قالت الكاتبة والأكاديمية التونسية الدكتورة إلفة يوسف، إن تظاهرات الأساتذة والطلبة بإحدى الكليات في تونس، والتي أدت إلى إغلاق الجامعة، من الأمور المؤسفة، وإن إغلاق الجامعة ليس هو الحل، كما أن المطالب كان يمكن أن تطرح من دون الاضطرار إلى الاعتصام.
وأضافت أن المنقبة من حقها أن تلبس النقاب، لكن حين تأتي إلى الجامعة لا بد من إظهار هويتها، وأن تكشف عن وجهها عند الامتحانات. ورأت أنه وبعد الثورة التونسية ظهرت قضية المنقبات لتتحول من قضية أكاديمية إلى قضية سياسية.
جاء ذلك خلال مقابلة مع برنامج "إضاءات" تبثها "العربية" غداً الخميس.
وقالت إلفة يوسف، إن تونس مثل غيرها من الدول العربية، لم تقتنع بعد بالقانون، بل تلجأ إلى العرف والمصالح الخاصة، التي ترتبط بجماعة معينة، والتي تقدّم على القانون، معتبرة القانون هو جوهر الاجتماع البشري.
كما نفت أن تكون صاحبة موقف فاتر من الثورة التونسية، قائلة: "لم أكن غير متحمسة للثورة، لكنني كنت دائماً أتحدث عن ثورة العقول، لتأسيس الثورة الفكرية"، مضيفة أن التغيير السياسي لا ينتج تغييراً اجتماعياً، بل يتغيّر الأشخاص وتبقى نفس آليات التعامل، مستدركة أن الشيء الإيجابي في تونس ينحصر بالحريات التي أطلقت، وتمنت ألا يتبدد هذا الأثر الأساسي للثورة التونسية.
ورأت الأكاديمية التونسية أن المشكلة الأساسية في تونس حالياً عدم تقبل الآخر المختلف، ففي نظام زين العابدين بن علي تم إقصاء الإسلاميين، واليوم على الإسلاميين احترام الآخرين، معلنة أنها ضد إقصاء الإسلاميين حتى وإن عارضوا أطروحاتها.
وأرجعت الدكتورة أسباب النهوض في تونس إلى التعليم والإعلام، وحددت منتصف التسعينات من القرن الماضي تاريخاً لانهيار التعليم في تونس، والذي كانت تونس تتميز به على معظم دول المنطقة، وذلك بسبب استخدام آليات ومناهج تعليمية أدت إلى هبوط مستوى التعليم في تونس، وحمّلت النظام السابق مسؤولية انهيار التعليم بسبب سوء خياراته للأدوات والمناهج وطرق التدريس، وطالبت بضرورة إصلاح التعليم من جديد.
وقالت إن الذي دفع الشعب للقيام بالثورة ليست "القيم"، وإنما "الجوع" والحاجة الاجتماعية، وإن تونس بحاجة إلى إعادة منظومة القيم، والتخفيف من حدة التوتر في العلاقة بين التونسيين أنفسهم.
ونفت أن تكون قاسية على الشعب التونسي، بل رأت أن قسوتها على الشعب هي قسوة على الذات أولاً، حتى لا ينجر المجتمع إلى الحديث مطولاً عن نفسه بتمجيد، على اعتبار نجاحه بإقامة الثورة في تونس.
وعن رأيها في منصف المرزوقي، الرئيس التونسي الجديد، قالت إنها لا تثق به، وإنه شخص نرجسي، واعتبرت رأيها بالمرزوقي مجرد رأي وقالته قبل أن يصبح رئيساً بأيام. وأضافت أن السياسي الناجح لا بد له من تجربة.
واستغربت احتفال المرزوقي بمقتل القذافي وهو رجل حقوقي. وقالت: "احتفال المرزوقي بمقتل القذافي نزوح نحو الشعبوية". وحول اعتذار المرزوقي عن احتفاله بمقتل القذافي علّقت إلفة يوسف: "ربّ عذرٍ أقبح من ذنب".
ولدى سؤالها عن رأيها بالحجاب الذي أثار الكثير من اللغط، قالت إنها تحترم المرأة التي تريد أن تلبس الحجاب، لكنها نفت أن يكون الحجاب واجباً دينياً، قائلة: "الوجه هو الذي يقدم لنا الشخص"، ولم تعتبر الحجاب أمراً واجباً في الدين، وهي مسألة بحثتها منذ الصغر.
وقالت: "لو كان الحجاب واجباً دينياً لتحجّبت"، وأنها مطمئنة لرأيها الحالي الذي لا يجد في الحجاب أي دليل أو مستند شرعي.
