أصدر السيد البدوى رئيس حزب "الوفد" بيانًا إلى الأمة، شدد فيه على رفضه
لكل المحاولات المدفوعة الأجر لإجهاض الثورة وإحداث الفوضى وإسقاط الدولة،
متهمًا فى أول تعليق له على أحداث التحرير، أعداء مصر في الداخل والخارج
بمحاولة إجهاض الانتخابات التشريعية التى تبدأ الإثنين المقبل بهدف إيقاف
عجلة الديمقراطية وقطع الطريق على مصر لتصبح أكبر دولة ديمقراطية في
المنطقة.
وحذر رئيس حزب الوفد، كل أعداء الديمقراطية في الداخل
والخارج، بقوله "إن المارد المصري قد استيقظ وأن قطار التحول الديمقراطي
قد أنطلق ولاسبيل لإيقافه وأن ملايين الدولارات التي تدفع للعملاء
والخونة والمحرضين سواء كانت من أمريكا أو من دول أخرى لايمكن أن تشتري
شعباً بثقافة وحضارة وتاريخ الشعب المصري وسوف تفضحهم الأيام وسوف يتوارى
هؤلاء العملاء والخونة خوفاً وخجلاً".
وجدد البدوى، فى الوقت
نفسه رفض حزبه لكل أنواع الكهنوت الديني منها والعسكرى، وشدد على أن
الطريق الوحيد الآن هو إجراء الانتخابات في موعدها مهما كان الثمن ومهما
كانت التضحيات، مستهجنا الدعوة إلى تشكيل حكومة جديدة، بقوله "ليس أمامنا
رفاهية معاودة الكرة من جديد بالدعوة لحكومة جديدة مهما كان مسماها فلم
يعد الوطن أو الوقت يحتمل حكومة جديدة قد تفشل وقد لا تفشل ولم يعد أمامنا
من الأيام ما يستدعى ذلك فبعد 40 يوماً من الآن سوف تفرز أصوات الناخبين
حكومة سياسية مكلفة بقوة الناس يسألونها ويراقبونها ويحاسبونها وهي حكومة
الإنقاذ الوطني الوحيدة التي ستأتي بصوت الناس وانعكاساً لإرادتهم
ورغبتهم".
وأضاف "أن مصر الغالية تحتاج منا اليوم أن تكون طاقة
الغضب والاستياء منتجة وليست هادمة خاصة وأن مصر تعيش حالة من الاستهداف
الداخلي والخارجي لكسر إرادتها والقضاء على إنجازات ثورتها والإبقاء عليها
تابعة مأمورة لا قائدة وزعيمة، لا نناشدكم اليوم مجلساً عسكرياً أو حكومة
بل نناشدكم كمصريين احموا الأمل والملاذ والاختيار الوحيد وهو صندوق
الانتخابات الذي يصر البعض في العلن والخفاء أن يبقى بعيداً".
وخاطب
المصريين، قائلا "احموا أصواتكم في مواجهة بلطجة الفكر والفعل وفي مواجهة
دعاوى التشتت والانقسام التي يكررها البعض عن حسن نية ويستغلها آخرون
بسوء نية.. احموا أصواتكم ضد كل من يرغب في وأد حلمكم وإسكات أصواتكم أو
من يرغبها صرخات في وادِ بعيد".
وتابع "يبقى الانتخاب هو الضامن
الوحيد لكل مطالب التغيير ويبقى صوت الناس هو وحده القادر على تحقيق
التطهير والتحول من المرحلة الانتقالية إلى مرحلة الشرعية حيث دستور جديد
ورئيس منتخب ويبدأ تحقيق الحلم المصري الذي سالت من أجله الدماء الذكية".
وزاد
"في صباح اليوم التالي لأحداث التحرير تتردد المشاهد المتلاحقة وكأنها
كابوس يتكرر في وقت غابت فيه الدولة وسادت شريعة القوة والبلطجة محل
القانون وسيادته. وإذا كان ما يحدث الآن قد تكرر في مرات سابقة إلا أننا
اليوم نمر بمرحلة مختلفة اختلافا جوهرياً فمصر على بعد أيام محدودة من
انتخابات المرحلة الأولى والمقرر لها يوم الاثنين المقبل.. تلك الانتخابات
التي يحاول أعداء مصر في الداخل والخارج إجهاضها لأنهم يعلمون جيداً أن
نجاح هذه الانتخابات يعني دوران عجلة التحول الديمقراطي .. يعلمون جيداً أن
مصر سوف تصبح أكبر دولة ديمقراطية في المنطقة وهو ما سوف يذلذل عروش
ويهدد كيانات .. يعلمون جيداً أن الديمقراطية هي سر قوة الشعوب سياسياً
واقتصادياً وعسكرياً وهذا ما لن تقبله أمريكا لمصر دفاعاً عن الكيان
الصهيوني .. يريد أعداء مصر دفع الوطن إلى حالة من الفوضى والصراع السياسي
والطائفي والفئوي كي تتردى الأوضاع الاقتصادية والسياسية وتنهار الدولة
وتصبح عراقاً جديدة".
وخاطب الناشطين والناخبين، قائلا "اليوم يوم
الوطنية المصرية.. يوم الحفاظ على الثورة المجيدة.. يوم الدفاع عن
استقرار وسلامة وأمن مصر.. يا كل متظاهر غاضب من ممارسات خاطئة عليك أن
تؤمن طريقك وطريق إخوانك إلى صندوق الانتخابات يوم الاثنين القادم.. يا كل
شاب وشيخ وامرأة غاضب وخائف من اختطاف الثورة عليك أن تختار التحرير عبر
صندوق الانتخابات . إن كل المشاهد السابقة وما رأيناه من تكرارِ لأخطاء
وغياب للرؤية واختفاء للعمل السياسي لن تنتهي إلا بضمان إتمام العملية
الانتخابية وذهاب المصريين لتقرير مصيرهم ومصير وطنهم عبر صندوق
الانتخابات".