يرى السينمائي الأميركي أوليفر ستون أن الولايات المتحدة لا تعيش في ظل
حكم ديمقراطي حتى في عهد الرئيس الحالي باراك أوباما, مستنكرا فوضى وول
ستريت والنزعة الأميركية إلى الحروب ولا مبالاة مواطنيه حيال بقية العالم.
وأضاف -في مؤتمر صحفي عقده في الجزائر- أنه على الغاضبين الأميركيين
المناهضين لوول ستريت أن ينقلوا احتجاجاتهم على أوساط المال في نيويورك إلى
واشنطن حيث سيكون تأثيرهم أكبر.
وأبدى ستون -في ضيافة "مهرجان الفيلم الملزم" في العاصمة الجزائرية- صدمته
"لكون المال موضع عبادة لدى الأميركيين", بالإضافة لعواقب الأزمة.
وأشار مخرج فيلمي "وول ستريت" (1987) و"وول ستريت موني نيفر سليبز" (2010)
إلى أن الطبقة المتوسطة هي الضحية الكبرى للأزمةالراهنة، إلا أن شيئا لا
يمكنه أن يزحزح النظام الأميركي، على حد قوله.
وندد المخرج "بثلاثين عاما من الأكاذيب" مع حرب فيتنام التي ألهمته فيلمه
"بلاتون" (1986), موضحا أن الأميركيين عاشوا مع فكرة أن "الشيوعية ستهيمن
على العالم" لكنها انهارت في العام 1989 مشددا على أن حياته "أفسدت" عندما
شارك في الحرب.
وقال إنه اكتشف بعد ذلك "الواقع ولا سيما النفوذ العسكري الصناعي الأميركي" مؤكدا "أنه نظام سيدمر العالم".
وردا على سؤال عن الدعم الأميركي لإسرائيل، قال ستون "لا يمكن الحديث عن
ذلك في الولايات المتحدة, لأن المال ووسائل الإعلام ومجموعات الضغط قوية
بشكل يؤدي إلى عدم ظهور الحقيقة".
ويحكم المخرج البالغ 65 عاما بقسوة على مواطنيه معتبرا أن "الأميركيين لا
يهتمون كثيرا بمشاكل الخارج ولا يتعاطفون مع مشاكل الآخرين".
ويرى أن الصحافة في بلاده تغيرت منذ انتهاء حرب فيتنام, "وأنها تغيرت
وباتت الآن فاسدة إلا أني متفائل ومقتنع أن الأمور قد تتغير مجددا".
وينجز ستون حاليا فيلما وثائقيا من عشر ساعات بعنوان "ذا أنتولد ستوري أوف
ذا يو إس" (تاريخ الولايات المتحدة غير المحكي) الذي ينتظر صدوره في
مايو/أيار المقبل فضلا عن فيلم "سافيدجيز" الذي يروي روابط شباب من
كاليفورنيا مع كارتل المخدرات في تيخوانا المدينة المكسيكية الواقعة عند
الحدود مع ولاية كاليفورنيا.