نفت الحكومة الإسرائيلية بشكل رسمى قيامها بعرض اللجوء السياسى فى إسرائيل
على الرئيس السابق حسنى مبارك لحمايته من الثورة المصرية التى اندلعت يوم
25 يناير الماضى، بينما أكدت وسائل الإعلام العبرية أن الشعب المصرى تمكن
من خلال محاكمة مبارك، من ترويض وإذلال الرئيس السابق الذى كان "أسد مصر
والمنطقة العربية".
ونقلت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية ووسائل إعلام أجنبية، تصريحات رونى تسوفير
مساعد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، التى أكد فيها أن بلاده
لن تعرض مطلقا اللجوء السياسى على الرئيس المصرى السابق لحمايته من الثورة،
مكذباً بذلك الادعاءات التى قال فيها بنيامين بن اليعازر، وزير الدفاع
والصناعة الإسرائيلى الأسبق، والعضو الحالى بالكنيست الإسرائيلى، والمسئول
عن قتل الأسرى المصريين فى حرب 67، أن بلاده عرضت على مبارك ملاذا آمنا فى
إيلات منذ الأسابيع الأولى للثورة المصرية.
كما أكد رونى تسوفير مساعد رئيس الوزراء الإسرائيلى، أن تصريحات بنيامين بن
اليعازر التى ادعى فيها أن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو وافق على تقديم
اللجوء السياسى للرئيس السابق حسنى مبارك، هى مجرد ادعاءات وأكاذيب نظرا
للصداقة التى كانت تجمع بين بن اليعازر ومبارك، موضحاً أن نتانياهو لا يمنح
اللجوء لرجل حكم بلاده 30 عاماً من الاستبداد أدت فى النهاية إلى الثورة
على حكمه.
من جانب آخر، رصدت وسائل الإعلام العبرية تفاصيل محاكمة الرئيس المصرى
السابق، وأكدت أن مبارك الذى كان حاكماً قوياً لمصر طيلة 30 عاما، وكان
بمثابة أسد لمصر وللمنطقة العربية، وساهم فى استقرار العلاقات بين مصر
وإسرائيل لعقود، ظهر خلال محاكمته مثل الأسد الذليل والمريض الذى نجح شعبه
فى ترويضه وإخضاعه للمحاكمة لأول مرة فى تاريخيهم.
وتمنى خبراء إستراتيجيون ومحللون سياسيون إسرائيليون ألا تتأثر العلاقة بين
مصر وإسرائيل، نتيجة للاتهامات الموجهة لمبارك ببيع الغاز المصرى لتل أبيب
بثمن بخس، وتوقع البروفيسور يورام ميتال رئيس مركز "هرتسوج" للأبحاث
بجامعة بن جوريون، أن تستمر العلاقات الجيدة بين القاهرة وتل أبيب وفقا
لبنود معاهدة السلام بين البلدين، الذى أعلن المجلس العسكرى فى مصر أنه
ملتزم بها.