وصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى أفغانستان يوم الثلاثاء لانجاز اتفاق يحدد
ملامح العلاقات المستقبلية معها وقام بالزيارة التي لم يعلن عنها من قبل تحت جنح
الظلام في الذكرى السنوية الاولى لمقتل اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.
وبعد فترة قصيرة من وصوله وقع أوباما والرئيس الافغاني حامد كرزاي اتفاق
المشاركة الاستراتيجية الذي يحدد الدور الامريكي المستقبلي في أفغانستان ويشمل ذلك
المساعدات ودور المستشارين في الوقت الذي يحاول فيه طمأنة الافغان بخصوص عدم التخلي
عنهم عند رحيل أغلب القوات القتالية التابعة لحلف شمال الاطلسي في 2014.
وهبط أوباما من طائرته في قاعدة باجرام الجوية شمالي كابول واستقل طائرة
هليكوبتر بصحبة كبار مساعديه ليقابل كرزاي في قصره في العاصمة الافغانية حيث وقعا
اتفاق المشاركة الاستراتيجية وتصافحا.
وقال أوباما لكرزاي "تكاليف الحرب كانت هائلة بالنسبة لبلدينا."
ويبدو أن زيارة أوباما تستهدف الداخل الامريكي بقدر ما تستهدف الافغان.
وفيما يتعلق بالناخبين الامريكيين سعى اوباما للاشارة الى أن الدور القتالي
الامريكي في أفغانستان يقترب من نهايته وتذكيرهم في الوقت نفسه بالغارة التي شنتها
قوات أمريكية خاصة في مايو ايار 2011 في أفغانستان وقتلت فيها بن لادن.
أما في داخل أفغانستان فربما كانت مراسم توقيع الاتفاق تهدف لتوجيه رسالة الى
طالبان وغيرها من الجماعات المتمردة أنها لا يمكنها انتظار خروج القوات الاجنبية
البالغ قوامها 130 ألفا من البلاد لاستعادة السلطة.
ويمكن أن تساعد في اقناع زعماء التمرد بالعودة الى محادثات المصالحة مع الولايات
المتحدة والحكومة الافغانية.
لكن مسؤولا أمريكيا كبيرا حذر من أنه أيا كانت الاتفاقات الموقعة "ستظل
أفغانستان ثالث أفقر دول العالم بمعدل أمية يبلغ 70 في المئة وبعض الانقسامات
الطائفية العميقة."