آداب المجلس
لا بد للإنسان في حياته اليومية من مخالطة الناس ومعاملتهم،ومجالستهم في مجالس عامة أو خاصة،ومن خلال هذه المجالس يمكن الحكم على المتجالسين،وبما ينفضُّون عن مجلسهم من نتائج وثمرات يمكن الاعتداد بهذا المجلس والافتخار بحضوره،أو الإعراض عنه وتجنب خطره وفساده.
والمجالس مجتمعات يحضرها أناس من جميع الطبقات،ويتكلم فيها رجال من كافة المستويات،منهم الغث ومنهم السمين ومنهم المصلح ومنهم المفسد،والمسلم من يستطيع أن يدير دفة المجلس لما فيه من خير المتجالسين في دينهم ودنياهم،ولما فيه رضى الله ورسوله،فإن لم يستطع فالإعراض عن ذلك المجلس هو محض الخير وعين الصواب.قال تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} (140) سورة النساء
وقد كان الأنبياء والمصلحون يغشون مجالس الناس فيقعدون معهم بتواضع وإخلاص،يأمرونهم بالمعروف،وينهونهم عن المنكر،ويذكرونهم بما يصلحهم،ويعظونهم بالحكمة والموعظة الحسنة،ويرغبونهم بالتقوى والعمل الصالح،ويرهبوهم من الكفر والإثم والمعصية والعدوان.
ولا ينبغي للعالم أو المرشد أن يجالس قوما يخوضون في باطلهم،ويرتكبون الذنوب والآثام،غافلين عن الله،ساهين عن عقابه وانتقامه،مغترين بحلمه وإمهاله،إلا كما يجالس الطبيب المريض،والعالم المعلم الغافل الجاهل،بمقدار الحاجة وبما يحقق الدعوة والإصلاح،كما لا ينبغي للمسلم أن يجلس مجلسا تنتهك فيه حرمات الله،وتدور فيه كؤوس اللهو واللغو والمنكرات،يشاركهم فيها أكلهم وشربهم،وضحكهم وبطالتهم،غير مبال بما ينزل على مجلسهم هذا من غضب الله ومقته..
عَنْ عَبْدِ اللهِ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: لَمَّا وَقَعَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي الْمَعَاصِي،نَهَتْهُمْ عُلَمَاؤُهُمْ،فَلَمْ يَنْتَهُوا،فَجَالَسُوهُمْ فِي مَجَالِسِهِمْ،قَالَ يَزِيدُ:أَحْسِبُهُ قَالَ:وَأَسْوَاقِهِمْ،وَوَاكَلُوهُمْ وَشَارَبُوهُمْ،فَضَرَبَ اللَّهُ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ،وَلَعَنَهُمْ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ،وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ،ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ،وَكَانَ رَسُولُ اللهِ rمُتَّكِئًا،فَجَلَسَ،فَقَالَ:لاَ،وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ،حَتَّى تَأْطُرُوهُمْ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا."[1].
واليوم قل أن نرى مجلسا يذكر فيه الله والدار الآخرة،بعد أن عمت مجالس الغفلة والمنكرات،وفشت مجالس الغيبة والنميمة والطعن في الأعراض،والانغماس في المحرمات.
ورب مجلس يقعده المرء مع قوم أشقياء،يصنع لنفسه فيه حلة من الشقاء تلازمه إلى يوم القيامة.. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً،وَمَا مَشَى أَحَدٌ مَمْشًى لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ فِيهِ إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً،وَمَا أَوَى أَحَدٌ إِلَى فِرَاشِهِ وَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ فِيهِ إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً[2].
ورب مجلس علم أو ذكر أو نصيحة يرتع فيها الإنسان في روضة من رياض الجنة فلا يخرج منها إلى يوم القيامة.. فعَنِ الأَغَرِّ،قَالَ:أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،وَأَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ r،أَنَّهُ قَالَ:مَا جَلَسَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ،إِلاَّ حَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ،وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ،وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ،وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ.[3]
وعَنْ سَهْلِ بْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " لَا يَجْتَمِعُ قَوْمٌ عَلَى ذِكْرِ اللهِ إِلَّا قِيلَ لَهُمْ: قُومُوا مَغْفُورًا لَكُمْ،فَقَدْ بُدِّلَتْ سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَاتٍ " [4]
هذا في الحديث عن أنواع المجالس،أما ما يتعلق بآدابها ففيها تنعكس جميع آداب المسلم الاجتماعية،وتتجلى براعته في لفت أنظار الناس،وانتزاع إعجابهم،واكتساب قلوبهم،وذلك بحسن أدبه،وكرم معشره،ودماثة خلقه،ولين جانبه،وطيب كلامه،وبشاشة وجهه.
