هنا نهاية الطريق
كانت جميلة جدا كل ما فيها يسبح الخالق عيناها الواسعتان وخديها الورديان وقوامها المنسوق شعرها الأسود الطويل فمها المرسوم كخاتم سليمان لم أرى أجمل منها كأنها حورية من الجنة فدنوت منها دون أن أشعر لقد سحرتني بلا شك نعم هي الفتاة التي لطالما بحثت عنها طوال هذا السنين في أحلامي في يقظتي ودون أن اشعر وجدت نفسي أريد أن اقبلها واحضنها فإذ بي امسك الهواء ودون أن تتحدث ولو بكلمة أشارت إلي بيدها الناعمة أن اتبعها فما كان مني إلا أن تبعتها دون وعي مني كأن هنالك شيء خفي يشدني نحوها ويسيرني وراءها فلم أجد نفسي إلا وأنا على شاطئ البحر أحسست حينها بالخوف ولكن شيئا ما بداخلي كان أقوى من هذا الخوف نعم أيعقل أن يكون الحب أم أني مسحور فنظرت إلي وأشارت إلي أن اتبعها فتبعتها حتى وجدت نفسي على قارب صغير في البحر والجو بارد جدا والأمطار تهطل وسار بنا القارب دون أن اعرف إلى أين نذهب وكنت أحاول أن أحدثها ولكنها كانت صامتة على الدوام ومع هذا كنت سعيدا وكنت اكتفي باني إلى جانبها وانظر إليها وطالت بنا الطريق حتى جن علينا الليل فشعرت بالنعاس ورحت في نوم عميق وعندما استيقظت في صباح اليوم التالي وجدت نفسي ملقى على الأرض في مكان غريب أخذت اسأل نفسي أين أنا وأين ذهبت الفتاة وقمت استكشف المكان وابحث أين ذهبت الفتاة كان المكان أشبه بالقصر ولكنه كان كبيرا جدا فأخذت ابحث في المكان كان قصر كبيرا جدا مليئا بالغرف والممرات وكانت الرسومات تملأ الجدران كانت كلها رسومات غريبة فتيات عاريات وأشياء أخرى لم افهمها وأخذت أجوب المكان ما هذا انه اكب مما قد بان لي انه غريب يشبه المتاهة ليس له نوافذ فكت بالخوف من المكان ولكن لا يوجد منفذ للخروج فقررت أن أحاول فتح الغرف ربما تكون الفتاة في إحداها ففتحت أول غرفة فإذ بها مليئة بالمجوهرات نعم شتى أنواعها ذهب وياقوت وزمرد وقع نقدية ياالله ما هذا ؟ لمن كل هذه المجوهرات وأخذت اجمع منها على قدر ما استطيع ولكن كان هنالك شيء غريب فكانت الصناديق لا تنقص غم ما أخذت منها فخرجت ابحث عن كيس أو شوال لأجمع المزيد فإنها فرصة لا تعوض ففتحت الغرفة الثانية ما أجد فيها شوالا ولكنها كانت مليئة بالثلاجات يا ترى ماذا يوجد بداخلها؟ ففتحت فإذا بها مليئة بالخمور والمشروبات وشتى أنواع أشهى وألذ الأطعمة يبدو أن أحدا ما يسكن هنا ربما تكون الفتاة ولكن أين ذهبت سأحاول البحث عنها وأخذت أجوب المكان وابحث في الغرف ولكن هذه الغرف ليس لها آخر والممرات كما ذكت كثيرة وبدأت أنسى في أي الغرف بحث وامتد الأمر أيام طويلة على هذا النحو دون أن أجد الفتاة فتعبت وبدأ اليأس يتسلل إلى نفسي أريد الخروج من هذا المكان فلقد جمعت الكثير من الأموال وأريد أن أعود وأحقق ما كنت دوما احلم به ولكن كيف؟ فلقد مللت البحث عن منفذ دون جدوى اشعر بالتوهان وإذ بي أغط في نوم عميق فرأيت الفتاة ذاتها في المنام فأخذت أصرخ وأسألها من أنت ؟ والى أين ذهبت؟ وأين أنا ؟ لقد سئمت هذا المكان فأشارت إلي بيدها إلى مكان بالقصر ثم اختفت فاستيقظت من النوم وذهبت مسرعا إلى ذاك الطريق وبقيت امشي فيه حتى سمعت صوت بكاء وانين نعم تتبعت الصوت فإذ بهم أناس كثيرين منهم الشاب والطفل والختيار؛ دهشت بهذا وسألتهم من انتم ؟ فأجابوني نحن أناس ظللنا الطريق ولا نحسن العودة فسألتهم وما قصتكم وما الذي أتى بكم إلى هنا؟ فاخبروني بأنها الفتاة نفسها التي أتت بي إلى هنا قد أتت بهم على طرق مختلفة فسألت نفسي من تكون هذه الفتاة يا ترى ؟ أيعقل أن تكون جنية ؟ أم هي ساحرة ؟ولماذا أتت بنا إلى هنا ؟ ثم طلبت منهم أن يتبعوني إلى الطريق التي أشارت إليه الفتاة في منامي علّى أصل بهم إلى بر الأمان وأخذنا نمشي حتى بدا لنا من بعيد ضوء خافت فأسرعنا باتجاه الضوء نهم انه باب الخروج إنها الحرية فبرغم ما كان هذا القصر كبيرا وفيه شتى أنواع الملذات إلا انه كان سجنا فوصلنا إلى بوابة كبيرة فدفعناها فوجدنا أنفسنا خارج القصر ففرحنا كثيرا كان هنالك شارع ترابي أخذنا نسير فيه حتى وصلنا إلى بوابة كبيرة أيضا مكتوب عليها هنا نهاية الطريق ففتحناها فإذ بها ارض واسعة تعج بالقبور ما هذا ؟ إنها مقبرة أصابتني الدهشة ومن معي ما معنى هذا؟ ومن كل هؤلاء الناس الذين لقوا حتفهم فأخذنا نصرخ أين أنت أيتها الفتاة ؟ وفجأة ظهرت لنا نفس هيئتها وجمالها فسألناها من أنت؟ فأجابت أنا من غرتكم بجمالها وحسنها فوهبتموها طاعة عمياء وكنتم لها خير أتباع فسألتها ولمن كل هذه القبور ؟ فقالت هي لأناس مثلكم قد غررت هم فظلوا السبيل هل عرفتموني من أنا الدنيا ثم اختفت وغاب طيفها فأخذت أصرخ وأبكي لا أريد الموت لا أريد هذا المصير وفجأة أحسست بأيدي توخزني وصوت يقول هيا قم لقد تأخرت عن العمل فنهضت فإذا بها أمي فعرفت أنني كنت احلم الحمد لله ما زلت على قيد الحياة ومن يومها أيقنت أن الدنيا إلى زوال وان المقبرة هي نهاية الطريق.
