- إحترام الحقوق:
على الزوج أن يحترم حق زوجته عليه، وعلى الزوجة أن تحفظ حق زوجها عليها.. وقد بين ذلك رسول الله (ص)، في آخر بيان نبوي في خطبة الوداع، كما روى الترمذي وأبوداود وابن ماجه عن عمرو بن الأحوص (رض)، قال: سمعت رسول الله (ص)، في حجة الوداع بعد أن حَمَد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ ثمّ قال: "ألا واستوصوا بالنساء خيراً، فإنما هنّ عوان عندكم، ليس تملكون منهنّ شيئاً غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبيّنة، فإن فعلن فاهجروهنّ في المضاجع واضربوهنّ ضرباً غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلاً. ألا إن لكم على نسائكم حقاً ولنسائكم عليكم حقاً، فحقكم عليهنّ ألا يوطئن فرشكم من تكرهونه، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون. ألا وحقهنّ عليكم أن تحسنوا إليهنّ في كسوتهنّ وطعامهنّ". وفي رواية: "فإن انتهين فلهنّ رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف".
- غيرة لا شك:
الغيرة من تغيّر القلب وهيجان الغضب بسبب المشاركة في الإختصاص، والغيرة أمر طبيعي في الإنسان، سواء أكان رجلاً أم إمرأة، وهي شديدة بين الزوجين، فإذا حصل شيء منها بينهما فليحذر كل منهما من الشك لأنّه يدمر الحياة الزوجية ويقضي عليها. فالشك ليس أمراً يقينياً، وقد ينميه الشيطان ويزيده ويجعل الإنسان في متاهات وأفكار خبيثة وسوء ظن بغير تحقيق.
والزوجة العاقلة لا تفتح باب الشك والريبة، ولا يصح أن تتجسس على أحوال زوجها، وكذلك الزوج. فهذه الأعمال كلها تفتح الباب واسعاً أمام وسوسة الشيطان ومن يبتغي الريبة قد يجدها.
والغيرة من الإيمان وعدم الغيرة من النّفاق، ومادام المؤمن يغار على حريمه فمقتضى الإيمان لا يؤذي واحدة من النساء، فكما يَغار على أُمّه واخته وزوجته وابنته أن يقربهنّ أحد، فلا يفعل هذا مع أي إمرأة كانت، فغيرة المؤمن يجب أن تكون غيرة لله رب العالمين. قال رسول الله (ص): "إنّ الله تعالى يَغار، وإنّ المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه".
- الصبر:
ومن دواعي دوام العشرة الصبر على أحوال النساء وإحتمال الأذى منهنّ، وهذا يستوجب على الرجل أن يكون قوي الشخصية حازماً في الأمور التي تؤدي إلى ضبط السلوك وإستقامة الأحوال. وليس معنى هذا وجود القسوة والجَبَروت والتحكم وفرض السيطرة. فقد كان النبي (ص)، يحتمل الكثير من أحوال زوجاته أُمّهات المؤمنين، ويصبر على أحوالهنّ مادامت لا تكون هناك مخالفات شرعية، وبلغ من تدليله (ص)، لهنّ أن حرّم على نفسه بعض المباحات إرضاء لهنّ، حتى نزل قول الله تعالى في مستهل سورة التحريم: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التحريم/ 1).
- الإستجابة:
لكي تستمر العشرة الزوجية في حياة هانئة سعيدة يجب أن تتوافر فيها أمور منها صلاح الزوجة لأنّها أساس البيت، وصلاحها مهم وضروري لتثبيت الطمأنينة والسعادة فيه لقوله تعالى في سورة الروم الآية 21: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
إنّ إستجابة المرأة لزوجها مما يديم العشرة ويؤكد المودة والمحبة بينهما. أما نفور المرأة من زوجها فهو يؤدي إلى البغضاء ويفتح الباب لوساوس الشيطان.
ولهذا قال رسول الله (ص): "إذا دعا الرجل زوجته إلى فراشه فلم تأتيه فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح".
- حفظ السر:
من أسباب دوام العشرة في الحياة الزوجية أن يحفظ الرجل سر زوجته، وأن تحفظ المرأة سر زوجها، فلا يجوز أن تكون أسرارهما معلومة لأحد أو ذائعة بين الناس.