وقد نبهنا الله تعالى إلى شيء من هذه الآداب في كتابه العزبز،فأمر بالتوسع والتفسح في المجالس للقادمين إليها،وإكرامهم وإيثارهم والإحسان إليهم.
أخرج ابن جرير عَنْ قَتَادَةَ،قَوْلُهُ:ي{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (11) سورة المجادلة،كَانُوا إِذَا رَأَوْا مَنْ جَاءَهُمْ مُقْبِلًا ضَنُّوا بِمَجْلِسِهِمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ r،فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُفْسِحَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ "[5]
وهذه باقة من الآداب الخاصة بالمجالس:
السلام عند الدخول إلى المجلس،وعند الخروج منه.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،عَنْ رَسُولِ اللهِ r،قَالَ:إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى مَجْلِسٍ فَلْيُسَلِّمْ،فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يَجْلِسَ فَلْيَجْلِسْ،فَإِذَا قَامَ فَلْيُسَلِّمْ،فَلَيْسَتِ الْأُولَى بِأَحَقَّ مِنَ الآخِرَةِ[6].
الجلوس حيث ينتهي المجلس،ولو انتهى به إلى مكان متواضع وتجنب تخطي الرقاب للوصول إلى صدر المجلس. عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ:كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ -r- جَلَسْنَا حَيْثُ نَنَتَهِى.[7]
وعَنْ أَبِى وَاقِدٍ اللَّيْثِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - r- بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِى الْمَسْجِدِ وَالنَّاسُ مَعَهُ،إِذْ أَقْبَلَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ،فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - r- وَذَهَبَ وَاحِدٌ،قَالَ فَوَقَفَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - r- فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِى الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا،وَأَمَّا الآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ،وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا،فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ - r- قَالَ « أَلاَ أُخْبِرُكُمْ عَنِ النَّفَرِ الثَّلاَثَةِ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ،فَآوَاهُ اللَّهُ،وَأَمَّا الآخَرُ فَاسْتَحْيَا،فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ،وَأَمَّا الآخَرُ فَأَعْرَضَ،فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ »[8] .
تجنب الجلوس في مكان أحد بعد إبعاده عنه ولو كان طفلا صغيرا أو رجلا فقيرا.
تجنب الجلوس بين اثنين جلسا مع بعضهما قبله إلا إذا فسحا له بينهما. عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ،عَنْ أَبِيهِ،عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو،أَنَّ رَسُولَ اللهِ rقَالَ:لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ اثْنَيْنِ إِلاَّ بِإِذْنِهِمَا[9].
تجنب الجلوس في وسط الحلقة في مجلس حلق فيه الناس على شكل دائري. عَنْ أَبِى مِجْلَزٍ أَنَّ رَجُلاً قَعَدَ وَسْطَ حَلْقَةٍ فَقَالَ حُذَيْفَةُ مَلْعُونٌ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ أَوْ لَعَنَ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ -r- - مَنْ قَعَدَ وَسْطَ الْحَلْقَةِ.[10]
تجنب إشغال المكان الذي قام منه صاحبه إذا علم أنه سيعود إليه،والإفساح له في مجلسه إذا عاد إليه. عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- :« إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَجْلِسٍ كَانَ فِيهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَهُوَ أَحَقُّ بِمَجْلِسِهِ »[11].
تجنب تهامس اثنين وتناجيهما مع بعضهما في مجلس لا يضم سوى ثلاثة أشخاص لئلا يظن بهم ظن السوء،أو يحزن لانشغالهم عنه وتركه وحيدا. إلا إذا أذن لهم بذلك. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - r- قَالَ « إِذَا كَانُوا ثَلاَثَةٌ فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ »[12] .
