عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن من أشراط الساعة أن يتقارب الزمان , وينقص العلم , و تظهر الفتن , ويلقى الشح ......
أخرجه الشيخان .
وعند البخاري :
لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان عظيمتان ... ويتقارب الزمان , و تظهر الفتن , و يكثر الهرج ....
ولكن هل هو كناية عن قصر الاعمار و قلة البركـة .. أو هو على الحقيقـة ؟؟
أ – اختار النووي تبعـاً للقاضي عياض , و أيدهما ابـن حجر أن المراد نزع البركة من كل شيئ , حتى الزمان , و أن الانتفاع باليوم يصير بقدر الانتفاع بالساعة الواحدة .
ب – وقيل : بل هو على الحقيقة . و يشهد لذلك مايلي :
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان , فتكون السنة كالشهر و يكون الشهر كالجمعة , و تكون الجمعة كاليوم , و يكون اليوم كالساعة , وتكون الساعة كاحتراق السعفـة [ أخرجه احمد وابـن حبان , و صححه الهيثمي ]
وعن أنس رضى الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان , فتكون السنة كالشهر و يكون الشهر كالجمعة , و تكون الجمعة كاليوم , و يكون اليوم كالساعة , وتكون الساعة كالضرمـة من النار [ أخرجه الترمذي ]
ولعل حقيقة التقارب تظهر في أيـام الدجال , حيث تكون الخوارق كما هو معلـوم .
أما في زماننا , فإن كثيراً من الناس يرون أن أحدهم لا يقدر أن يبلغ من العمل قدر ما كان يعمل قبل ذلك , و يشكو من ذلك , و يرى أن الوقت يمضى بسرعة , و لا يدرى ما العلـة ؟
ولعل السبب كثرة المخالفات و المعاصى , فإن البركـة في الوقت و الرزق و العمر وغيرهما إنما تكون بالإيمان و الطاعة , ولا سيما صلة الرحــم .
وينطبق أيضاً على عكس ذلك , كما نرى في زماننا , فإن الانسان بسبب تقدم وسائل النقل و الاتصالات المسموعة و المرئية و المكتوبة , ليقضي في الزمن القصير ما كان يقضيه في أزمنة طويـلة .
المصدر كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم ... صفحة [ 50 - 51 ]