تشكل منطقة الشعراء بمحافظة دمياط أخطر بؤرة علي مستوي المحافظة لتجارة المخدرات حيث كان يعتبرها الكثيرون السوق الرئيسية للمواد المخدرة بالمحافظة حتي أطلق عليها( باطنية دمياط), وقبل ثورة يناير حاولت الشرطة في أكثر من حملة مكثفة القضاء علي هذه البؤرة الخطيرة.
ولكنها لم تحقق النجاح المطلوب إلا أنه يبدو ان الثورة أطلقت الطاقات للعديد من أهالي هذه المنطقة حيث قرروا وضع خطة متكاملة لتطهيرها المنطقة من هذا الوباء عن طريق انشاء لجان شعبية بالتنسيق مع رجال الشرطة والقوات المسلحة حتي ان اللواء محمد علي فليفل محافظ دمياط قام بأداء صلاة التراويح بالمسجد الكبير بالمنطقة وحث المواطنين جميعا علي المشاركة في القضاء علي المخدرات.
ومن أبرز ملامح هذه الخطة كما يقول محمد الشناوي محام ورئيس اللجنة الشعبية لمكافحة المخدرات بالشعراء: قررنا أن تكون لنا مشاركة ايجابية في مواجهة تجار المخدرات وتكون المواجهة هذه المرة شاملة وتعتمد بالدرجة الأولي علي أهالي المنطقة بالتنسيق مع رجال الشرطة والقوات المسلحة حيث تضم اللجنة شخصيات من مختلف القوي الوطنية ومنظمات المجتمع المدني بالمنطقة حيث كان شعارنا في البداية الالتزام بالقانون وعدم تخطيه.
وأضاف: قمنا بوضع خطة من ثلاثة محاور لمواجهة هذه الآفة بمنطقتنا اعتمد المحور الأول علي الوسائل الدعائية والتوعية من خلال مشاركة خطباء المساجد وتوزيع بوسترات بأخطار المخدرات وتفعيل دور المؤسسات الرسمية في فعاليات الحملة( كالوحدة المحلية والمدارس ومركز الشباب) والمحور الثاني وهو المحور الرسمي عن طريق تشكيل وفد من أهالي المنطقة لمقابلة المحافظ والحاكم العسكري ومدير الأمن لعرض المشكلة وطرح طرق المعالجة الأمنية لها والمحور الثالث خاص بمشاركة أعضاء اللجنة رجال الشرطة ومساعدتهم في القبض علي تجار المخدرات.
ويضيف زكريا الشربيني تاجر وعضو اللجنة الشعبية بالشعراء اننا قممنا بتقسيم البلدة إلي سبع مناطق كل منطقة بها30 شخصا من اللجان الشعبية تكون مهمتهم رصد حالات البيع وتحذير التجار, وقمنا باستضافة رئيس مباحث مركز دمياط وتسليمه قائمة تضم أعداد التجار وأماكن وجودهم وبلغ عددهم حوالي70 تاجرا من التجار الرئيسيين تم القبض علي39 تاجرا وهاربا من الأحكام منهم بخلاف قائمة أخري بصغار المروجين وإن كنا نتمني في الفترة القادمة تكثيف الحملات الأمنية بصورة أكبر حتي نضمن القضاء نهائيا علي هذه التجارة للأبد مع ضرورة تكثيف الوجود الأمني يومي الخميس والجمعة حيث تنشط عملية البيع في تلك الأثناء حيث يحدونا الأمل في القضاء علي تجارة المخدرات بالشعراء وإراحة أكثر من مائة ألف نسمة هم عدد سكان المنطقة من هذا الوباء الخطير