منتدى شباب وبنات دمياط
منتدى شباب وبنات دمياط
منتدى شباب وبنات دمياط
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى شباب وبنات دمياط

منتدى اخبارى يهتم بجميع الاخبار السياسة والرياضية والتعليمية
 
الرئيسيةآداب اللباس Icon_mini_portal_enأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 آداب اللباس

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
{كاتب الخبر}{الخبر}
هيما رشدى
عضو ذهبى
عضو ذهبى
هيما رشدى


آداب اللباس Empty
مُساهمةموضوع: آداب اللباس   آداب اللباس Emptyالأحد 13 مارس - 16:12

آداب اللباس









اللباس من نعم الله تعالى التي خصّ بها الإنسان من بين المخلوقات ليتقي بها العوامل الطبيعية من حر وبرد وشمس ومطر.. وليستر بها عورته ويواري سوأته،ويحفظ كرامته،ويتجمل بها في حياته.. قال تعالى:{وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ} (81) سورة النحل.

والله جعل لكم ما تستظلُّون به من الأشجار وغيرها،وجعل لكم في الجبال من المغارات والكهوف أماكن تلجؤون إليها عند الحاجة،وجعل لكم ثيابًا من القطن والصوف وغيرهما،تحفظكم من الحر والبرد،وجعل لكم من الحديد ما يردُّ عنكم الطعن والأذى في حروبكم،كما أنعم الله عليكم بهذه النعم يتمُّ نعمته عليكم ببيان الدين الحق; لتستسلموا لأمر الله وحده،ولا تشركوا به شيئًا في عبادته.[1]

وقد علم الله تعالى الإنسان صناعة الثياب بمختلف أشكالها وأمره أن يستتر بها ويتقي ما يواجهه خلال حياته قال تعالى عن سيدنا داود: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ} (80) سورة الأنبياء

واختصَّ الله داود عليه السلام بأن علَّمه صناعة الدروع يعملها حِلَقًا متشابكة،تسهِّل حركة الجسم; لتحمي المحاربين مِن وَقْع السلاح فيهم،فهل أنتم شاكرون نعمة الله عليكم حيث أجراها على يد عبده داود؟[2]

ولقد أتانا فيما أتانا من ضلالات الغرب وصرعات الجاهلية الحديثة دعوة جديدة إلى التعري وإظهار العورات مسخا للإنسان،وانتكاسه إلى الحيوانية العجماء..

كما تصدّر لنا بيوت الأزياء اليهودية كل عام تصاميم لملابس لا همّ لها سوى إظهار المفاتن وعرض المغريات وفتن عقول الشباب والشابات،واستباحة الأهواء والشهوات.. فهي ملابس إلى العري أقرب منها إلى الستر..

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،عَنْ رَسُولِ اللهِ r،قَالَ:صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَمْ أَرَهُمَا:قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مَائِلاَتٌ مُمِيلاَتٌ رُؤُوسُهُنَّ مِثْلُ أَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ،وَلاَ يَجِدُونَ رِيحَهَا،وَإِنَّ رِيحَهَا لَتُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا.[3].

وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا »[4].

وهذه باقة من الآداب الإسلامية في اللباس:

الابتداء بتسمية الله تعالى،كما تستحب التسمية في جميع الأعمال.

جعل النية من اللباس أمر الله تعالى في ستر العورة،لا التباهي بزينة اللباس،ومراءاة الناس بها.

قال تعالى:{ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26)} الأعراف.

يا بني آدم قد جعلنا لكم لباسًا يستر عوراتكم،وهو لباس الضرورة،ولباسًا للزينة والتجمل،وهو من الكمال والتنعم. ولباسُ تقوى الله تعالى بفعل الأوامر واجتناب النواهي هو خير لباس للمؤمن. ذلك الذي مَنَّ الله به عليكم من الدلائل على ربوبية الله تعالى ووحدانيته وفضله ورحمته بعباده; لكي تتذكروا هذه النعم،فتشكروا لله عليها. وفي ذلك امتنان من الله تعالى على خَلْقه بهذه النعم.[5]

الدعاء بما ورد عن النبي r:

فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ،رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللَّهِ rإِذَا اسْتَجَدَّ ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ وَقَالَ:" اللَّهُمَّ أَنْتَ كَسَوْتَنِي هَذَا الثَّوْبَ فَلَكَ الْحَمْدُ،اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهِ وَخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ،وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ "[6].

