنُوا دَارَ الهِجْرَةِ قَبْلَ المُهَاجِرِينَ،وَآمَنُوا قَبْلَ كَثِيرٍ مِنَ المُهَاجِرِينَ،يُحِبُّونَ المُهَاجِرِينَ،وَيَتَمَنَّوْنَ لَهُمْ الخَيْرَ،كَمَا يَتَمَنَّوْنَهُ لأَنْفُسِهِمْ،وَقَدْ أَسْكَنُوا المُهَاجِرِينَ فِي دُورِهِمْ،وَأَشْرَكُوهُمْ فِي أَمْوَالِهِمْ حَتَّى نَزَلَ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضِ نِسَائِهِ لِلْمُهَاجِرِينَ.وَقَدْ فَعَلُوا ذَلِكَ وَنُفُوسُهُمْ طَيِّيَةٌ،وَأَعْيُنُهُمْ قَرِيرَةٌ بِمَا يَفْعَلُونَ،لاَ يَجِدُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَسَداً لِلْمُهَاجِرِينَ.وَلاَ ضِيقاً بِهِمْ لِمَا فَضَّلَهُمُ اللهُ بِهِ مِنَ المَنْزِلَةِ والشَّرَفِ وَالتَّقْدِيمِ فِي الذِّكْرِ والرُّتْبَةِ،وَلِمَا خَصَّهُمْ بِهِ مِنْ مَغْنَمِ بَنِي النَّضِيرِ دُونَهُمْ .وَهُمْ يُقَدِّمُونَ أَهْلَ الحَاجَةِ مِنَ المُهَاجِرِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ،وَيَبْدَؤُونَ بِالنَّاسِ قَبْلَ أَنْفُسِهِمْ فِي حَالِ احْتِيَاجِهِمْ إِلَى ذَلِكَ[20] .

قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (103) سورة التوبة

يَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى رَسُولَهُ rبِأَنْ يَأْخُذَ مِنْ أَمْوَالِ الذِينَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ،صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ مِنْ دَنَسِ البُخْلِ،وَالطَّمَعِ،وَالقَسْوَةِ عَلَى الفُقَرَاءِ،وَتُزَكِّي بِهَا أَنْفُسَهُمْ،وَتَرْفَعُهُمْ إِلَى مَنَازِلِ الأَبْرَارِ بِفِعْلِ الخَيْرَاتِ حَتَّى يَكُونُوا أَهْلاً لِلسَّعَادَةِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.ثُمَّ أَمَرَ اللهُ رَسُولَهُ بِأَنْ يَدْعُوَ لَهُمْ،وَيَسْتَغْفِرَ لَهُمْ ( وَصَلِّ عَلَيْهِمْ )،لأنًّ صَلاَةَ الرَّسُولِ رَحْمَةٌ بِهِمْ،وَرَاحَةٌ لأَنْفُسِهِمْ،وَاللهُ سَمِيعٌ لاعْتِرَافِهِمْ بِذُنُوبِهِمْ،وَسَمِيعٌ لِدُعَاءِ الرَّسُولِ لَهُمْ،عَلِيمٌ بِإِخْلاَصِهِمْ فِي تَوْبَتِهِمْ،وَنَدَمِهِمْ مِن هَذِهِ الذُّنُوبِ .[21]

وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -r- يَقُولُ :« مَا خَالَطَتِ الصَّدَقَةُ مَالاً قَطُّ إِلاَّ أَهْلَكَتْهُ ». قَالَ (عروة ): يَكُونُ قَدْ وَجَبَ عَلَيْكَ فِى مَالِكَ صَدَقَةٌ فَلاَ تُخْرِجُهَا،فَيُهْلِكُ الْحَرَامُ الْحَلاَلَ. [22] .

العلم بأن إخراج الزكاة لا ينقص المال بل يزيده. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّ النَّبِيَّ r،قَالَ:مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ،وَلاَ زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا،وَلاَ تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ. رواه مسلم[23] .

وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً فَقَالَ النَّبِىُّ -r- « مَا بَقِىَ مِنْهَا ». قَالَتْ مَا بَقِىَ مِنْهَا إِلاَّ كَتِفُهَا. قَالَ « بَقِىَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا ». رواه الترمذي[24].

حساب الزكاة بدقة حسب النسب المخصصة لكل نوع منها،متبعا القواعد الفقهية الشرعية،ولا يصح تقديرها على وجه التقريب. قال تعالى:{ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) }المعارج.

وَالذِينَ يَجْعَلُونَ فِي أَمْوَالِهِمْ نَصِيباً مُعَيَّناً يُنْفِقُونَهُ تَقَرُّباً مِنَ اللهِ،وَطَلَباً لِمْرَضَاتِهِ.يُنْفِقُونَهُ عَلَى ذَوِي الحَاجَاتِ والبَائِسِينَ الذِينَ يَسْأَلُونَهُمُ العَوْنَ .[25]

وهي الزكاة على وجه التخصيص والصدقات المعلومة القدر .. وهي حق في أموال المؤمنين .. أو لعل المعنى أشمل من هذا وأكبر. وهو أنهم يجعلون في أموالهم نصيبا معلوما يشعرون أنه حق للسائل والمحروم. وفي هذا تخلص من الشح واستعلاء على الحرص! كما أن فيه شعورا بواجب الواجد تجاه المحروم،في هذه الأمة المتضامنة المتكافلة .. والسائل الذي يسأل والمحروم الذي لا يسأل ولا يعبر عن حاجته فيحرم. أو لعله الذي نزلت به النوازل فحرم وعف عن السؤال. والشعور بأن للمحتاجين والمحرومين حقا في الأموال هو شعور بفضل اللّه من جهة،وبآصرة الإنسانية من جهة،فوق ما فيه من تحرر شعوري من ربقة الحرص والشح. وهو في الوقت ذاته ضمانة اجتماعية لتكافل الأمة كلها وتعاونها. فهي فريضة ذات دلالات شتى،في عالم الضمير وعالم الواقع سواء .. وذكرها هنا فوق أنه يرسم خطا في ملامح النفس المؤمنة فهو حلقة من حلقات العلاج للشح والحرص في السورة.[26]

إخراج الزكاة عند حلول موعدها دون تسويف أو تأخير.

الإنفاق من أطيب ماله،وأنفسه عنده،وأحبه إليه ومن مال حلال لا شبهة فيه ولا معصية ولا حرام.

قال تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} (92) سورة آل عمران

لَنْ تَنَالُوا يَا أيُّها المُؤْمِنُونَ الخَيْرَ وَالجَنَّةَ حَتَّى تُنْفِقُوا فِي سَبيلِ اللهِ مِنْ أحَبِّ أمْوالِكُم إليَكُمْ،وَاللهُ يَعْلَمُ كُلَّ شَيءٍ يُنْفِقُهُ العَبْدُ فِي سَبيلِ مَرْضَاةِ رَبِّه .[27]

وعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ،أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ،يَقُولُ:كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةَ مَالاً،وَكَانَ أَحَبَّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرَحَاءُ،وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ،وَكَانَ رَسُولُ اللهِ rيَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ،قَالَ أَنَسٌ:فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران]،قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ r،فَقَالَ:يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ:{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران]،وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرَحَاءُ،فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللهِ،فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللهِ حَيْثُ شِئْتَ،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: بَخٍ ذَاكَ مَالٌ رَابِحٌ،بَخٍ ذَاكَ مَالٌ رَابِحٌ،وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ فِيهَا،وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الأَقْرَبِينَ،فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ:أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللهِ،فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ.[28]

