اعرب سفير المغرب - الدولة العربية الوحيدة في المجلس - في الامم
المتحدة محمد لوليشكي عن اسفه الشديد وخيبة امله لانضمام موسكو وبكين معا
لاحباط القرار.
وقال السفير الفرنسي في الامم المتحدة جيرار ارو امام المجلس "انه يوم حزين للمجلس ويوم حزين للسوريين كلهم ويوم حزين للديمقراطية."
وقال دبلوماسيون ان الصين كان من المتوقع ان تحذو حذو روسيا. وجاء
قرار روسيا بالتصويت ضد القرار بعد ان رفض مسؤولون امريكيون واوروبيون
سلسلة من التعديلات التي طالبت بها روسيا لمسودة القرار.
وكانت التعديلات التي اطلعت عليها رويترز تتضمن ادراج عبارة توجه
اللوم للمعارضة السورية والحكومة عن اعمال العنف التي تقول الامم المتحدة
انها اسفرت عن مقتل اكثر من 5000 شخص . وترفض الدول الغربية فكرة توجيه
اللوم على قدم المساواة وتقول ان حكومة الاسد هي المسؤول الرئيسي. وقال
لافروف ان موسكو اعترضت على تضمن مشروع القرار لاجراءات ضد الاسد دون وضع
اجراءات ضد معارضيه المسلحين.
وأضاف لافروف "ما لم تتخذ اجراءات ضد الطرفين فسيخاطر مجلس الامن بالانحياز الى أحد الجانبين في حرب اهلية."
وكانت روسيا اصرت ايضا على اسقاط فقرة تطالب الحكومة السورية بسحب
قواتها الامنية من المدن لكن سفيرة الولايات المتحدة والسفراء الاوروبيين
رفضوا ذلك.
ووصف وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الهجوم في حمص بأنه "مذبحة"
و"جريمة ضد الانسانية". وقال في تصريحات يبدو جليا انه يعني بها روسيا "من
عرقلوا مشروع القرار سيتحملون مسؤولية تاريخية فادحة".
وقالت تركيا ان مئات قتلوا وان على الامم المتحدة ان تتدخل. كما طردت تونس السفير السوري لديها وانزلت العلم السوري فوق السفارة.
وتراوح عدد القتلى الذي أورده النشطاء وجماعات المعارضة بين 237 و
260 الامر الذي يجعل هجوم حمص أكثر الهجمات دموية حتى الان في حملة الاسد
على الاحتجاجات التي تستلهم روح الانتفاضات العربية التي اطاحت بثلاثة
زعماء في شمال افريقيا في العام الماضي.
وقال مقيمون ان القوات السورية بدأت قصف حي الخالدية في نحو الساعة
الثامنة مساء (1800 بتوقيت جرينتش) يوم الجمعة مستخدمة نيران المدفعية
وقذائف المورتر. واضافوا ان 36 منزلا على الاقل هدمت تماما فيما كانت
عائلات بداخلها.
وقال وليد وهو من سكان الخالدية "كنا جالسين في بيتنا عندما بدأنا نسمع القصف. شعرنا بان القذائف تسقط فوق رؤوسنا."
وذكر ناشط في الخالدية اتصلت به رويترز ان السكان يستخدمون ادوات
بدائية لانقاذ الناس. ويخشون من ان عددا كبيرا ربما دفن تحت الانقاض.
وقال "لا نحصل على اي مساعدة فلا توجد سيارات اسعاف او اي شيء. نحن
ننتشل الاشخاص بأيدينا" مضيفا انه لا يوجد سوى مستشفيين ميدانيين يعالجان
المصابين. وتابع ان كلا منهما يمكنه التعامل مع 30 مصابا لكنه قدر العدد
الاجمالي للمصابين بأنه 500.
وتابع "لقد استخرجنا ما لا يقل عن 100 جثة حتى الان وانها موضوعة في مسجدين."
وقال مقيم اخر في الخالدية عبر الهاتف وسط بكاء ونحيب وتكبير السكان
الذي كان مسموعا خلال المكالمة ان 40 جثة على الاقل انتشلت من الشوارع
والمباني المدمرة.
ومع انتشار انباء العنف اقتحم حشد من السوريين السفارات السورية في
القاهرة ولندن والكويت احتجاجا وتجمعت حشود ايضا امام السفارات السورية في
المانيا واليونان والولايات المتحدة.
ونفت سوريا قصف المنطقة وقالت ان التصوير المنشور على الانترنت
زائف. ويتعذر التحقق من تقارير النشطاء او وسائل الاعلام الحكومية في ظل
القيود التي تفرضها سوريا على اطلاع وسائل الاعلام المستقلة على مجريات
الاحداث.
ورفضت الرواية الرسمية السورية في انحاء العالم حيث كانت الادانات شديدة.
وقال جوبيه "بدلا من وقف سياستها القمعية اجتازت السلطات السورية
حاجزا جديدا في همجيتها .. المذبحة في حمص جريمة ضد الانسانية والمسؤولون
عنها سيحاسبون."
واعلنت تونس طرد السفير السوري وقطع العلاقات مع حكومة الاسد. وقال
رئيس لجنة للبرلمانيين العرب ان الدول العربية يجب ان تطرد السفراء
السوريين وتقطع العلاقات مع دمشق.
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو "اذا كانت الادارة
السورية تفهم ان الموقف الحالي الذي يسقط فيه مئات القتلى يوميا يمكن ان
يستمر وان الامم المتحدة لن تتخذ موقفا ضده فسوف يتزايد مناخ الاشتباكات
اكثر واكثر."
ولم يعرف على الفور ما الذي دفع القوات السورية لشن مثل هذا القصف
العنيف في وقت كان فيه الدبلوماسيون في مجلس الامن الدولي يناقشون مشروع
قرار بشأن خطة الجامعة العربية.
واظهر تصوير بالفيديو على الانترنت ثماني جثث على الاقل في غرفة
أحدها فقدت نصف الرأس العلوي. وقال صوت في التصوير ان القصف كان مستمرا
خلال التصوير.
ونفت الوكالة العربية السورية للانباء تعرض حمص للقصف متهمة
المنشقين بقتل اشخاص وعرضهم كضحايا بهدف الدعاية قبيل تصويت الامم المتحدة.
ونقلت عن "مصادر اعلامية" قولها "الجثث التي عرضتها بعض قنوات
التحريض هي لشهداء من المواطنين اختطفتهم المجموعات الارهابية المسلحة
وقتلتهم وصورتهم على انهم جثث لضحايا القصف المزعوم."
وتقول الحكومة السورية انها تواجه تمردا مدعوما من الخارج وان اغلب ضحايا العنف هم افراد من قواتها.
وقال بعض النشطاء ان اعمال العنف نجمت عن موجة من الانشقاقات على
الجيش في حمص وهي من معاقل الاحتجاجات والمعارضين المسلحين الذين توعد
الاسد بسحقهم.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان والذي يتخذ
من بريطانيا مقرا له نقلا عن شهود ان عدد القتلى بلغ الان 237 شخصا وان 60
شخصا ما زالوا مفقودين.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان 21 شخصا اخرين قتلوا في اماكن
اخرى في سوريا يوم السبت من بينهم 12 شخصا في جنازة في احد احياء دمشق.
وقال المجلس الوطني السوري المعارض ان 260 مدنيا قتلوا ووصف الهجوم بأنه احد اكبر المذابح المروعة منذ بداية الانتفاضة في سوريا.
وفي القاهرة حطم حشد من السوريين اثاث السفارة السورية وتجهيزاتها وأضرم النيران في اجزاء من المبنى مساء الجمعة.
وفي لندن حاول نحو 150 محتجا يرددون هتافات اقتحام مبنى السفارة لكن
شرطة مكافحة الشغب تصدت لهم. ومزق المحتجون العلم امام السفارة ورشقوا
المبنى بالمقذوفات مما أدى الى تحطيم النوافذ.
وفي الكويت ذكرت وكالة الانباء الكويتية ان مقيمين سوريين اقتحموا السفارة هناك فجر السبت ومزقوا العلم واصابوا عددا من حراس الامن.
وقال نشطاء في مدن حماة وادلب ان مئات الاشخاص خرجوا الى الشوارع في
مظاهرات تضامن. ورددوا هتافات تدين القصف الذي تعرضت له حمص وتدعو للتضامن
معها