وجه أساتذة بالجامعات من بينهم أعضاء بـ«حركة 9 مارس واستقلال جامعة عين شمس» انتقادات حادة بسبب حالة الانفلات الأمنى داخل الحرم الجامعى، وتزايد حالات الاعتداء على المدرسين والطلبة، واعتبروها «مؤامرة منظمة هدفها عودة حرس الداخلية إلى الجامعة».
وفى المقابل رفض الدكتور حسين خالد، وزير التعليم العالى، فى تصريحات لـ«الشروق» ما وصفه بنظرية المؤامرة التى يعتمدها الأساتذة فى تحليلهم للانفلات الأمنى، وقال: «كل رؤساء الجامعات منتخبون، والمشكلة تكمن فى نقص التدريب وانخفاض ميزانيات قطاع الأمن المدنى بالجامعات».
وأضاف: «تدخل مرات عدة لدى المجلس العسكرى لتأمين جامعة أسيوط والقاهرة وطنطا، وقد استجابوا لمطلبى سريعا»، واستدرك: «وبالنسبة لجامعة حلوان لم يطلب منى رئيسها أى تدخل»، وتعهد الوزير ببحث المشكلة فى اجتماعات لاحقة مع رؤساء الجامعات سعيا لحلها.
وكانت الجامعات قد شهدت خلال الأسبوعين الماضيين محاولات اعتداء بالمدينة الجامعية بالقاهرة وتراشقا بالطوب من قبل بلطجية، وأعقبها موجات غاضبة من جامعة عين شمس بسبب «عدم تغيير الوجوه القديمة لحرس وزارة الداخلية واستبدالهم بأفراد بزى مدنى، فضلا عن اعتداء مسلح أخير بجامعة حلوان قبل يومين، أسفر عن إصابة مشرفى أمن بطلق نارى خرطوش فى عينه اليمنى، وآخر بطلق خرطوش فى قدمه.
ومن جانبه يؤكد الدكتور بجامعة حلوان يحيى القزاز، وعضو بـ9 مارس، أن ما يحدث الآن فى الجامعات هو جزء من ظاهرة عامة أساسها الإنفلات الأمنى، وأن الحكومة والبرلمان تفرغا لمصالحهما الشخصية، بدلا من اتخاذ اجراءات حاسمة لإعادة الأمن فى الشارع، وتساءل: «إذا فشل النظام الحاكم فى تحقيق الأمن للمواطنين، فكيف يحمى الدولة من الاعتداء الخارجى»؟ وقال القزاز إن ما تتعرض له الجامعات حاليا هو جزء من مؤامرة منظمة تهدف لعودة حرس الداخلية إلى الحرم الجامعى، وتتواطأ فيها إدارات الجامعات بإظهار عجزها عن التأمين، مشيرا إلى أن تعيين اثنين من اللواءات السابقين بالجيش، يهدد بعودة إنتاج النظام القديم.
وكشف الدكتور خالد سمير، نائب رئيس المجلس الاستشارى لوزير التعليم العالى، عن وجود ضباط بأمن الدولة المنحل فى الجامعة فى زى مدنى، وأضاف: «كنا نأمل فى حدوث تغيير شامل فى الجامعات بعد الثورة، إلا أننا لم نتقدم بل نرجع للخلف»، ورأى أن الحل فى الاستعانة بأفراد أمن مؤهلين وذوى كفاءة، ويتميزون بالأجسام الرياضية، قائلا: «الأمن لم يتغير، وجابوا شوية عمال وعينوهم فى الأمن، رغم أنهم غير مؤهلين لتأمين الجامعة وحماية الطلاب»، مقترحا تسليح أفراد الأمن المدنى أسوة بالجامعات المتقدمة فى الدول الغربية.
الاقتراح بتسليح أمن الجامعة فكرة رفضها بشدة الدكتور عمرو الشلقانى، منسق حركة استقلال عين شمس، قائلا: «هذه دعوة للمواطنين بحمل السلاح لحماية أنفسهم وهى دعوة تحمل خطورة كبيرة»، مشيرا إلى أن الدولة هى المسئول الأول عن تأمين الجامعات، فيما اقترح تعاقد الجامعات مع شركات أمن خاصة، وأن يتم وضع ميزانية مخصصة لذلك، فضلا عن تواجد قوات من الشرطة والجيش فى محيط الجامعة وليس داخلها، بهدف سرعة الاستجابة فى حالة وقوع أى حادث أو أعمال شغب.
وأعلن الدكتور علاء فايز، رئيس جامعة عين شمسن عن طرد ضابط بالأمن الوطنى يدعى شريف أثناء وجوده داخل الجامعة منذ أيام، وأضاف: «نمنع تواجد أى ضباط من أمن الدولة داخل الجامعة»، وعن زيادة أفراد الأمن قال: «نستعين بأفراد أمن المستشفى التخصصى، ولا نستطيع التعاقد مع شركات أمن خاصة بسبب التكلفة العالية».
وقال محمد إسماعيل، مشرف أمن بجامعة حلوان، إن حرم الجامعة قطعة من مصر ولابد من تأمينها، مطالبا الجهات الأمنية بتحمل مسئوليتها، وقال: «مهمتنا هى تأمين منشآت الجامعة والمعامل والكنترولات ومتعلقات الطلاب، وأدعو إدارة الجامعة إلى توفير سيارات للمرور داخل الحرم للتأمين، خصوصا أن مساحة جامعة حلوان 350 فدان».