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } (267) سورة البقرة

يَأمُرُ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ المُؤْمِنينَ بِالإِنْفَاقِ مِنْ أَطْيَبِ المَالِ وَأَجْوَدِهِ،وَيَنْهَاهُمْ عَنِ التَّصَدُّقِ بِأرْذَلِ المَالِ وَأخَسِّهِ.لأنَّ اللهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إلاّ طَيِّباً.وَيَقُولُ لَهُمْ لاَ تَقْصُدُوا المَالَ الخَبِيثَ لِتُنْفِقُوا مِنْهُ،وَهَذا المَالُ الخَبِيثُ لَو أنَّهُ أُعْطِيَ إِلَيْكُمْ لَمَا أخَذْتُمُوهُ،إِلاَّ عَنْ إِغْمَاضٍ وَحَيَاءٍ.وَلْيَعْلَمِ المُؤْمِنُونَ أنَّ اللهَ وَإِنْ أمَرَهُمْ بِالصَّدَقَاتِ فَإِنَّهُ غَنِيٌّ عَنْهُمْ وَعَنْ صَدَقَاتِهِمْ،وَهُوَ إنمَّا يَحُثُّهُمْ عَلَى التَّصَدُّقِ وَالإِنْفَاقِ لِيسَاوِيَ بَيْنَ الغَنِيِّ وَالفَقِيرِ،وَاللهُ حَمِيدٌ فِي جَميعِ أَفْعَالِهِ وَأَقْوَالِهِ وَشَرْعِهِ وَقَدرِهِ "[29]

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ r: مَا تَصَدَّقَ عَبْدٌ بِصَدَقَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلاَ يَقْبَلُ اللَّهُ إِلاَّ طَيِّبًا،وَلاَ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ طَيِّبٌ إِلاَّ كَأَنَّمَا يَضَعُهَا فِي يَدِ الرَّحْمَنِ،فَيُرَبِّيهَا لَهُ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ وَفَصِيلَهُ،حَتَّى إِنَّ اللُّقْمَةَ أَوِ التَّمْرَةَ لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلَ الْجَبَلِ الْعَظِيمِ. [30]

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَتَصَدَّقُ بِصَدَقَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ - وَلاَ يَقْبَلُ اللَّهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ - إِلاَّ كَانَ اللَّهُ يَأْخُذُهَا بِيَمِينِهِ فَيُرَبِّيهَا لَهُ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ حَتَّى تَبْلُغَ التَّمْرَةُ مِثْلَ أُحُدٍ.[31]

وعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ،أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ الأَنْصَارِ بِالْمَدِينَةِ مَالاً مِنْ نَخْلٍ،وَكَانَ أَحَبَّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ،وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ،وَكَانَ رَسُولُ اللهِ rيَدْخُلُهَا،وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ،قَالَ أَنَسٌ:فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ :لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ r،فَقَالَ:يَا رَسُولَ اللهِ،إِنَّ اللَّهَ،تَبَارَكَ وَتَعَالَى،يَقُولُ :لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)،وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ،وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ ِللهِ،أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللهِ،فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ،قَالَ:فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: بَخٍْ،ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ،ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ،وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ،وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الأَقْرَبِينَ،فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ:أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللهِ،فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ،وَبَنِي عَمِّهِ. رواه البخاري ومسلم [32].

الحرص على صدقة السر،فهي أبعد عن الرياء وأحصن لكرامة الفقير وصون كرامته.

قال تعالى: {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (271) سورة البقرة.

إنْ أظْهَرْتُمُ الصَّدَقَاتِ فَلا بَأسَ فِي ذَلِكَ،وَإنْ أسْرَرْتُمُ الصَّدَقَاتِ فَذَلِكَ أفْضَلُ لأنَّهُ أبْعَدُ عَنِ الرِّيَاءِ،إلاّ أنْ يَتَرَتَّبَ عَلَى الإِظْهَارِ مَصْلَحَةٌ رَاجِحَةٌ،مِن اقْتِداءِ النَّاسِ بِهِ،فَيَكُونُ الإِظْهَارُ أفْضَلَ.وَيُجَازِي اللهُ عِبَادَهُ المُخْلِصِينَ المُتَصَدِّقِينَ عَلَى صَدَقَاتِهِمْ بَتَكْفِيرِ سَيِّئَاتِهِمْ،واللهُ لاَ يَخْفَى عَلَيهِ شَيءٌ مِنْ ذَلِكَ،وَسَيَجْزِيهِمْ بِهِ .[33]

وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ - r- قَالَ « سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِى ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ الإِمَامُ الْعَادِلُ،وَشَابٌّ نَشَأَ فِى عِبَادَةِ رَبِّهِ،وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِى الْمَسَاجِدِ،وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِى اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ،وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ.وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ،وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ».رواه البخاري ومسلم[34].

