كشف اللواء طيار أركان حرب سابق حسن البربري عن أسرار جديدة تتعلق بالصراع العسكري مع إسرائيل، وتحديدا في حرب أكتوبر 1973 حيث كانت إسرائيل تخطط لفتح جبهة جديدة خلال تلك الحرب بعد أن تعرضت في الأيام الأولى منها لخسائر كبيرة، حيث كانت تسعى لاحتلال دمياط في 14 أكتوبر، وأطلقت على العملية (الباز_1).
وأضاف في تصريحات لـ "المصريون": كانت إسرائيل تستعد لشن هجوم باستخدام قوات الكوماندوز على دمياط، وكانت الخطة تشمل استخدام كمية كبيرة من الصواريخ المحمولة والألغام والقذائف الموجهة، في ظل صعوبة السيطرة على دمياط في وجود مقاومة شاطئية من القوات المسلحة المصرية.
وأشار إلى أن رئيس البحرية الإسرائيلية آنذاك رافى لونتس طلب الاستعانة في تلك العملية بخبراء تطوير القتال بالبحرية، ومن بينهم الرائد دانى راز الذي طلب جمع أكبر عدد من قاذفات صواريخ عيار 52 لأنها سهلة الحمل، وظهر 14 أكتوبر كانت القوات الإسرائيلية بطريقها إلى نقطة التجمع على بحيرة البردويل.
غير أن محركات إحدى السفن الإسرائيلية الناقلة للجنود تعطلت وكذا تعطلت إحدى سفن الرادار بينما ضلت الأخرى طريقها في قلب البحر، وبعد محاولات مضنية نجح قائد القوة في لم شمل جنوده ونقلهم إلى المدخل الغربي لبحيرة البردويل.
وقامت طائرات هليوكوبتر بنقلهم إلى نقاط الهجوم أمام شواطئ دمياط ورأس البر، لكن تم التراجع عن تنفيذ العملية بعد أن علمت القيادة الإسرائيلية بأن القوات المصرية على علم بالتحركات وعلى استعداد للمواجهة.
وتزامن ذلك مع توجه أربع طائرات فانتوم إسرائيلية لقصف أهداف مدنية بالمنصورة وقاد سرب الهجوم الإسرائيلي الطيار ايتان بن الياهو، لكنها فوجئت بطائرات الميج 21 المصرية تعترض طريقها وتدخل معها في معركة جوية عنيفة مما اضطر قائد التشكيل الإسرائيلي لإلغاء العملية.
غير أن الطائرات المصرية لم تسمح بذلك بل طاردت الطائرات الإسرائيلية، وفي حين تمكن قائد التشكيل من الهرب ومعه طائرة أخرى، تم استهداف طائرتين كانا على متنها يعقوب حيوى والملاح الجوى اورى اراد والطيار يوناثان اوفير ومعه الملاح عيران كوهين.
وأشار اللواء البربري الذي كان يقود إحدى المقاتلات المصرية في تلك المعركة الجوية أن طائرة يعقوب حيوي سقطت فوق عزبة بنى عبيد في المنصورة وأمسكت أسرة جميلي المصرية بالملاح الجوى ومنعت الفلاحين من قتلة، بينما أصيب الطيار حيون في ظهره وأعيد الاثنان إلى إسرائيل في صفقة لتبادل الأسرى في ديسمبر 1973 ضمن قائمة الأسرى التي سميت بـ "قائمة كسينجر".
وأضاف أن طاقم الطائرة الأخرى التي سقطت لم يتم العثور على جثمان المفقودين فيها حتى عام 1982 عندما توصلت مصر إلى جثة يوناثان اوفير مدفونة في مقابر الجامعة بالمنصورة ونقلت مصر جثة الطيار الإسرائيلي إلى سفارة إسرائيل بالقاهرة.
وذكر أن إسرائيل ظلت بعد الحرب تبحث عن جثث 19 مفقودا بينهم أربعة طيارين وضابطا كوماندز و12 فرد دبابة، وكان من بينهم عيران كوهين المشارك في محاولة قصف مدينة المنصورة.