أكد الدكتور محمد سليم العوا، المرشح المحتمل للرئاسة، أن الإصابات تتزايد
فى ميدان التحرير، بسبب الكر والفر مع الشرطة والجيش، مشيراً إلى أن الشباب
الموجود فى الميدان الآن، مهما كان التصنيف الحكومى، فهم أبناء مصر، ورغم
ذلك يعاملون كأعداء بالرصاص والخرطوش.
وأضاف العوا، خلال لقائه بالإعلامية منى الشاذلى، فى برنامج العاشرة مساء
على دريم2، أن سبب الأزمة من البداية هو اعتصام 200 من مصابى الثورة فى
ميدان التحرير، احتجاجاً على عدم تحصيلهم الحقوق المادية والمعنوية من
الصندوق الخاص بهم، حيث تواجدوا فى الميدان قبل أسبوع مضى، وتم العدوان
عليهم، مما دفع المصابين لطلب النجدة من ذويهم وأصدقائهم فتتطورت الأحداث
لما يشهده الميدان الآن من معارك دامية، رغم أن الاعتصام السلمى مكفول لكل
إنسان ولا يجوز للشرطة أو الجيش قمع الشباب المعتصم.
وانتقد العوا أداء المجلس العسكرى، حيث وصف أعضاءه بأنهم "قليلو الخبرة
وعديمو التجربة"، حيث أغلق فى عهدهم 1000 مصنع وسيتم تسريح 3000 عامل من
أحد المصانع فى نهاية ديسمبر القادم، ويسيرون بنفس طريقة مبارك فى اتخاذ
القرارات وأساليب تهدئة الشارع والتباطؤ فى القرارات قائلا، "لا أحب إسقاط
المشير الآن، كما يطالب شباب التحرير، لأن المجلس العسكرى يمثل مفاصل مصر
الآن".
وقال العوا، "رأيت الشرطة تمسك بهراوات غليظة وتنهال على مصابى الثورة،
والعنف من الداخلية وبعدها الشرطة العسكرية لا يجوز السكوت عليه، فالساكت
مسئول وسيحاسب يوم القيامة، وكل نفس بما كسبت رهينة"، مؤكداً وجود حالة من
انعدام الرؤية لدى كافة الحركات السياسية القديمة والجديدة، حيث تتحمل جزءا
كبيرا من مسئولية هذه الأحداث، نتيجة تفاوضها مع المجلس العسكرى لتأجيل
الانتخابات، بحجة عدم اكتمال الكيانات السياسية.
ونفى العوا تقديمه رسائل "تحميسية" الجمعة الماضية، وإنما اقتصر فقط على
عرض مطالب الشعب بإسقاط وثيقة السلمى وإعلان الجيش موعد تسليمه السلطة،
والسبت ذهب للميدان للتحقق من المعلومات التى وردته بشأن أعداد المتظاهرين
التى وصلت حينها إلى أكثر من 250 ألف مصرى، أما يوم الأحد فلم يفعل سوى
إدانة الأحداث والاتصال ببعض المسئولين للوصول لحل ينقذ هؤلاء الشباب من
العنف، مشيرا إلى أن اللوم لا يوجه له كمرشح للرئاسة وإنما لبعض القوى التى
تسببت فى إطالة عمر المجلس العسكرى فى السلطة.
وقال العوا، "اتهمت أنى مرشح الإخوان ثم الوطنى المنحل وبعدها رجال الأعمال
الفاسدين، وأخيرا المجلس العسكرى، الذى غيرت رأيى فيه عندما لم يصدق وعده
بشأن إجراء الانتخابات فى سبتمبر الماضى، وغموض موقفه الدائم من تسليم
السلطة، حينها أوقفت حملتى الانتخابية، لحين إعلان نواياهم الحقيقية".
واقترح العوا "روشتة" للخروج من الأزمة، بإحالة رجال الشرطة والجيش الذين
اعتدوا على المتظاهرين للمحاكمة وحماية حق الاعتصام السلمى وإخراج صورة
تأمين الانتخابات للعلن، وإعلان موعد نهائى باليوم لتسليم المجلس العسكرى
السلطة، مؤكدا أنه بصدور مثل هذه القرارات سيخلو التحرير فورا وتنتهى
الأزمة فى كافة المحافظات، داعيا أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن
يفيقوا ويسمعوا صوت العقل.