ولا بأس بالجهر بها إن كان هناك ثمة حاجة،فعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،قَالَ: جَاءَ نَاسٌ مِنَ الأَعْرَابِ إِلَى رَسُولِ اللهِ r،عَلَيْهِمُ الصُّوفُ،فَرأَى سُوءَ حَالِهِمْ،قَدْ أَصَابَتْهُمْ حَاجَةٌ،فَحَثَّ النَّاسَ عَلَى الصَّدَقَةِ،فَأَبْطَؤُوا عَنْهُ،حَتَّى رُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ،قَالَ:ثُمَّ إِنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ جَاءَ بِصُرَّةٍ مِنْ وَرِقٍ،ثُمَّ جَاءَ آخَرُ،ثُمَّ تَتَابَعُوا،حَتَّى عُرِفَ السُّرُورُ فِي وَجْهِهِ،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً،فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ،كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا،وَلاَ يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ،وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً،فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ،كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا،وَلاَ يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ.[35]

تجنب المنة على الفقير،أو تذكيره بجميله عليه أو تكليفه بأي عمل مقابل صدقته ولو كانت الدعاء له.

قال تعالى: { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (262) قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264) } [البقرة:262 - 264]

يَمْدَحُ الله تَعَالَى الذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبيلِ اللهِ،وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ إِنْفَاقَهُم مَنّاً عَلَى النَّاسِ بِفِعْلٍ أَوْ قَوْلٍ،وَلاَ يَفْعَلُونَ مَعَ مَنْ أَحْسَنُوا إِلَيْهِمْ مَكْرُوهاً أَوْ أَذًى يُحْبِطُونَ بِهِ مَا أَسْلَفُوهُ مِنَ الإِحْسَانِ،فَهَؤلاءِ ثَوَابُهُمْ عَلَى اللهِ لا عَلَى أَحَدٍ سِوَاهُ،وَلا خَوْفٌ عَلَيهِمْ فِيمَا يَسْتَقْبِلُونَهُ مِنْ أهْوالِ يَوْمِ القِيَامَةِ،وَلا يَحْزَنُونَ عَلَى مَا خَلَّفُوهُ فِي الدُّنْيا مِنَ الأوِلادِ وَالأمْوالِ،وَلا عَلَى مَا فَاتَهُمْ مِنَ الحَيَاةِ وَزِينَتِها،لأَنَّهُمْ صَارُوا إلى خَيْرٍ مِمَّا كَانُوا فِيهِ .

كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ،وَرَدٌّ جَميلٌ عَلَى سَائِلٍ،وَدُعَاءٌ لِمُسْلِمٍ،وَعَفْوٌ وَمَغْفِرَةٌ عَنْ ظُلْمٍ لَحِقَ بِالمُؤْمِنِ،خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يُتبعُها الإِنْسَانُ بِإيذاءِ مَنْ تَصَدَّقَ عَلَيهِ،وَاللهُ غَنِيٌّ عَنْ خَلْقِهِ،حَليمٌ يَغْفِرُ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ،وَيَصْفَحُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ .

يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ بأنَّ المَنَّ وَالأَذَى يُبْطِلانِ الفَائِدَةَ المَقْصُودَةَ مِنْ إِعْطَاءِ الصَّدَقَاتِ،كَمَا يُبْطِلُها إِعْطَاءُ الصَّدَقَةِ للتَّبَاهِي وَالمُرَاءَاةِ أمَامَ النَّاسِ بِها،كَمَنْ يَتَصَدَّقُ مُتَظَاهِراً بِأَنَّهُ يُرِيدُ وَجَهَ اللهِ،وَتَخْفِيفَ بُؤْسِ المُحْتَاجِينَ.وَهُوَ إِنَّمَا يُرِيدُ مَدْحَ النَّاسِ،وَالاشْتِهَارَ بَيْنَهُمْ بِأَنَّهُ مِنَ المُحْسِنِينَ.وَهؤُلاءِ المُرَاؤُونَ مَثَلُ أَعْمَالِهم مَثَلُ تُرابٍ عَلَى حَجَرٍ أَمْلَسَ،فَهَطَلَ مَطَرٌ فَغَسَلَ الحَجَرَ،وَلَمْ يَتْرُكْ عَلَيهِ شَيئاً مِنْ ذلِكَ التُرابِ،وَأَصْبَحَ الحَجَرُ صَلْداً لا تُرَابَ عَلَيهِ.وَكَذَلِكَ يَذْهَبُ عَمَلَ المُرائِينَ وَلا يَبْقَى مِنْهُ شَيءٌ،فَلا يَنْتَفِعُونَ بِشَيءٍ مِنْ عَمَلِهِمْ عِنْدَ اللهِ،وَإنَ ظَهَرَ أنَّ لَهُم أعْمَالاً حَسَنَةً،وَاللهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ المُنَافِقينَ المُرَائِينَ،إلى الخَيْرِ والرَّشَادِ.[36]

وعَنْ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَنِ النَّبِىِّ -r- قَالَ « لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ خِبٌّ وَلاَ مَنَّانٌ وَلاَ بَخِيلٌ »[37].

تقديم الأقرباء والأرحام في الصدقة والإنفاق إن كانوا بحاجة إليهما فالأقربون أولى بالمعروف.

قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (75) سورة الأنفال

يَذْكُرُ اللهُ تَعَالَى أَنَّ الذِينَ يَتَّبِعُونَ المُؤْمِنِينَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارَ فِيمَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ إِيمَانٍ وَعَمَلٍ صَالِحٍ،وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِ اللهِ،يَكُونُونَ مَعَ السَّابِقِينَ فِي الآخِرَةِ.وَذَوُو الأَرْحَامِ مِنَ الأَقَارِبِ جَمِيعاً لَهُمْ وَلاَيَةُ القَرَابَةِ،وَبَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي المَوَدَّةِ وَالمَالِ وَالنُّصْرَةِ كَمَا شَرَعَ اللهُ،وَاللهُ عَلِيمٌ بِكُلِّ شَيءٍ فِي هَذَا الوُجُودِ[38] .

وعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِنَّ أَفْضَلَ الصَّدَقَةِ الصَّدَقَةُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ.[39].

وَعَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ،أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - r- عَنِ الصّ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ommah.forumegypt.net/forum
زهرة الجنة
مديره المنتدى
مديره المنتدى
زهرة الجنة


آداب الزكاة والصدقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: آداب الزكاة والصدقات   آداب الزكاة والصدقات Emptyالإثنين 14 مارس - 13:03

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيما رشدى
عضو ذهبى
عضو ذهبى
هيما رشدى


آداب الزكاة والصدقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: آداب الزكاة والصدقات   آداب الزكاة والصدقات Emptyالإثنين 14 مارس - 14:11

اسال الله ان تكو نى استفدتى من الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ommah.forumegypt.net/forum
Ahmed Roushdy
الكاتب

avatar


آداب الزكاة والصدقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: آداب الزكاة والصدقات   آداب الزكاة والصدقات Emptyالثلاثاء 15 مارس - 10:47

جزاك الله خيرا يا هيما
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.dumyat2day.com
هيما رشدى
عضو ذهبى
عضو ذهبى
هيما رشدى


آداب الزكاة والصدقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: آداب الزكاة والصدقات   آداب الزكاة والصدقات Emptyالثلاثاء 15 مارس - 16:24

وجزاكم اخى وحبيبى احمد منور والله يا عسل يا ابو رقيه يا حبيب قلبى وعينى والله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ommah.forumegypt.net/forum
 
آداب الزكاة والصدقات
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الزكاة
» من العبادات " الزكاة "
» آداب الطريق
» آداب الصلة
» آداب السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب وبنات دمياط  :: القسم الاسلامي :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى: