ممارسة اللعب فى حياة الطفل آياً كان شكله وأدواته يعد من
أهم العوامـــــــل المؤثرة والمكونة لطبيعة الطفل الإدراكية والحركية
والإنفعالية . فاللعب فــى حياة الطفل ليس مجرد وسيلة ترفيهية بل نشاط له
هدف أعمــــــــق يجب أن تدركه كل أم حيث يساعد اللعب
على إدراك الطفل للواقع المحــــيط به ومحاولة فهمه والتكيف معه من خلال
قيام الطفل بأدوار معينة أثناء ممارسة اللعب فمثلاً يتسع إدراك البنت
لحقيقة دور الأم فى الحياة عندما تتعامــــل مع دميتها(عروستها) على أنها
إبنتها عندما تتقمص دور الأم وتحاول إطعامـــها وتنظيفها وتغيير ملابسها
وغير ذلك .. وكذلك يفعل الولد حيث يتقـــــــــمص بعض الأدوار لبعض
الشخصياات الحقيقية مثل الطبيب ـ الضابط ـ النجــــار وغيرهم .. لذا فمن
المهم ملاحظة ومتابعة الأم لأطفالها أثناء قيامهم بمثل هذا النوع من
الألعاب لتتأكد من أن الأدوار التى يتقمصها الطفل أثناء لعبه هـــى لشخصيات ونماذج إيجابية .. أما إذا ما لاحظت الأم إختيار نماذج سلبية مثل أن يتقمص طفلها دور لص أو قاتل أوأى شخصية عدوانية أخرى تستشــــعر إعجابه بها أو تجذب إنتباهه عليها التدخل فوراً وبشكل غير مباشر وبســــيط لتصحيح وتعديل مفهومه عن تلك الشخصيات وتوضيح أن مثل هذه النمـاذج هى شخصيات مرفوضة وغير مقبولة إجتماعياً وقانونياً حتى لايترسخ فــــى ذهن الطفل أن من يمارس مثل هذه السلوكيات والأفعال يتسم بالشجاعـــة أو البطولة أو أن يكون جديراً بأن يتخذه الطفل كقدوة يتمثل بها، فقد ينبـــــــــهر الطفل بشخصية مجرم مثلاً من خلال وسائل الإعلام لأنه فقط قادر علـــــــى مواجهة الآخرين وإلحاق الأذى بهم والإنتصار عليهم دون أن يدرك حـــقيقة أن مايستحوذ على إنتباهه شكل من أشكال العنف وليس البطولة والذى قـــــد يصبغ شخصيته فيما بعد وقد
يتعزز هذا الإنبهار بمثل هذه النماذج الســـــلبية عن طريق ممارسة العاب
الكمبيوتر والفيديو جيم حيث أثبتت الدراســـــــات والأبحاث أن هناك العديد من الألعاب المبرمجة تحفز ذلك الجانب العدوانــى وتعمل كمؤثر سلبى فى صياغة سلوك الطفل فحالة السعادة التى تستحــــــوذ على مشاعر الطفل بعد أى حالة قتل أو تدمير أو إلحاق أذى أثناء اللــعب من أخطر الأمور التى لا يجب أن يغفلها الآباء والأمهات .. مما يستوجب علــينا الإختيار المناسب للعب الأطفال وللأماكن التى يمارس فيها الطفل لـعـــــبه .
أما عن شروط الإختيار المناسب التى يجب مراعاتها عند شــــــــــراء لعب الأطفال هى :
ـ أن تكون من مادة آمنة الاستخدام حيث إنه فى حالة صغر الطفل قد يضع اللعبة فى فمه ايضاً أن تكون من مادة لينة لا تتعرض للكسر حتى يمــــــــكن تفادى حدوث جروح أو أضرار للطفل.
ـ أن تكون اللعبة مناسبة لطبيعة الطفل فإختيار اللعبة للطفل الذكر يختلـــف عن إختيار اللعبة للطفلة الأنثى ذلك بالإضافة إلى أن هناك ألعاب تنـــــــاسب كلاهما معاً
ـ أن تتوافق اللعبة والمرحلة العمرية والإدراكية للطفل فلعبة الطــــــــــــفل الرضيع لا تناسب طفلاً فى الرابعة مثلاً.
ـ * أن تعمل اللعبة على تنمية مدارك ومهارات الطفل الإنفعالية والحـــــركية والذهنية
ـ *أن تحفز
اللعبة المهارات الإبتكارية والابداعية لدى الطفل كالألعـاب التى يستخدم
فيها الألوان والموسيقى وألعاب التكوينات ( البازل أو الميكانـــــو أو
المكعبات)
ـ أن ترتقى اللعبة بذوق ومشاعر الطفل والابتعاد عن إختيار الألعاب الــتى تحفز على العنف مثل ( المسدسات) .
ـ مراعاة إشراك الطفل فى أغلب الأحيان بإختيار لعبته المفضلة مع
توجيهه إذا ما أساء الإختيار إلى اختيار اللعبة التى تحمل قيمة إيجابية .
ـ * فى مراحل متقدمة من عمر الطفل يجب أن نحرص على إختيــــــار اللعب التى تحقق هدفاً تعليمياً بحيث تجعل من عملية التعلم متــــــــــعة وليس عبء .
ـ أن ترتبط
اللعبة فى الأحيان بمبدأ الثواب والعقاب ففى حال قـــــــيام الطفل بسلوك
أو أداء جيد يمكن مكافأته بشراء لعبة كهدية له وإذا ما أخطأ الطـــفـل يكون
العقاب بحرمانه لفترة وجيزة من ممارسة اللعب أو حرمانه من شــراء لعبة
جديدة .
وهكذا نجد أن حياة
الطفل قد تتمحور حول اللعبة وتستمد حيويتها وثرائـــــها من ممارسة النشاط
اللعبى بشكل فاعل وهادف يخلق منه شخصاً واعـــــــــياً ومميزاً .