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،أَنَّ النَّبِيَّ rكَانَ إِذَا اسْتَجَدَّ ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ،فَقَالَ:اللَّهُمَّ أَنْتَ كَسَوْتَنِي هَذَا فَلَكَ الْحَمْدُ،أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهِ وَخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ،وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ.،وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ،وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ " قَالَ أَبُو نَضْرَةَ:" فَكَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ rإِذَا لَبِسَ أَحَدُهُمْ ثَوْبًا جَدِيدًا قِيلَ لَهُ:تُبْلَى وَيُخْلِفُ اللَّهُ تعالى "[7]

الدعاء بما ورد عن النبي rعند لبس ثوب جديد.

فعَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ لَبِسَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضى الله عنه ثَوْبًا جَدِيدًا فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى كَسَانِى مَا أُوَارِى بِهِ عَوْرَتِى وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِى حَيَاتِى. ثُمَّ عَمَدَ إلى الثَّوْبِ الَّذِى أَخْلَقَ فَتَصَدَّقَ بِهِ ثُمَّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -r- يَقُولُ « مَنْ لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى كَسَانِى مَا أُوَارِى بِهِ عَوْرَتِى وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِى حَيَاتِى ثُمَّ عَمَدَ إلى الثَّوْبِ الَّذِى أَخْلَقَ فَتَصَدَّقَ بِهِ كَانَ فِى كَنَفِ اللَّهِ وَفِى حِفْظِ اللَّهِ وَفِى سَتْرِ اللَّهِ حَيًّا وَمَيِّتًا ». رواه الترمذي[8].

وعَنْ رَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ rرَأَى عَلَى عُمَرَ ثَوْبًا غَسِيلاً،فَقَالَ:أَجَدِيدٌ ثَوْبُك هَذَا ؟ قَالَ:غَسِيلٌ يَا رَسُولَ اللهِ،قَالَ:فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ r: اِلْبَسْ جَدِيدًا،وَعِشْ حَمِيدًا،وَتَوَفَّ شَهِيدًا،يُعْطِكَ اللَّهُ قُرَّةَ عَيْنٍ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.[9]

اختيار أوساط الثياب،والمعتدلة منها،دون مبالغة ومغالاة،ودون تبذل وإهمال.

التأكد من نظافة الثوب وطهارته،لتصح العبادة به،ولأن المؤمن نظيف البدن والثوب طاهرهما.

قال تعالى:{ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)} المدثر 4.

أَيْ طَهِّرْ نَفْسَكَ مِنَ الذُّنُوبِ،وَأَصْلِحْ عَمَلَكَ،وَطَهِّرْ ثِيَابَكَ بِالمَاءِ مِمَّا لَحِقَ بِهَا مِنَ النَّجَاسَةِ .فإن طهارة الظاهر من تمام طهارة الباطن.

اجتناب التفاخر بالثياب أو إطالتها حتى تمسّ الأرض تكبرا واستعلاء،بل ينبغي رفعها عن الأرض لأنه أتقى وأنقى وأبقى.

فعَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ عَنِ الإِزَارِ فَقَالَ عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « إِزْرَةُ الْمُسْلِمِ إلى نِصْفِ السَّاقِ وَلاَ حَرَجَ - أَوْ لاَ جُنَاحَ - فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فَهُوَ فِى النَّارِ مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ ».[10]

وعَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،عَنْ أَبِيهِ،قَالَ:ذُكِرَ الإِزَارُ،فَأَتَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ،فَقُلْتُ:أَخْبِرْنِي عَنِ الإِزَارِ،فَقَالَ:أَجَلْ بِعِلْمٍ،سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ:إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إلى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ،لاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ،وَمَا أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فَفِي النَّارِ،مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ.[11]

وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - r- قَالَ « لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إلى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا » .[12].

وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ،قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ يَسْتَخْلِفُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ،فَكَانَ إِذَا رَأَى إِنْسَانًا يَجُرُّ إِزَارَهُ،ضَرَبَ بِرِجْلِهِ الأَرْضَ وَقَالَ: قَدْ جَاءَ الأَمِيرُ ! قَدْ جَاءَ الأَمِيرُ ! ثُمَّ يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ r:مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا،فَإِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَيْهِ،أَوْلَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ.[13]

وأما المرأة فيختلف حكمها،فعَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ،أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ rقَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ حِينَ ذُكِرَ الإِزَارُ:فَالْمَرْأَةُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ:تُرْخِي شِبْرًا قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ:إِذًا تَنْكَشِفُ عَنْهَا،قَالَ:فَذِرَاعًا لاَ تَزِيدُ عَلَيْهِ.[14]

القيام بإصلاح الثوب إن وجد به شقا أو ثقبا،وعدم لبسه وهو ممزق،فقد كان النبي rيرقع ثوبه بيده،ويصلح نعله بنفسه. فعَنْ عَائِشَةَ،أَنَّهَا سُئِلَتْ:مَا كَانَ النَّبِيُّ rيَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ ؟ قَالَتْ:كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ،وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ،وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ.[15]