تجنب تنقيص أحد أو الاستهزاء به في المجلس،أو الاستهتار بالحاضرين أو الجلوس على غير هيئة الأدب بينهم كالاستلقاء وهم جلوس أو القعود في مكان مرتفع وهم على الأرض أو مد الأرجل.
تجنب الاحتباء وتشبيك الأصابع وفرقعتها،والعبث بالخاتم،وتخليل الأسنان،وإدخال اليد في الأنف،وكثرة التمطي والتثاؤب.
التيامن في الدخول إلى المجلس والخروج منه وشغل الأماكن بالجلوس،وإخلائها بعد المجلس،وفي توزيع الماء أو الطعام،حيث يبدأ بسيد المجلس ثم الأيمن فالأيمن. عَنْ أَنَسٍ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ rأُتِيَ بِلَبَنٍ قَدْ شِيبَ بِمَاءٍ وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ وَعَنْ يَسَارِهِ أَبُو بَكْرٍ،فَشَرِبَ ثُمَّ أَعْطَى الأَعْرَابِيَّ،وَقَالَ:الأَيْمَنُ فَالأَيْمَنُ.[13]
المحافظة على نظافة المجلس،وحضوره بثياب نظيفة،ومظهر حسن،متعطرا،متسوكا،مرجلا شعره،مقلما أظافره هادئا وقورا.
تجنب إفشاء أسرار المجالس،وما ائتمنه عليه أصحابها،فذلك من الخيانة.
تجنب نقل أحاديث المجالس وتبليغها على وجه الإفساد ونشر العداوة والبغضاء.
تجنب مجالس اللهو واللغو والحرام وهدر الأوقات،ونهش الأعراض،وغمط الناس وهمزهم وغيبتهم،أو مجالس المراء والجدال والكفر والإلحاد والباطل. أو مجالس الغناء والمعازف أو مجالس الاختلاط وإثارة الغرائز والشهوات.
أداء حق المجلس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتذكير بالطاعات والصالحات والصدقات.
الإصغاء إلى الكلام الحسن ممن يحدث،دون طلب إعادته،والبعد عن المضاحك والمهازل،وتجنب التصنع والقطع والتكلف والتبذل.
إنهاء المجلس بقراءة سورة العصر والتواصي بها والتذكير بمعناها الجامع لكل خير. عَنْ أَبِي مَدِينَةَ الدَّارِمِيِّ،وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ،قَالَ: كَانَ الرَّجُلانِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ r"إِذَا الْتَقَيَا لَمْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَقْرَأَ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ: وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ،ثُمَّ يُسَلِّمَ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ"[14]
وعَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ،قَالَ: سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ وَكَانَ وَصَّافًا قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَجْلِسِهِ،فَقَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ rلَا يَجْلِسُ وَلَا يَقُومُ إِلَّا عَلَى ذِكْرٍ وَلَا يُوَطِّنُ الْأَمَاكِنَ وَيَنْهَى عَنْ إِيطَانِهَا،وَإِذَا انْتَهَى إِلَى قَوْمٍ جَلَسَ حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ الْمَجْلِسُ وَيَأْمُرُ بِذَلِكَ وَيُعْطِي كُلَّ جُلَسَائِهِ بنَصِيبَهُ ولَا يَحْسَبُ جَلِيسُهُ أَنَّ أَحَدًا أَكْرَمُ عَلَيْهِ مِنْهُ مَنْ جَالَسَهُ أَوْ قَاوَمَهُ فِي حَاجَةٍ صَابَرَهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الْمُنْصَرَفَ،ومَنْ سَأَلَهُ حَاجَةً لَمْ يَرُدَّهُ إِلَّا بِهَا أَوْ بِمَيْسُورٍ مِنَ الْقَوْلِ،قَدْ وَسِعَ النَّاسَ مِنْهْ بَسْطُهُ وَخُلُقُهُ فَصَارَ لَهُمْ أَبَا وَصَارُوا عنده فِي الْحَقِّ سَوَاءً،مَجْلِسُهُ مَجْلِسُ حِلْمٍ وَحَيَاءٍ وَصَبْرٍ وَأَمَانَةٍ لَا تُرْفَعُ فِيهِ الْأَصْوَاتُ،وَلَا تُؤْبَنُ فِيهِ الْحُرَمُ،وَلَا تُنْثَى فَلَتَاتُهُ مُتَعَادِلِينَ،يتَفَاضِلِونَ فِيهِ بِالتَّقْوَى مُتَوَاضِعِينَ يُوَقِّرُونَ فِيهِ الْكَبِيرَ وَيَرْحَمُونَ فِيهِ الصَّغِيرَ،وَيُؤْثِرُونَ ذَا الْحَاجَةِ وَيَحُوطُونَ - أَوْ قَالَ: يَحْفَظُونَ - فِيهِ الْغَرِيبَ "،قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ كَانَتْ سِيرَتُهُ فِي جَلَسَاتِهِ ؟ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ rدَائِمَ الْبِشْرِ،سَهْلَ الْخُلُقِ،لَيَّنَ الْجَانِبِ،لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا سَخَّابٍ وَلَا فَحَّاشٍ وَلَا عَيَّابٍ وَلَا مَدَّاحٍ،يَتَغَافَلُ عَمَّا لَا يَشْتَهِي وَلَا يُوئسُ مِنْهُ وَلَا يُخَيِّبُ فِيهِ،قَدْ تَرَكَ نَفْسَهُ مِنْ ثَلَاثٍ: المراء،والإكثار،وما لا يعينه،وترك الناس من ثلاث كَانَ لَا يُذَمُِّ أَحَدًا وَلَا يُعَيِّرُهُ وَلَا يَطْلُبُ عَوْرَتَهُ وَلَا يَتَكَلَّمُ إِلَّا فيمَا رَجَا ثَوَابَهُ،إِذَا تَكَلَّمَ أَطْرَقَ جُلَسَاؤُهُ كَأَنَّمَا عَلَى رؤسِهُمُ الطَّيْرُ،وإِذَا سَكَتَ تَكَلَّمُوا،وَلَا يَتَنَازَعُونُ عِنْدَهُ بِشَيْءٍ مَنْ تَكَلَّمَ أَنْصَتُوا لَهُ حَتَّى يَفْرُغَ،حَدِيثُهُمْ عنده حَدِيثُ أَوَّلِهِمْ،يَضْحَكُ مِمَّا يَضْحَكُونَ مِنْهُ وَيَتَعَجَّبُ مِمَّا يَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ،ويَصْبِرُ لِلْغَرِيبِ عَلَى الْجَفْوَةِ فِي مَنْطِقِهِ وَمَسأَلَتِهِ حَتَّى إِذَا كَانَ أَصْحَابُهُ لَيَسْتَجْلِبُونَهُمْ،وَيَقُولُ: إِذَا رَأَيْتُمْ طَالِبَ الْحَاجَةِ يَطْلُبُهَا فَأَرْفِدُوهُ وَلَا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إلا مِنْ مُكَافِئٍ وَلَا يَقْطَعُ عَلَى أَحَدٍ حَدِيثَهُ حَتَّى يَجُوزَ فَيَقْطَعَهُ بِنَهْيٍ أَوْ قِيَامٍ "[15]
______________
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (2 / 47)(3713) حسن
[2] - صحيح ابن حبان - (3 / 133) (853) صحيح
[3] - صحيح ابن حبان - (3 / 136) (855) صحيح
[4] - معرفة الصحابة لأبي نعيم - (3 / 1311) (3290 ) حسن
[5] - جَامِعُ الْبَيَانِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ لِلطَّبَرِيِّ (31258 ) صحيح مرسل
[6] - صحيح ابن حبان - (2 / 247) (494) صحيح
[7] - السنن الكبرى للبيهقي- المكنز - (3 / 231) (6101) صحيح
[8] - صحيح البخارى- المكنز - (66 )
[9] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (2 / 701) (6999) صحيح
[10] - سنن الترمذى- المكنز - (2977 ) قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
[11] - السنن الكبرى للبيهقي- المكنز - (3 / 233) (6113) صحيح
[12] - صحيح البخارى- المكنز - (6288 ) وصحيح مسلم- المكنز - (5823)
[13] - صحيح ابن حبان - (12 / 150) (5333) صحيح
[14] - المعجم الكبير للطبراني - (20 / 70) (1366 ) حسن
[15] - شعب الإيمان - (3 / 24) (1362 ) فيه جهالة