فقدنا ثلث الإحتياطي المصري في عدة شهور و الإقتصاد ينزف لغياب الأمن" ،
كانت هذة أولى كلمات الدكتور "محمد البرادعي" ، المدير العام السابق
للوكالة الدولية للطاقة الذرية في لقاءه ببرنامج "الحياة اليوم" أمس -
الخميس - مطالبابإعادة هيكلة الأمن.
وفي وصف مبسط لمرحلة الانتقالية
، أوضح البرادعي قائلا: "أن مصر تعيش الآن في شقة مفروشة لحين بناء بيتها
الجديد الذي سيستمر ٥٠ عاما أخرى و لايصح أن أتعجل في وضع و بناء أساسات
هذا البيت من "خرسانة و مونة" ، و لن نشعر بثمار الثورة قبل عامين من
الآن".
و طالب البرادعي خلال المرحلة الانتقالية بوضع برنامج تحفيزي
يلبي احتياجات الفلاحين و العمال و العديد من فئات المجتمع لتحقيق جانب
من العدالة الاجتماعية لحين انتهاء المرحلة الراهنة ، و كان يجب على
الحكومة الانتقالية القيام بذلك و لكن هذة الحكومة الآن مغيبة في ظل عدم
وجود صلاحيات لها.
و قال البرادعي : "ضيعنا سبعة أشهر منذ اندلاع
الثورة في ظل سوء إدارة المجلس العسكري للمرحلة الحالية و لكن ثورتنا ستنجح
رغم وجود بعض المطبات و علينا التعلم من أخطاء الآخرين" ، و نفى البرادعي
أن يكون لديه أي تخوف من بقاء العسكري في السلطة ، مؤكدا أن الدعوات التي
تطالب بإسقاط القوات المسلحة عاطفية غير عقلانية.
و أعلن البرادعي
عن تقبله لأي منصب حتى و إن لم يكن رئيسا للجمهورية يمكن من خلاله مساعدة
مصر خلال هذة الفترة شريطة إعطاء صلاحيات يمكن من خلالها العمل كفريق
لإنقاذ البلاد و النهضة بها.
واعتبر البرادعي أن لقاء الأحزاب
بالعسكري أفقد غالبية الشعب المصري في الطبقة السياسية التي ظهرت بدون
رؤية ، مؤكدا بأنه لا يوجد حزب أو فصيل سياسي يتحدث الآن عن حق الفلاحين في
توفير تقاوي لهم أو قانون نقابات للعمال بما يحقق عدالة اجتماعية.
وبدأ
الشعب كذلك يفقد الثقة في الثورة لإنه لم يجد منها غير السلبيات في ظل سوء
الإستشارات التي يتلقاها المجلس العسكري لسير المرحلة الانتقالية ووصف ذلك
قائلا : "وكأن العسكري معاه بطاطس بتغلي ومش عارفين يعملوا بيها إيه".
و
تسائل البرادعي عن سبب قيام العسكري بتعديل نظام الانتخابات بما يخالف
إرادة القوى الوطنية ، فنظام الثلث الفردي الذي تم إقراره من العسكري سيعطي
الفرصة لعودة رأس المال و العصبيات في القرى المهمشة و الحل الوحيد هو
انتخابات بقائمة واحدة توافقية حتى يكون الشعب المصري ممثل في البرلمان.
و
طالب البرادعي نبذ التعصب على أساس الدين أو القبليات أثناء حوض
الانتخابات البرلمانية قائلا : "لو مدخلناش الانتخابات كمصريين فقط و ليس
كمسلم من الدرجة الأولى أو الثانية هنخسر كلنا فالدين لله و الوطن للجميع" ،
و أكد البرادعي أنه لو بيده لأرسل ألف داعية إسلامي من الأزهر الشريف حتى
يكونوا محمد عبده بإسلامه المستنير و يمكن من خلالهم أن تتغير مصر
بالكامل.
وفي
رده عن سبب مطاردة الحزب الوطني المنحل له ، قال البرادعي : "لإنى لم أخرج
من رحم النظام و ما أخدتش منهم حتة أرض ولم يجدوا لديهم ملفات ضدي" ، و
فيما يتعلق بإنشغال البرادعي بالتواصل الإلكتروني مثل تويتر أكثر من
التواصل المجتمعي ، رد قائلا : "أنا بعمل حاجات كتير بس مش بعلن ده لإني في
الآخر عايز أخدم بلدي فلم أعلن مثلا عن زيارتي منذ أيام لوزير التجارة
البريطاني
مع ٣٥ شركة بريطانية لدراسة فرص الاستثمار في مصر ، و لا أفكر كثيرا في
انتخابات الرئاسة أكثر من مساعدة بلادي وهو ما جعلني أقوم بتجميد الحملة
الانتخابية منذ أربعة أشهر".
و عن تحركاته الميداينة المقبلة ، أوضح
أنه قام بإلغاء موعد لتسلم جائزة من الإتحاد الأوروبي فى ١٣ أكتوبر الجاري
لرغبته في البقاء في مصر و الإنشغال بما يطرح من قضايا راهنة ، مؤكدا
قيامه بزيارة لدولة تونس خلال شهر نوفمبر القادم.
و تعليقا على
محاكمة مبارك ، قال البرادعي : "لو كان مبارك غادر البلاد في ١١ فبراير
لأراح و إستراح و لكنه كان معتقد في عودته مرة أخرى و لكن المفارقة أن
مبارك يحاكم في محاكم مدنية و شباب الثورة يحاكموا في محاكم عسكرية".