وعَنْ عُرْوَةَ،قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ rيَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ ؟ قَالَ: " نَعَمْ كَانَ رَسُولُ اللهِ rيَرُفُّ ثَوْبَهُ،وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ،وَيَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ كَمَا يَعْمَلُ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ "[16]

وعن هِشَامَ بْنِ سَعْدٍ،قَالَ:حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ بِشْرٍ التَّغْلِبِيُّ،قَالَ:أَخْبَرَنِي أَبِي وَكَانَ،جَلِيسًا لأَبِي الدَّرْدَاءِ،قَالَ:كَانَ بِدِمَشْقَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ rيُقَالُ لَهُ:ابْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ،وَكَانَ رَجُلاً مُتَوَحِّدًا،قَلَّمَا يُجَالِسُ النَّاسَ،إِنَّمَا هُوَ فِي صَلاَةٍ،فَإِذَا فَرَغَ فَإِنَّمَا يُسَبِّحُ وَيُكَبِّرُ حَتَّى يَأْتِيَ أَهْلَهُ،فَمَرَّ بِنَا يَوْمًا وَنَحْنُ عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ،فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ:كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلاَ تَضُرُّكَ،قَالَ:بَعَثَ رَسُولُ اللهِ rسَرِيَّةً،فَقَدِمْتُ،فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَلَسَ فِي الْمَجْلِسِ الَّذِي فِيهِ رَسُولُ اللهِ r،فَقَالَ لِرَجُلٍ إلى جَنْبِهِ:لَوْ رَأَيْتَنَا حِينَ الْتَقَيْنَا نَحْنُ وَالْعَدُوَّ،فَحَمَلَ فُلاَنٌ فَطَعَنَ،فَقَالَ:خُذْهَا وَأَنَا الْغُلاَمُ الْغِفَارِيُّ،كَيْفَ تَرَى فِي قَوْلِهِ ؟ قَالَ:مَا أُرَاهُ إِلاَّ قَدْ أَبْطَلَ أَجْرَهُ،فَسَمِعَ ذَلِكَ آخَرُ،فَقَالَ:مَا أَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا،فَتَنَازَعَا حَتَّى سَمِعَ النَّبِيُّ rفَقَالَ:سُبْحَانَ اللهِ،لاَ بَأْسَ أَنْ يُحْمَدَ وَيُؤْجَرَ قَالَ:فَرَأَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ سُرَّ بِذَلِكَ،وَجَعَلَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَيْهِ،وَيَقُولُ:أَنْتَ سَمِعْتَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ r؟ فَيَقُولُ:نَعَمْ،فَمَا زَالَ يُعِيدُ عَلَيْهِ حَتَّى إِنِّي لأَقُولُ:لَيَبْرُكَنَّ عَلَى رُكْبَتَيْهِ.

قَالَ:ثُمَّ مَرَّ بِنَا يَوْمًا آخَرَ،فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ:كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلاَ تَضُرُّكَ،قَالَ:قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ r: إِنَّ الْمُنْفِقَ عَلَى الْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللهِ،كَبَاسِطِ يَدِهِ بِالصَّدَقَةِ لاَ يَقْبِضُهَا.

قَالَ:ثُمَّ مَرَّ بِنَا يَوْمًا آخَرَ،فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ:كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلاَ تَضُرُّكَ،فَقَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: نِعْمَ الرَّجُلُ خُرَيْمٌ الأَسَدِيُّ لَوْلاَ طُولُ جُمَّتِهِ وَإِسْبَالُ إِزَارِهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ خُرَيْمًا فَجَعَلَ يَأْخُذُ شَفْرَةً فَيَقْطَعُ بِهَا شَعَرَهُ إلى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ،وَرَفَعَ إِزَارَهُ إلى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ قَالَ:فَأَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ:دَخَلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَإِذَا عِنْدَهُ شَيْخٌ جُمَّتُهُ فَوْقَ أُذُنَيْهِ،وَرِدَاؤُهُ إلى سَاقَيْهِ،فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقَالُوا:هَذَا خُرَيْمٌ الأَسَدِيُّ.

