p>
«عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس فى سبيل الله»، هكذا بدأ «أبوهلال» حديثه عن دوره فى حراسة المداخل الشمالية لمدينة إدلب، فالرجل فقد شقيقه وأصدقاءه فى إحدى المداهمات التى شنتها قوات بشار الأشد على المنازل، وانضم إلى الجيش الحر قبل 6 شهور من بدء الثورة المسلحة.
أضاف «أبوهلال»، لـ«المصرى اليوم»: «نقف هنا لحماية أهالى المنطقة، فكثيرا ما تعرضنا للأخطار، والخطر هنا دائم، فقد مرت منذ قليل سيارة للشبيحة، وأطلقت النار من رشاشات متطورة، ولم نستطع القبض عليهم».
وتابع: «من يتعامل معنا بالسلاح نتعامل معه بالسلاح، وهناك سيارات نشتبه فيها من بعيد، ونستعد لها مع الشباب المختبئين بالقرب منا، ونوقفها للتفتيش، لضمان عدم دخول سيارات الشبيحة إلى قلب المدينة وسط المساكن، ومن يبادر بإطلاق النار نقتله» وقال: «ما حاسبين حساب إلا لله، ما خايفين من الدبابات ولا من الجيش، نحنا فى انتظار مجىء الجيش، إحنا معانا الله وهم معهم حديد، نحنا بنحرس الأحياء والبيوت، واللى بيطلق النار بنطلق عليه النار».
أما «أبوعبده»، أحد الحراس، فقال: «أخوى باع غنماته عشان نشترى البندقية الخفيفة اللى معايا، بحرس الأحياء بيها من الشبيحة والدبابات إذا جاءت، والطلقة الواحدة كانت بـ 20 ليرة، وأصبحت الآن بـ210 ليرات ومش لاقيينها، ما بيجينا دعم من أى جهة نهائيا، وبنبيع ما نمتلكه عشان ندافع عن أعراضنا وأطفالنا».
وعن عدد الحراس الذين يشاركون فى مهمات الحراسات الليلة، قال: «هناك الكثير من الناس يريدون الانضمام إلينا لكنهم لا يمتلكون الأسلحة، وهناك حرب لشراء الأسلحة، من السوق السوداء فالنظام لا يريد أن يتوفر لدينا السلاح لمواجهته». وقاطعه «سهيل»، أحد ضباط الجيش المنشقين، قائلا: «ما لنا غير الله، الضمير العربى كله ما بيتحرك، كام شهيد يريدون عشان يتحركوا، ما الرقم المطلوب حتى يتحركوا وينقذونا، كلهم خايفين من إيران ومن حزب الله، إحنا راح نموت وإحنا صامدين وراسنا مرفوعة، شهداؤنا على الجنة وقتلاهم فى النار».
وأضاف «سهيل»: «إحنا فى سوريا بنحارب عن كل العرب والمسلمين، بنواجه المد الشيعى، والمساندة الإسرائيلية للنظام السورى، وهذا النظام بيحاربنا بالطائفية، وبيروج لهذه الفكرة فى وسائل الإعلام، لكنه لا يقول إن الضباط العلويين فى الجيش يقومون بإهانة العساكر السنة ومن غير المسموح لهؤلاء العساكر بالترقية، فدائما القادة من العلويين، وهم من قاموا بإعدام عدد كبير من زملائنا فى الجيش حتى قبل الثورة».
أما انتشار الأسلحة فى أيدى الشعب وتخوف الدول العربية والغربية من ذلك، فقال: «بمجرد سقوط النظام وانكفاء آلة حربه عنا، سنسلم أسلحتنا للسلطات الجديدة، لن نقتل سورياً خرج للمطالبة بالحرية مثلنا، ولن نرفع السلاح فى وجه بعضنا، الدليل على ذلك أننا حتى فى الحراسة الليلية وعلى الرغم من خطورة وقوفنا فى مواقعنا إلا أننا لا نطلق النار إلا على من يطلق النار علينا».
وقال «صهيب»، أحد المنتمين للحركات السلفية الذين بادروا بحمل السلاح للحراسة مع باقى الثوار: «نعانى فى البلاد من الفساد والتفرقة العنصرية، والطائفية التى يمارسها النظام ضد السنة، والتعذيب الذى لاقيناه بعد اعتقالنا لمجرد أداء صلاة الفجر فى أحد المساجد». وأضاف: «سنسلم الحكومة الجديدة جميع أسلحتنا بعد سقوط نظام الأسد، فقد حملناه لهدف واحد هو الدفاع عن النساء والأطفال والشيوخ العاجزين، ولن يرفع فى وجه السوريين حتى من يخالفوننا فى الرأى والتوجه».
كانت الساعة تشير إلى الواحدة صباحا، واشتد البرد على الحراس، لكنهم استمروا فى مواقعهم، بينما واصل عدد آخر عمل بعض الحفر على مداخل الشوارع المتسعة لوضع الألغام اليدوية لتفجير الدبابات، التى يمكن أن تداهم الحى ليلاً.
وقدر أيهم الكردى، أحد المنشقين عن جيش الأسد، مقيم حاليا فى مخيم للاجئين السوريين بمدينة أنطاكيا التركية، عدد أفراد الجيش الحر فى مختلف المحافظات السورية بأكثر من 70 ألف مقاتل، مشيرا إلى أن التواصل فيما بين الكتائب الحرة فى المحافظات لايزال صعبا بسبب انقطاع الاتصالات