شبيلات: نظام الأسد يسقط نفسه
ليث شبيلات تساءل لماذا يبقي سلب الحقوق سببا في حماية البلاد من التدخل (الجزيرة نت)
محمد النجار–عمان
اتهم المعارض الأردني ليث شبيلات -المعروف بصداقته للنظام السوري- أركانا داخل هذا النظام بالسعي لإحداث تدخل أجنبي في سوريا.
وقال في مقال طويل نشرته صحيفة العرب اليوم الأردنية الصادرة الأحد خصص معظمه للأوضاع في سوريا إن "أبسط الناس بات يدرك أن الأجنحة المتكلسة داخل السلطة والتي قد يكون بعضها على ارتباط مع مصالح أجنبية هي وحدها فيما عدا بعض المعارضة العميلة في الخارج التي تدفع بالأمر إلى وضع يفتح الباب على مصراعيه لتدخل أجنبي يزيد من تقزيم المنطقة بإدخال حدود إضافية جديدة تؤمن بقاء الكيان الصهيوني".
وذهب إلى اعتبار أن "شعار النظام يريد إسقاط النظام" هو الأقرب واقعا لمعالجة الأوضاع في سوريا.
نهوض الشعب
ودافع شبيلات في مقاله عن "الثورة السورية" على الرغم من علاقة الصداقة التي تجمعه بالنظام السوري الذي كان قد التقى رموزا فيه مطلع مارس/آذار الماضي حيث قدم نصائح لمعالجة الأوضاع قبل فوات الأوان بمنح الشعب السوري حريته وفق ما ذكره في تصريحات سابقة للجزيرة نت.
وقال شبيلات في مقاله إن "نهوض الشعب السوري اليوم لا يمكن إلا أن يصب بأصالة في الخندق الثابت لمناهضة الصهيونية وليس في خندق الأجانب الأعداء! ومن المعيب على أية شخصية فكرية أو وطنية أن تجنح إلى هلوسة اتهام شعب بالميل نحو الخيانة".
وأضاف أن "أي ادعاء بتباين الموقفين الرسمي والشعبي في ما يخص مقاومة الصهيونية وتحرير فلسطين لصالح الموقف الرسمي ادعاء خطأ، بل إن أي تباين في هذا الأمر هو بكل تأكيد لصالح الشعب مصدر السلطات".
وزاد "الشعب الذي يصارع لتحقيق ما لم نتوان عن تكرار النصيحة بشأنه لإخواننا الرسميين في سوريا لن يسلم حريته لأي أجنبي وهو الذي يرفض تسليمها إلى شقيقه العربي السوري بالمغالبة والقهر، وكلنا يعلم بأن سقف الموقف الرسمي السوري من قضية فلسطين هذه الأيام هو التفاوض مع العدو بشروط أفضل من الغير، وهذا الموقف لا يرضينا إستراتيجيًّا ولا يرضي بكل تأكيد الشعب السوري المنتفض من أجل حريته لا من أجل المطالبة بالسلام".
سلب الحقوق
واعتبر شبيلات أن المطالبين بحقوقهم الشرعية في سوريا "لم يتحركوا بتحريك أجنبي والسؤال الذي يجب أن نطرحه هو لماذا سلبت حقوقهم ابتداء ولماذا يبقى سلبها سببا في حماية البلاد من التدخل الأجنبي؟".
وقال إن "سلب الحقوق والإصرار على عدم إعادتها إلا بأشكال كاريكاتورية صورية هو وحده الذي يهيئ الطريق أمام أي تدخل أجنبي محتمل وليست المطالبة بتلك الحقوق، فكيف تكون المطالبة بالحقوق مفضية إلى الخيانة ويكون سلبها والرتع في الفساد مفضيًّا إلى الوطنية؟".
"
المقال حمل نقدا لاذعا لأصدقاء النظام السوري من الخارج الذين اتهموا المحتجين في سوريا بالخيانة والارتباط بالأجنبي
"
وحمل المقال نقدا لاذعا لأصدقاء النظام السوري من الخارج الذين اتهموا المحتجين في سوريا بالخيانة والارتباط بالأجنبي، وتساءل عن كون أمثال "حسن عبد العظيم والطيب تيزني وعارف دليلة والبني وحبيب عيسى وميشال كيلو ورجاء الناصر وأفاضل كثر غيرهم في خندق القوى المعادية عند هؤلاء لمجرد أن النظام رفض دومًا وما زال يرفض الجلوس إليهم بإيقافه الحملة العسكرية وإطلاقه المعتقلين والسماح بحرية التعبير؟".
وقال إنه "لا يعقل أن تصل بنا السذاجة الوطنية إلى المناصرة العمياء لمرتكبي جرائم لمجرد أن الضحية تحظى بتعاطف إنساني عالمي قد يفضي بسبب ضعف تحرك المواطنين العرب في معظم أرجاء الوطن العربي إلى درجة تحريك تدخل خارجي".
تعديلات الأردن
وفي الشأن المحلي الأردني وجه شبيلات نقدا للتعديلات الدستورية التي من المقرر إعلانها في حفل يرعاه الملك عبد الله الثاني مساء اليوم، ورغم إقراره بأن الأحوال في الأردن أفضل فإنه استبعد استمرارها "بكل أسف" كما قال.
وجاء في المقال "لنا في هذا مثال واحد يكفي للتدليل على تفكير الأنظمة الأحادية الملغية للآخر على اختلاف قمعها من قبضة حديدية إلى قبضة ناعمة فما زال الأخ الكبير كما سماه أورويل هو الذي يخطط لكل شيء من دون استشارة".
وأضاف "فإجراء تعديلات على العقد الاجتماعي (الدستور) تجري دراستها بالكتمان وستعلن نتائجها من دون حوار مع صاحب الشأن، الشعب، الذي إنما وجدت الدساتير لحمايته ولرعايته ولمنع إهانته والاستبداد به وبثرواته ولتحقيق أمانيه القومية، فلا يمكن للمشتكى منه أن يكتب شروط المشتكي وفي غيابه".
المصدر: الجزيرة