قَالَ:ثُمَّ مَرَّ بِنَا يَوْمًا آخَرَ،وَنَحْنُ عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ،فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ:كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلاَ تَضُرُّكَ فَقَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ:إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ،فَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ،وَأَصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ،فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلاَ التَّفَحُّشَ."[17]

وعَنْ رَجُلِ صِدْقٍ مِنْ أَهْلِ قِنَّسْرِينَ يُقَالُ لَهُ قَيْسُ بْنُ بِشْرٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَبِي مِنْ جُلَسَاءِ أَبِي الدَّرْدَاءِ،فَحَدَّثَنِي أَنَّهُ كَانَ هُنَالِكَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ rمُتَعَبِّدٌ مُعْتَزِلٌ لَا يَكَادُ يَفْرُغُ مِنَ الْعِبَادَةِ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَاهُ وَقَالَ: " إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ فَأَصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ وَرِحَالَكُمْ حَتَّى تَكُونُوا كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ فِي النَّاسِ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ "[18].

الابتداء في لبس الثوب،والنعل والسراويل والجوارب باليمين،والخلع بالشمال. فعَنْ عَائِشَةَ،قَالَتْ:كَانَ النَّبِيُّ rيُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِي شَأْنِهِ كُلِّهِ:فِي تَرَجُّلِهِ،وَفِي طُهُورِهِ،وَفِي نَعْلِهِ قَالَ شُعْبَةُ:ثُمَّ سَأَلْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ:كَانَ النَّبِيُّ rيُحِبُّ،أَوْ يُعْجِبُهُ،التَّيَمُّنُ مَا اسْتَطَاعَ.[19]

وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبِىُّ - r- يُحِبُّ التَّيَمُّنَ مَا اسْتَطَاعَ فِى شَأْنِهِ كُلِّهِ فِى طُهُورِهِ وَتَرَجُّلِهِ وَتَنَعُّلِهِ.رواه البخاري[20].

نفض الثياب قبل لبسها،ونفض الجوارب للتأكد من خلوها من الحشرات المؤذية.

طيّ الثياب بعد خلعها،وذكر اسم الله عليها عند وضعها أو تعليقها،وعدم إلقائها مبعثرة دون مبالاة.

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: سِتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ،وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ،أَنْ يَقُولُوا:بِسْمِ اللَّهِ "[21]

وعَنْ أَنَسٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: سِتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ،وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا وَضَعُوا ثِيَابَهُمْ،أَنْ يَقُولُوا:بِسْمِ اللَّهِ "[22]

تعهد الجوارب بالنظافة وغسلها مساء كل يوم،وخاصة أيام الصيف،أو كلما تغيرت رائحتها،وكذلك تعهد النعلين بالنظافة والإصلاح.

يستحسن أن تكون أكمام القمصان طويلة إلى الرسغين،فعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ،قَالَتْ:" كَانَتْ يَدُ كُمِّ رَسُولِ اللَّهِ rإلى الرُّسْغِ "[23].

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا،: أَنَّ النَّبِيَّ rلَبِسَ قَمِيصًا،وَكَانَ فَوْقَ الْكَعْبَيْنِ،وَكَانَ كُمُّهُ مَعَ الأَصَابِعِ "[24]

إجتناب الألبسة المصنوعة من الحرير،لحرمة لبسها على الذكور.فعَنْ أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيَّ،أَنَّ رَسُولَ الله rقال: حُرِّمَ لِبَاسُ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ عَلَى ذُكُورِ أُمتَّي،وَأُحِلَّ لإنَاثِهِمْ. رواه الترمذي[25].

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَيْرٍ - يَعْنِى الْغَافِقِىَّ - أَنَّهُ سَمِعَ عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ - رضى الله عنه - يَقُولُ إِنَّ نَبِىَّ اللَّهِ -r- أَخَذَ حَرِيرًا فَجَعَلَهُ فِى يَمِينِهِ وَأَخَذَ ذَهَبًا فَجَعَلَهُ فِى شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ « إِنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِى ».[26]

اجتناب تشبّه الرجال بالنساء في لباسهم،واجتناب تشبّه النساء بالرجال في لباسهن. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:لَعَنَ رَسُولُ اللهِ rالرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ الْمَرْأَةِ،وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ.[27]

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ: الْعَاقُّ بِوَالِدَيْهِ،وَمُدْمِنُ خَمْرٍ،وَمَنَّانٌ،وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الرَّجُلُ يَلْبَسُ لِبْسَةَ الْمَرْأَةِ،وَالْمَرْأَةُ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ،وَالدَّيُّوثُ "[28].

