الأردن يحاكم 90 سلفيا جهاديا
صورة وزعها الأمن العام لاشتباكات له مع السلفيين الجهاديين (الجزيرة نت-أرشيف)
محمد النجار-عمان
تبدأ محكمة أمن الدولة الأردنية غدا الأربعاء أولى جلسات محاكمة 90 من المنتمين للتيار السلفي الجهادي الذين اعتقلوا على خلفية مواجهات مدينة الزرقاء شرق العاصمة عمان في أبريل/نيسان الماضي، والتي جرح خلالها رجال أمن ومنتمون للتيار.
وتأتي المحاكمة بعد أيام من صدور حكم على منظر التيار أبو محمد المقدسي بالسجن خمسة أعوام بتهم دعم حركة طالبان الأفغانية وتجنيد شباب للقتال في العراق وأفغانستان.
ووجه الادعاء العام في المحكمة للمتهمين تهم القيام بأعمال إرهابية والتجمهر غير المشروع والقيام بأعمال شغب وإثارة النعرات الطائفية.
وتعتبر هذه المحاكمة -التي ستجري داخل قاعة في سجن الموقر شرق عمان- الأكبر في تاريخ العلاقة بين الحكومة الأردنية والتيار السلفي الجهادي، وهي علاقة تحكمها المواجهة الأمنية ورفض المعالجات السياسية لقضية التيار الذي يقدر عدد المنتمين له في الأردن بثلاثة آلاف منهم أكثر من 300 معتقل في السجون حاليا.
وسيحاكم في القضية أبرز قادة التيار لا سيما منظره في شمال الأردن عبد شحادة الطحاوي والدكتور سعد الحنيطي والشيخ جراح الرحاحلة ولقمان الريالات، وعدد آخر من أبرز وجوه التيار.
كما سيحاكم في القضية الدكتور أيمن البلوي شقيق منفذ "عملية خوست" الدكتور همام البلوي الذي قتل ثمانية من ضباط المخابرات الأميركية والضابط الأردني علي بن زيد نهاية العام 2009.
وأكد والد أيمن وشقيقه عمار للجزيرة نت في وقت سابق أن أيمن لم يشارك في الاعتصام الذي جرى في الزرقاء يوم 15 أبريل/نيسان الماضي والذي أعقبته المواجهات بين الأمن والسلفيين الجهاديين، كما أنه لا ينتمي للتيار الجهادي.
الدكتور أيمن البلوي شقيق منفذ عملية خوست همام البلوي سيحاكم غدا (الجزيرة نت)
رفض النيابة
وشكا محامو المتهمين من رفض نيابة أمن الدولة إطلاعهم على ملف الاتهام رغم توقيفهم منذ نحو أربعة أشهر وانتهاء التحقيق معهم منذ مايو/أيار الماضي.
ولم يشمل قانون العفو العام الذي صدر في يونيو/حزيران الماضي معتقلي السلفية الجهادية، وهو ما أغضب عائلاتهم التي نفذت عدة اعتصامات تطالب بالإفراج عنهم.
ونفذت السلطات الأردنية حملة اعتقالات بعد أحداث الزرقاء شملت نحو 170 من المنتمين للتيار السلفي الجهادي قبل أن تفرج عن نصفهم بالكفالة أو دون توجيه تهم لهم.
واتهمت السلطات السلفيين بالاعتداء على رجال الأمن وإصابة أكثر من 80 منهم بجروح، في حين أصيب 13 من السلفيين الجهاديين في الأحداث التي قالوا إن من تسبب بها هم من يوصفون "بالبلطجية" الذين اتهموهم بالاعتداء على اعتصامهم قبل المواجهة مع الأمن.
ووصفت قيادات التيار قبيل اعتقالها ما جرى في الزرقاء بأنه "مصيدة"، معتبرين أن هدفه كان وقف حراك التيار الذي انطلق على وقع الثورات العربية للمطالبة بالإفراج عن معتقليهم في السجون وتحكيم الشريعة الإسلامية ونفذوا خلالها ست فعاليات قبل أن تحدث المواجهة في الفعالية السابعة.
أبو محمد الطحاوي سيتعرض بدوره للمحاكمة(الجزيرة نت-أرشيف)
إهانات وتعذيب
وكان القيادي في التيار وسام العموش قال للجزيرة نت إن المعتقلين السلفيين تعرضوا لإهانات وتعذيب أثناء توقيفهم في سجن الموقر، وهو ما نفاه الناطق باسم الأمن العام محمد الخطيب.
تأتي هذه المحاكمات بعدما كشفت دراسة أعدها الباحث بمركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية الدكتور محمد أبو رمان الشهر الماضي عن وثيقة للمقدسي تكشف عن مراجعات للتيار لنبذ العنف في الأردن.
بل إن القيادي العموش ذهب إلى أبعد من ذلك عندما قال للجزيرة نت إن هناك آراء داخل التيار تدعو للتحول إلى تيار سياسي وإنشاء حزب مرخص للعمل في الأردن.
لكن أبو رمان والعموش اعتبرا أن ما يعيق نجاح هذا التحول هو "الاستثمار الأردني في الإرهاب"، في حين ذهب الباحث إلى القول إن المخابرات الأردنية تريد من التيار نبذ العنف في كل العالم انطلاقا من دورها العالمي الذي كشفت عنه "عملية خوست".
المصدر: الجزيرة