أكثر ما يسىء إلى حزب الوفد هو رئيسه السيد البدوى.. فإن تحدث أساء إلى
السياسة ومن يمارسها، وبالطبع إلى حزب الوفد الذى كان حزبا سياسيا قبل
تولى البدوى رئاسته.
فالسيد البدوى يمارس السياسة.. وكأنها شركة خاصة أو بيزنس يمارس من
خلاله، يمنح هبات وعطايا فى مقابل الحصول على الأرباح الكبيرة.. لا يهمه
إذا كان ذلك مشروعا أو غير مشروع.
لقد أصبح الوفد على يديه من أسوأ الأحزاب.. وأصبح حزبا للفلول، ليس
لأنه ضم فى قوائمه فلولا من الحزب الوطنى أو ضباطا للمباحث وأمن الدولة
ليس لخلفيتهم السياسية أو الاقتصادية، وإنما باعتبارهم أصدقاء له.
لقد دخل السيد البدوى إلى عالم السياسة من خلال حزب الوفد للتكسب
والبيزنس .. ويعلم الكثير من الوفديين الأصليين كيف دخل البدوى إلى الوفد،
قادما من طنطا بعد إدارته صيدلية صغيرة هناك.. فأصبح من أصحاب المليارات
وتاجرا للأدوية وشريكا لشخصيات مجهولة وممولا من أطراف أخرى.. ولا مانع
من الدخول فى شراكة جديدة فى عالم الفضائيات والعلاقات مع الوسط الفنى..
فهو سيخدم سياساته وأعماله الخاصة التى تجرى فى الخلفيات.
فهو ليس رجل سياسة.. ولن يفلح.. لأن همه الذى تربى عليه كيف يقطف
الثمار سريعا.. ويخيل له الآن أن مصر بعد الثورة أصبحت سهلة واختلط فيها
الحابل بالنابل فى ظل الثورة العظيمة التى قامت على دماء ألف شهيد من
غلابة البلد وآلاف الجرحى، فى الوقت الذى كان فيه يعقد الصفقات ويستجيب
لأى دعوات من السلطة حرصا على أعماله وبيزنسه الخاص.. يخيل إليه الآن أنه
يستطيع أن يقطف ثمار الثورة وقبل أن تنضج، وأنه يستطيع الحصول على عشرات
المقاعد فى البرلمان، وهو الذى لم يكن يحلم بذلك فى أثناء حكم مبارك
المخلوع، خصوصا أنه كان خاضعا للنظام ومن الموالسين له رغم ارتدائه لباس
المعارضة!!
والسيد البدوى هو أول رئيس لحزب الوفد يذهب فور توليه المسؤولية إلى
أمين عام الحزب الوطنى «الفاسد والمنحل» صفوت الشريف، فى مكتبه لتقديم
فروض الولاء والطاعة.
إنه يأتى الآن ويدعى أنه أحد أسباب الثورة.. وناقص يقول إنه بطلها!!
بل وصلت به الفجاجة إلى أن يقول الآن: «لا يستطيع أحد المزايدة على دور
الوفد -يقصد دور السيد البدوى- فى إشعال ثورة 25 يناير، وكان الحزب
الأول الذى أعلن مقاطعته انتخابات 2010»، راجع حواره مع جريدة «الوفد»
12/11/2011.
والله يخيبك يا راجل.. فالكل يعلم أن حزب الوفد هو الذى خرج على
الاجماع الوطنى ومعه جماعة الإخوان المسلمين فى مقاطعة الانتخابات لتعرية
نظام مبارك وفضحه أمام العالم كله بأنه نظام معزول من شعبه.. وقد رحب
الحزب الوطنى الفاسد والمنحل ورجاله بما فعله البدوى فى الوفد من إصراره
على المشاركة فى الانتخابات -ومعه جماعة الإخوان التى كان يطلق عليها
النظام المخلوع الجماعة المحظورة- واعتبر ذلك عملا وطنيا للمشاركة فى
تزوير إرادة الناخبين.. ولا يعفيه من ذلك انسحابه فى الإعادة بعد كشف
الرأى العام مدى التزوير الذى مورس فى الجولة الأولى.. وقد خرج بقرار
الانسحاب بعد ضغوط عليه من داخل الحزب وخارجه.. أما هو فلم تكن تفرق معه..
فقد كانت تسانده علاقاته بالنظام القديم.. ورئيس جهاز أمن الدولة المنحل
المحبوس حاليا فى طرة على ذمة قضية قتل المتظاهرين.
وقبل كل ذلك تقديمه، مجانا وبلا مقابل، هدية للنظام متمثلة فى جريدة
«الدستور» التى اشتراها مع تابعه رضا إدوارد لكى يتخلص النظام من صداعها.
الغريب أنه يدعى الآن أن النظام السابق مارس عليه طرقا مختلفة من
الترغيب والترهيب لإثنائه عن قراره بالانسحاب من الانتخابات.. ما هو انت
شاركت من البداية يا دكتور!!
ولعل الأكثر غرابة أن يأتى الآن الدكتور السيد البدوى ليقول اكتشفنا
«ميليشيات إلكترونية» تعمل ضد الوفد لضربه فى الانتخابات القادمة!!
يا راجل حرام عليك.. ضرب الوفد فى الانتخابات القادمة وبميليشيات
إلكترونية.. وأنت صاحب تلك الميليشيات، التى أطلقتها على موقع «الدستور
الأصلى» الذى كشف عارك للناس جميعا وليس فى الوفد فقط.. وهو ما جعل
أصدقاءك يتجنبون الكلام فى جريمتك، حتى إنك تطلب فى أى مقابلة معك صحفية
أو تليفزيونية، أن لا يتم سؤالك عن جريمتك تلك.
فالسيد البدوى هو أحد قامعى الحريات فى مصر ولم يقم حتى الآن بالوفاء
بتعهداته التى قطعها على نفسه أمام نقابة الصحفيين، بخصوص حقوق الصحفيين
الذين تركوه ولم يشاركوه فى مهزلة بيع «الدستور» للنظام السابق.
فهل يأتى الآن السيد البدوى ليدافع عن حقوق المصريين جميعا.. وناقص يقول إنه مفجر الثورة؟
يا دكتور السيد البدوى إن حزب الوفد لم يعد أبدا حزب الوطنية المصرية، إنما هو حزب السيد البدوى للأعمال الخاصة وغيرها!!