إجتناب الثياب المزركشة والمزينة وذات الألوان الزاهية،والتي تظهر التخنث على مظهر لابسها. فعَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِىِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ « مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلاَئِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أَىِّ حُلَلِ الإِيمَانِ شَاءَ يَلْبَسُهَا ». هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَمَعْنَى قَوْلِهِ « حُلَلِ الإِيمَانِ ». يَعْنِى مَا يُعْطَى أَهْلُ الإِيمَانِ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ.[29]

وعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَبْنَاءِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ r،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r.... وَمَنْ تَرَكَ لُبْسَ ثَوْبِ جَمَالٍ تَوَاضُعًا كَسَاهُ اللهُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ وَمَنْ رَوَّحَ لِلَّهِ تَوَّجَهُ تَاجَ الْمُلْكِ "[30]

وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: ذَكَرَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ rيَوْمًا عِنْدَهُ الدُّنْيَا،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: " أَلَا تَسْمَعُونَ إِنَّ الْبَذَاذَةَ مِنَ الْإِيمَانِ،إِنَّ الْبَذَاذَةَ مِنَ الْإِيمَانِ " يَعْنِي التَّقَحُّلَ .

قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: الْبَذَاذَةُ سُوءُ الْهَيْئَةِ وَالتَّجُوَّزُ فِي الثِّيَابِ وَنَحْوِهَا قَالَ الْحَلِيمِيُّ: وَإِنَّمَا هُوَ وَاللهُ أَعْلَمُ أَنْ لَا تُبْعِدَهُ الْبَذَاذَةُ عَنِ الْجَمَاعَاتِ،فَلَا يَمْتَنِعُ إِذَا سَاءَتْ حَالُهُ عَنِ الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَاتِ وَلَا عَنْ مَجَالِسِ الْعِلْمِ لِأَجَلِ رَثَاثَةِ كِسَوْتِهِ وَسُوءِ هَيْئَةٍ لِبَاسِهِ وَلَكِنَّهُ يَصْبِرُ عَلَى مَا هُوَ فِيهِ وَيَحْمَدُ اللهَ عَلَيْهِ وَلَا يَسْتَشْعِرُ مِنْهُ خَجَلًا وَلَا حَيَاءً،فَذَاكَ إِنْ شَاءَ اللهُ هُوَ الْإِيمَانُ دُونَ الرَّثَاثَةِ بِعَيْنِهَا وَاللهُ أَعْلَمُ "[31]

أما ما يواري العورة ففيه تفصيل: فما يلي حقويه (معقد الإزار والسروال) لا بد أن يكون فيه شيء من التحجيم لجزء من العورة،ولكن لا حرج -بشرط ألا يجاوز مقدار الحاجة-؛ لأن الإزار أو السروال أو البنطال لا يستمسك على الحقو إلا بذلك،فالحاجة تقتضيه.

وما جاوز موضع الحاجة فلا يجوز أن يكون ضيقاً يحجِّم العورة.

ولا يعتبر ساتراً للعورة بالمعنى الشرعي؛ لأن ما يستر العورة يجب أن يكون واسعاً لا يصف (إلا ما تقتضيه الحاجة،وقد سبق ذكره)،صفيقاً لا يشف ما تحته.

ونحن نربأ بالشاب العاقل ذي المروءة والحياء أن يخرج للناس بهذه البناطيل الضيقة،التي لا تليق بالرجل السوي الخلوق الحيي.[32]

اجتناب الثياب الضيقة والمحجّمة والشفافة للرجل والمرأة،واختيار الثياب الساترة والمريحة،وخاصة للفتاة،والحذر من التزيّن والتبرّج.

فالبنطال الضيق (كالسترتش ونحوه) لا يجوز للمرأة أن تلبسه عند النساء،ويخشى على من لبسته أن يحق عليها حديث أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا »[33].

ومعنى كاسيات عاريات: أي كاسيات في الصورة،عاريات في الحقيقة؛ لأنهن يلبسن ملابس تصف (تحجم) الجسد،فتبدو عوراتهن موصوفة بارزة،بحيث يحجم لباسهن الأفخاذ والأرداف،وهذا يناقض المقصود من اللبس.

لاَ يَجُوزُ لُبْسُ الرَّقِيقِ مِنَ الثِّيَابِ إِذَا كَانَ يَشِفُّ عَنِ الْعَوْرَةِ،فَيُعْلَمُ لَوْنُ الْجِلْدِ مِنْ بَيَاضٍ أَوْ حُمْرَةٍ،سَوَاءٌ فِي ذَلِكَ الرَّجُل وَالْمَرْأَةُ وَلَوْ فِي بَيْتِهَا،هَذَا إِنْ رَآهَا غَيْرُ زَوْجِهَا،لِمَا يَأْتِي مِنَ الأَْدِلَّةِ،وَهُوَ بِالإِْضَافَةِ إلى ذَلِكَ مُخِلٌّ بِالْمُرُوءَةِ،وَلِمُخَالَفَتِهِ لِزِيِّ السَّلَفِ،وَلاَ تَصِحُّ الصَّلاَةُ فِي مِثْل تِلْكَ الثِّيَابِ،وَيَجُوزُ لِلْمَرْأَةِ لُبْسُهُ إِذَا كَانَ لاَ يَرَاهَا إِلاَّ زَوْجُهَا.أَمَّا مَا كَانَ رَقِيقًا يَسْتُرُ الْعَوْرَةَ،وَلَكِنَّهُ يَصِفُ حَجْمَهَا حَتَّى يُرِي شَكْل الْعُضْوِ فَإِنَّهُ مَكْرُوهٌ.فعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:إِنَّ الرَّجُلَ لِيَلْبَسُ وَهُوَ عَارٍ.يَعْنِي:الثِّيَابَ الرِّقَاقَ .[34]

