أدانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اشتباكات يوم الأحد
الدامي التي وقعت بين المتظاهرين الأقباط وقوات الجيش والشرطة بمنطقة
ماسبيرو؛ مضيفة أنها بدأت تشعر أن القيادة العسكرية في مصر بدأت تفقد
السيطرة على زمام الأمور؛ مشيرة إلى أحداث الهجوم على السفارة الإسرائيلية
وكيفية التعامل مع تلك مشكلة وأضافت أن الأمور بدات تفلت من أيديهم وهم
الىن يحاولون إعادتها إلى نصابها عبر المضي قدما في خطتهم للانتخابات؛ وذلك
في حديث لها مع وكالة رويترز للأنباء.
وأوضحت أنها تحدثت مع وزير الخارجية المصري عمرو في الثانية صباحا من
ذلك اليوم لتسأله عما يحدث؛ واجابها بأن البلطجية قاموا بالهجوم على
السفارة الإسرائيلية، وأنه يتم التحقيق في كيفية حدوث الأمر ولكنها طالبت
بأن يتم إجراء تحقيق شامل؛ مؤكدة على أهمية بذل مزيد من الجهد لحماية جميع
سكان مصر وخاصة الأقليات.
وأشارت إلى أن "على الرغم من أن الأقباط يشكلون أقلية كبيرة جدا ويقدر
عددهم بنحو 10 ملايين، فيجب أن يكون لديهم الحق في التجمع السلمي وحماية
تلك التجمعات، وحماية حقهم في العبادة وذلك عبر تقعيل قانون دور العبادة
الموحد فيما يتعلق ببناء المساجد والكنائس، ووضع حد للتمييز ضد الأقباط.
واعتبرت أن أحد أهم المشكلات الرئيسية التي تواجه مصر هي حل جهاز الشرطة
ورفض الجيش لأن يحل محلها، ونصحت بضرورة الإسراع في إعادة بناء جهاز
الشرطة مرة أخرى؛ لأن ذلك من شأنه استعادة القانون والنظام وحماية حقوق
الناس، وهو الدور الذي الجيش القيام به؛ لكنه يمثل أرضا جديدة لم يطأها من
قبل؛ ولذلك فهم يمضون قدما في تنفيذ الجدول الزمني الذي وضعوه ونحن ندعم
ذلك بقوة؛ لكن الوضع لا يزال هشًا.
وفي سؤال حول المطالب بإلغاء قانون الطوارئ، اعتبرت أن الأمر يحتاج
لبعض التعقل حيث تسلم المجلس العسكري السلطة في ظل غياب تام لقوة الشرطة،
وهم يحاولون السيطرة على حالة الانفلات الأمني والمجرمين المنتشرين في
الشوارع؛ لأن الأمر لا يقتصر على الأحداث الرهيبة التي رأيناها خلال عطلة
نهاية الأسبوع، ولكن هناك غياب للقانون والنظام، كما أنهم لا يسيطرون على
الكثير من الأحياء والمدن.. إنهم يعانون مشكلة حقيقية؛ حيث أنهم يحاولون
فعل شيء لا يجيدونه؛ مما اضطرهم للتراجع عن إلغاء قرار إنهاء العمل بقانون
الطوارئ؛ لأنهم لا يعرفون حتى الآن كيفية القيام بذلك.
وأكدت أن واشنطن في حديثها للقيادة في مصر كانت دائما تواصل القول " يجب
عليكم القيام بأمور عدة في نفس الوقت، مثل التحرك لإعادة تشكيل قوات
الشرطة، التي يجب أن يتم تدريبها على احترام حقوق الشعب؛ كما يجب إنهاء
العمل بقانون الطوارئ، مع تمرير قوانين أخرى يتم وضعها بطريقة ملائمة".
وفي حديث آخر لوكالة الأسوشيتد برس؛ أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية
هيلاري كلينتون عن مخاوفها إزاء اندلاع العنف في مصر وخاصة ما وصفته بأنه
يبدو ذو طابع طائفي، مشيرة إلى أنها تحدثت مع وزير الخارجية المصري محمد
عمرو، الذي أكد لها أن التحقيقات مستمرة، وأنهم يتفهمون جيدا في الحكومة
المصرية، كما صرح رئيس الوزراء من قبل في وقت سابق، أن عليهم: أولًا معرفة
ما حدث، وثانيًا اتخاذ خطوات لمنع تكرار ذلك مرة أخرى.
وأكدت أنها ركزت أيضًا على اثنين من القوانين التي من شأنها أن تعطي
حقوق معينة للأقلية القبطية المسيحية، لتكون قادرة على بناء الكنائس، وهي
القوانين التي يتم دراستها؛ لكنها لم تمرر حتى الآن.
وأضحت كلينتون أنها تحدثت في مناسبات عديدة مع وزير الخارجية المصري؛
إحداها كانت في منتصف الليل خلال الهجوم على السفارة الإسرائيلية، وانه كان
مستجيبًا لأقصى حد، وصريحا للغاية عندما أوضح أنهم لا يملكون معلومات حتى
الآن حول كيفية حدوث كل هذا وكيف خرج الأمر عن نطاق السيطرة.
وقالت كلينتون إنها تحدثت مع الوزير أيضًا عن الدور الذي لعبه إعلام
الدولة الرسمي الذي كان ينفخ في النيران، وما لدينا من المعلومات بأن
التليفزيون الرسمي كان يبث تصريحات مثل: اخرجوا لحماية الجيش؛ وهي كلها
أشياء غير ذات فائدة؛ فأوضح أنهم على بينة من ذلك، وأنهم يواجهون الأمر.