أكد المعارض السورى الأب طونى دورة أن هناك ضغوطا عربية تمارس على الحكومة
السورية لتجلس على طاولة واحدة مع مجلس الإخوان المسلمين فى إسطنبول معلنا
رفضه التام للحوار معهم.
وقال دورة، فى تصريحات صحفية نشرت اليوم، إن الضغط على سوريا لا يعنى أن
الدولة السورية ضعيفة إلى الحد الذى تخضع فيه لهذا الضغط .. لافتا إلى أن
مجلس إسطنبول سابقا لم يكن يريد الحوار ولكنه اليوم لو لم يكن يريد الحوار
لما ذهب إلى موسكو.
وأضاف "بالتالى هم يرفعون سقف مطالبهم وكانوا يتخيلون أن هناك من يمكن أن
يدعمهم فى هذا المستوى من السقف، لكنهم فوجئوا بأن الأمور على الأرض مختلفة
تماما. وقال المعارض السورى العلمانى - الذى يتحالف كمعارض مستقل مع جبهة
التغيير والتحرير- إن النظام إذا أراد الجلوس مع هؤلاء على الطاولة فهذا
شأنه، بالنسبة لى، كمعارض وطنى ولا بأى شكل ممكن أن أقبل بمجالسة الإخوان
المسلمين على طاولة واحدة، لأنى لا أحتمل ولا أرى أن سوريا تحتمل أحزابا
دينية، لأن الأحزاب الدينية تعمل بطريقة "انكفائية" فيها تتعالى على
الآخرين، وفيها احتكار للحقيقة ورفض للآخر وانتزاع للحقوق السيادية،
وبالتالى هى لا تتأسس على مفهوم المواطنة.
وهاجم الأب دورة مبادرة جامعة الدول العربية، وقال: للأسف منذ بداية الأزمة
إلى اليوم كانت اللعبة لعبة التمويه والتشويه للتسميات وتحويل الأمور
بخلاف حقيقتها وواقعها ومعناها، فالأصوليون الإسلاميون حملة السلاح نسميهم
جيشا منشقا، والانقلاب ذو الطابع الدينى السياسى نسميه ثورة، ومواجهة
العصابات المسلحة ندعوه
بقتل متظاهرين سلميين وما إلى ذلك، من بداية الأزمة إلى اليوم الأزمة هى
أزمة تلاعب بالمصطلحات، وبالتالى تلاعب بتصوير المشهد، ليؤدى ذلك إلى تغيير
الموقف.
وأوضح المعارض السورى أنه لم يذهب إلى القاهرة أو قطر ولم توجه الدعوة إليه
لإعلان موقفه باكرا على التلفزيون السورى وتلفزيون الـ(أو تى فى)
اللبنانى، وقال دورة: إننا لا نقبل الخروج خارج دمشق بأى شكل لأن القبول
بالحوار خارج دمشق هو انتقاص للسيادة من جهة وانكشاف للداخل على الخارج من
جهة أخرى، وهو نزع الثقة بقدرة السوريين على إدارة أزمتهم وتدويل الأزمة
السورية ووضعها فى أيد غريبة.