وعَنِ ابْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ،أَنَّ أَبَاهُ أُسَامَةَ،قَالَ:كَسَانِي رَسُولُ اللهِ rقُبْطِيَّةً كَثِيفَةً كَانَتْ مِمَّا أَهْدَاهَا دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ،فَكَسَوْتُهَا امْرَأَتِي،فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ r: مَا لَكَ لَمْ تَلْبَسِ الْقُبْطِيَّةَ ؟ قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،كَسَوْتُهَا امْرَأَتِي.فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ r: مُرْهَا فَلْتَجْعَلْ تَحْتَهَا غِلاَلَةً،إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَصِفَ حَجْمَ عِظَامِهَا.[35]

فَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى النَّهْيِ عَنْ لُبْسِ اللِّبَاسِ الَّذِي يَصِفُ مَا تَحْتَهُ مِنَ الْبَدَنِ،وَلِهَذَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ عَلْقَمَةَ عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ:دَخَلَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى عَائِشَةَ وَعَلَيْهَا خِمَارٌ رَقِيقٌ،فَشَقَّتْهُ عَائِشَةُ،وَكَسَتْهَا خِمَارًا كَثِيفًا "[36]

وعَنْ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ الْكَلْبِىِّ أَنَّهُ قَالَ أُتِىَ رَسُولُ اللَّهِ -r- بِقَبَاطِىَّ فَأَعْطَانِى مِنْهَا قُبْطِيَّةً فَقَالَ « اصْدَعْهَا صَدْعَيْنِ فَاقْطَعْ أَحَدَهُمَا قَمِيصًا وَأَعْطِ الآخَرَ امْرَأَتَكَ تَخْتَمِرُ بِهِ ». فَلَمَّا أَدْبَرَ قَالَ « وَأْمُرِ امْرَأَتَكَ أَنْ تَجْعَلَ تَحْتَهُ ثَوْبًا لاَ يَصِفُهَا »[37].

وَيُشْتَرَطُ فِي السَّاتِرِ أَنْ لاَ يَكُونَ رَقِيقًا يَصِفُ مَا تَحْتَهُ بَل يَكُونُ كَثِيفًا لاَ يُرَى مِنْهُ لَوْنُ الْبَشَرَةِ وَيُشْتَرَطُ كَذَلِكَ أَنْ لاَ يَكُونَ مُهَلْهَلاً تُرَى مِنْهُ أَجْزَاءُ الْجِسْمِ لأَِنَّ مَقْصُودَ السِّتْرِ لاَ يَحْصُل بِذَلِكَ .

وَمِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّ سِتْرَ الْعَوْرَةِ غَيْرُ وَاجِبٍ بَيْنَ الرَّجُل وَزَوْجَتِهِ،إِذْ كَشْفُ الْعَوْرَةِ مُبَاحٌ بَيْنَهُمَا،فعَنْ بَهْزٍ قَالَ:حَدَّثَنِي أَبِي،عَنْ جَدِّي،قَالَ:قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ ؟ قَالَ:احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلاَّ مِنْ زَوْجَتِكَ،أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ،قَالَ:قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ فَإِذَا كَانَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ ؟ قَالَ:إِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ لاَ يَرَاهَا أَحَدٌ فَلاَ يَرَيَنَّهَا.قُلْتُ فَإِذَا كَانَ أَحَدُنَا خَالِيًا ؟ قَالَ:فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ. [38]

كما لا يجوز للمرأة أن تلبس الضيق عند أحد من محارمها سوى زوجها فحسب.

لقد رأينا تساهل النساء في لباسهن عند محارمهن -غير الزوج- أفضى بكثير منهن إلى نزع جلباب الحياء والجرأة في التبرج والسفور والتساهل في الحشمة والحجاب.

فعَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِى بَكْرٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -r- وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ رِقَاقٌ فَأَعْرَضَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ -r- وَقَالَ « يَا أَسْمَاءُ إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلاَّ هَذَا وَهَذَا ». وَأَشَارَ إلى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ[39]

فلِبَاسُ الْمَرْأَةِ قَدْ يَكْشِفُ عَنِ الْعَوْرَةِ،وَقَدْ يَسْتُرُهَا وَلَكِنَّهُ يَصِفُ حَجْمَهَا،وَهُوَ فِي كِلْتَا الْحَالَتَيْنِ غَيْرُ شَرْعِيٍّ .[40].



___________





--------------------------------------------------------------------------------

[1] - التفسير الميسر - (4 / 451)

[2] - التفسير الميسر - (5 / 496)

[3] - صحيح ابن حبان - (16 / 500) (7461) صحيح

[4] - صحيح مسلم- المكنز - (5704 )

كاسيات عاريات ، الكاسية العارية : هي التي تلبس الرقيق من الثياب الذي يشف ، يقال : كسا يكسو : إذا صار ذا كسوة ، فهو كاس ، وقيل يكسين بعض أجسامهن ويلقين خمرهن من ورائهن ، فتظهر صدورهن.

مائلات مميلات ، المائلات : الزائغات عن طاعة الله تعالى وعما يلزمهن من حفظ الفروج ، والمميلات : اللاتي يعلمن غيرهن الدخول في مثل فعلهن. وقيل : مائلات : متبخترات في مشيهن مميلات : يملن أعطافهن ، وقيل : المائلات اللاتي يمتشطن المشطة الميلاء ، وهي مشطة البغايا ، والمميلات : اللاتي يمشطن غيرهن تلك المشطة.جامع الأصول في أحاديث الرسول - (10 / 698)

[5] - التفسير الميسر - (2 / 487)

[6] - الدُّعَاءُ لِلطَّبَرَانِيِّ >> بَابُ الْقَوْلِ عِنْدَ اسْتِجْدَادِ الثِّيَابِ (362 ) صحيح

[7] - صحيح ابن حبان - (12 / 240)(5421) وسنن أبي داود - المكنز -(4022) صحيح

[8] - سنن الترمذى- المكنز - (3908 ) حسن لغيره - أخلق : بلى

[9] - مصنف ابن أبي شيبة - (8 / 265) (25597) حسن لغيره

[10] - سنن أبي داود - المكنز - (4095 ) صحيح

قال الشيخ : قوله فهو في النار يتأول على وجهين أحدهما أن ما دون الكعبين من قدم صاحبه في النار عقوبة له على فعله.

والوجه الآخر أن يكون معناه أن صنيعه ذلك وفعله الذي فعله في النار على معنى أنه معدود ومحسوب من أفعال أهل النار والله أعلم.معالم السنن للخطابي 288 - (4 / 197)

[11] - صحيح ابن حبان - (12 / 266) (5450) صحيح

فَهَذَا نَصٌّ صَرِيحٌ مِنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَنَّهُ لاَ يَجُوزُ لِلإِْنْسَانِ أَنْ يَجُرَّ ثَوْبَهُ بِقَصْدِ التَّكَبُّرِ . إِذْ أَنَّ مَا تَحْتَ الْكَعْبَيْنِ لَيْسَ لِلإِْنْسَانِ بِهِ حَاجَةٌ فَمَنَعَهُ مِنْهُ . وَأَبَاحَ ذَلِكَ لِلنِّسَاءِ ، فَلِلْمَرْأَةِ أَنْ تَجُرَّ ثَوْبَهَا خَلْفَهَا شِبْرًا أَوْ ذِرَاعًا لِلْحَاجَةِ الدَّاعِيَةِ إِلَى ذَلِكَ ، وَهِيَ التَّسَتُّرُ وَالإِْبْلاَغُ فِيهِ ، إِذْ أَنَّ الْمَرْأَةَ كُلَّهَا عَوْرَةٌ إِلاَّ مَا اسْتُثْنِيَ ، وَذَلِكَ فِيهَا بِخِلاَفِ الرِّجَال .الموسوعة الفقهية الكويتية - (6 / 140)

[12] - صحيح البخارى- المكنز - (5788 )

"بطرا" بفتح الطاء على المصدر وبكسرها على الحال من فاعل جر أي جره تكبرا وطغيانا، وأصل البطر الطغيان عند النعمة، واستعمل بمعنى التكبر. وقال الراغب: أصل البطر دهش يعتري المرء عند هجوم النعمة عن القيام بحقها. قوله: "لا ينظر الله" أي لا يرحمه، فالنظر إذا أضيف إلى الله كان مجازا، وإذا أضيف إلى المخلوق كان كناية، ويحتمل أن يكون المراد لا ينظر الله إليه نظر رحمة. وقال شيخنا في "شرح الترمذي" عبر عن المعنى الكائن عند النظر بالنظر لأن من نظر إلى متواضع رحمه ومن نظر إلى متكبر مقته، فالرحمة والمقت متسببان عن النظر.

