حذر دبلوماسي روسي اليوم الثلاثاء من أن الضغط لتمرير القرار العربي
الغربي بشأن سوريا في مجلس الأمن الدولي يفتح الباب أمام اندلاع حرب في
البلاد، في حين دعا الأمين العام للأم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن
لاتخاذ قرار سريع يوقف سفك الدماء في سوريا.
فقد قال غينادي غاتيلوف -نائب وزير الخارجية الروسي- على صفحته على
موقع تويتر، "إن مشروع القرار العربي الغربي حول سوريا لا يهدف إلى إيجاد
تسوية للمسألة السورية. بل هو طريق إلى حرب أهلية".
وكان غاتيلوف قد قال أمس الاثنين لوكالة إنترفاكس إن مشروع القانون
الغربي العربي المطروح بشأن سوريا ليس قاعدة مناسبة للاتفاق في مجلس الأمن
وإنه يتضمن فرض عقوبات، مشددا على رفض بلاده للمشروع. وجدد المسؤول الروسي
رفض موسكو لاعتماد السيناريو الليبي لحل الأزمات الداخلية مثلما هي الحال
بالنسبة لسوريا.
دعوة أممية
وفي العاصمة الأردنية عمان دعا الأمين العام للأمم
المتحدة بان كي مون اليوم الثلاثاء مجلس الأمن لاتخاذ قرار سريع يوقف سفك
الدماء في سوريا، معربا عن أمله في أن يتحد مجلس الأمن ويعكس الإرادة
الدولية حين يناقش في وقت لاحق اليوم مسودة قرار يدعو الرئيس السوري بشار
الأسد إلى التنحي.
وقال مون في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في
عمان "آمل صادقا أن يتحد مجلس الأمن ويتحدث بطريقة متجانسة تعكس رغبات
المجتمع الدولي".
وستطلب جامعة الدول العربية بدعم من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا
من مجلس الأمن اليوم التصديق على القرار الذي اعترضت عليه روسيا على أساس
أنه يفتح الباب أمام حرب أهلية في سوريا.
كما تبدي الصين -التي مثلها مثل روسيا تتمتع بحق النقض (
الفيتو)- تحفظات على مسودة القرار. واستخدمت كل من روسيا والصين الفيتو ضد مسودة
قرار أوروبي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي يدين سوريا ويهدد بفرض عقوبات.
وقال مون "لا أعتقد أن بوسعنا أن نمضي بهذا الشكل". وأضاف أن الحملة
القمعية التي تشنها دمشق على الانتفاضة استمرت رغم بعثة المراقبة التي
أوفدتها الجامعة العربية والمعلقة الآن، وأن هناك حاجة إلى تحرك لوقف
إراقة الدماء.
وقال مون "حتى رغم وجود بعثة المراقبة هناك قتل عدة مئات، كل يوم يقتل
عشرات من الناس وهذا يجب أن يتوقف فورا، من المهم للغاية أن يتحرك مجلس
الأمن في هذا الشأن".
تشكيك فرنسي
في هذه الأثناء شكك وزير الخارجية الفرنسي آلان
جوبيه اليوم الثلاثاء في إمكانية أن تنجح الدول الغربية في تغيير
الموقف الروسي من مشروع قرار الأمم المتحدة بشأن سوريا والذي يطالب الرئيس
السوري بشار الأسد بالتنحي.
وقال جوبيه لإذاعة "يوروب 1" قبيل مغادرته إلى نيويورك لحضور اجتماع
مجلس الأمن في نيويورك إن استمرار الصراع لمدة 11 شهرا في سوريا ومقتل
أكثر من 5400 شخص يشكل "فضيحة حقيقية".
إلا أنه شكك في الوقت نفسه في إمكانية إقناع روسيا بدعم القرار الغربي
الذي تمت صياغته استنادا إلى المبادرة التي اقترحتها الجامعة العربية.
وعن إمكانية نجاح المجلس في إصدار القرار قال ""للأسف، لست متأكدا، تعارضنا عدة دول وأهمها روسيا التي ترفض أي قرار بشأن سوريا".
وإضافة إلى جوبيه، يشارك في جلسة اليوم وزيرة الخارجية الأميركية
هيلاري كلينتون ووزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لمحاولة إقناع المجلس
المؤلف من 15 دولة لدعم القرار.
ودعت روسيا أمس الاثنين الحكومة السورية والمعارضة إلى إجراء محادثات في موسكو، وهو العرض الذي رفضته المعارضة.
مسعى أميركي
وقبل ساعات من اجتماع مجلس الأمن بشأن سوريا, سعت
الولايات المتحدة للحد من الاعتراضات الروسية على القرار العربي الغربي
المقترح والذي يرتكز على ا لمبادرة العربية التي تدعو الرئيس السوري إلى
نقل سلطاته إلى نائبه.
ولم يتضح كون روسيا ستستخدم حق النقض أو
تمتنع عن التصويت حين تطرح مسودة القرار الأوروبي العربي للتصويت خلال هذا
الأسبوع على أقرب تقدير.
وطبقا لرويترز, يحاول دبلوماسيون أميركيون
إقناع روسيا بأن هدف الإجراء الذي تدعمه الولايات المتحدة بشأن سوريا ليس
تبرير تدخل عسكري في المستقبل لإسقاط الأسد بل لإظهار تضامن دولي مع حل
سياسي تقوده ا لجامعة العربية لإنهاء الحملة القمعية الدامية التي يقودها
ضد معارضيه.
ونقلت رويترز عن مسؤول أميركي كبير لم تسمه "نأمل أن
تصغي روسيا لمن هم في المنطقة ونحن نحاول إقناع الروس بأن التعويل على
الأسد ليس في صالحهم, وأعتقد أنهم بدؤوا يعتقدون ذلك، فالأسد يسقط".
لكن
المسؤول صرح بأنه حتى الولايات المتحدة التي تركز على المسار الدبلوماسي
ستكون غير مستعدة لاستبعاد الخيار العسكري تماما، مشيرا إلى أن الهدف يظل
تحقيق تحول سياسي سلمي.
جاء ذلك في حين عبر مسؤول كبير آخر
بالإدارة الأميركية لرويترز عن تشككه في أن ينجح اقتراح روسي جديد في
التوسط لإجراء محادثات لإنهاء الأزمة السورية نظرا لأن المعارضة السورية
"رفضت الفكرة بالفعل" وإن كانت حكومة الأسد قد قبلت اقتراح موسكو.