ويستنبط من سياق الأحاديث أن التقييد بالجر خرج للغالب، وأن البطر والتبختر مذموم ولو لمن شمر ثوبه، والذي يجتمع من الأدلة أن من قصد بالملبوس الحسن إظهار نعمة الله عليه مستحضرا لها شاكرا عليها غير محتقر لمن ليس له مثله لا يضره ما لبس من المباحات، ولو كان في غاية النفاسة. فتح الباري لابن حجر - (10 / 258)

[13] - مسند أبي عوانة (6908 ) صحيح

[14] - صحيح ابن حبان - (12 / 267) (5451) صحيح

والحاصل أن للرجال حالين: حال استحباب، وهو أن يقتصر بالإزار على نصف الساق وحال جواز وهو إلى الكعبين. وكذلك للنساء حالان حال استحباب وهو ما يزيد على ما هو جائز للرجال بقدر الشبر وحال جواز بقدر ذراع.فتح الباري لابن حجر - (10 / 259)

[15] - صحيح ابن حبان - (12 / 490)(5677 ) صحيح

[16] - شعب الإيمان - (10 / 486) (7845 ) صحيح

[17] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (6 / 52) (1762-) 17767-17770) حسن

[18] - شعب الإيمان - (8 / 266) (5794 ) حسن

[19] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (8 / 358)(25545) 26061- صحيح

[20] - صحيح البخارى- المكنز - (426 ) -الترجل : تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه

[21] - الفوائد لتمام 414 - (2 / 417)( 1708) حسن بغيره

[22] - الفوائد لتمام 414 - (2 / 418)(1709-1711) حسن لغيره

وانظر فتاوى الشبكة الإسلامية معدلة - (4 / 32) رقم الفتوى 20031 كيف يستر الرجال والنساء عوراتهم عن أعين الجن

[23] - سُنَنُ أَبِي دَاوُدَ (3564 ) حسن

[24] - المستدرك للحاكم (7420) حسن لغيره

[25] - سنن الترمذى- المكنز - (1824 ) صحيح

[26] - سنن أبي داود - المكنز - (4059 ) صحيح

[27] - صحيح ابن حبان - (13 / 62) (5751) صحيح

[28] - شعب الإيمان - (10 / 224) (7417 ) وسنن النسائي- المكنز - (2574 ) صحيح

المرأة المترجلة : التي تتشبه بالرجال في هيئتهم وأفعالهم. -الديوث من الرجال : هو الذي لا غيرة له ولا حمية.جامع الأصول في أحاديث الرسول - (11 / 708)

[29] - سنن الترمذى- المكنز - (2669 ) والصحيحة (718) وصحيح الجامع (6145) حسن

وانظر فتاوى الشبكة الإسلامية معدلة - (8 / 7584) -رقم الفتوى 59145 ثواب من ترك شهوة ابتغاء وجه الله

[30] - شعب الإيمان - (10 / 536)(7950 ) وسنن أبي داود - المكنز - (4780 ) ضعيف

[31] - شعب الإيمان - (8 / 432) (6051 ) صحيح

[32] - فتاوى واستشارات الإسلام اليوم - (14 / 455) -الثياب الضيقة للرجال

[33] - صحيح مسلم- المكنز - (5704 )

البخت : واحدتها البختية وهى الناقة طويلة العنق ذات السنامين

[34] - مجمع الزوائد - (8606 ) رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ .والموسوعة الفقهية الكويتية - (6 / 136)

[35] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (7 / 288) (21786) 22129- حسن

[36] - أخرجه مالك في الموطأ (1758) حسن

[37] - سنن أبي داود - المكنز - (4118 ) حسن -اصدع : شق -القبطية : ثوب من ثياب مصر رقيقة بيضاء

[38] - الموسوعة الفقهية الكويتية - (24 / 174) ومسند أحمد (عالم الكتب) - (6 / 729)(20034) 20287- صحيح

[39] - سنن أبي داود - المكنز - (4106) حسن لغيره

[40] - الموسوعة الفقهية الكويتية - (35 / 193)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ommah.forumegypt.net/forum
همسة
مديره المنتدى
مديره المنتدى
همسة


آداب اللباس Empty
مُساهمةموضوع: رد: آداب اللباس   آداب اللباس Emptyالإثنين 14 مارس - 0:25

شكرا لك على الاداب

جعله الله فى ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
آداب اللباس
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب وبنات دمياط  :: القسم الاسلامي :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى: