قال أحد الحكماء :
الدنيا هى دار أولها بكاء وأوسطها غناء وآخرها فناء،الدنيا أصلها مدر وعيشها كدر ونفسها ضرر،وروحها شرر،ووعدها غدر،الدنيا دنيئة وأدنى منها قلب من يحبها،الدنيا هى العمل بالرأى المعقول،الدنيا سجن المؤمن فإذا نسى سجنه جاءه الفرج،الدنيا سوق تجارية يوشك أن تغلق،الدنيا هى المكان الذى يلقى فيه الأحبة والناس بحذر،الدنيا خمر الشيطان من شرب منها لم يفق منها إلا فى معسكر الموتى نادما من الخاسرين،الدنيا ثلاثة :أمس مضى ما بيدك منه شىء،ويوم أنت فيه فاغتنمه،وغد لا تدرى أتركه أم لا.
الدنيا إنما تراد لتعبر لا تعمر،وهذا هو الذى يدلل عليه عملك ويبلغه فهمك،الدنيا مفازة فينبغى أن يكون السابق فيها العمل فمن سلم زمان راحته إلى طبعه وهواه فيها عجل تلفه،الدنياالمحموده هى التى تصل بها إلى فعل الخير وتنجو بها من فعل الشر،الدنيا المباحة هى التى لا تقع بسببها فى ترك مأمور ولا ركوب المحظورة،الدنيا المذمومة هى ترك طاعة أو فعل معصية.
عجبا لمن يطلب الدنيا وهو من تحصيلها على وهم،ومن تركها والخروح منها على يقين.
أخى المسلم :
احتفظ لكهولتك من ذكرى شبابك بحياة جميلة.
وأخيرا طوبى لمن ترك الدنيا قبل أن تتركه،وبنى قبره قبل أن يدخله وأرضى ربه أن يلقاه.
إذاحلت أو حلت وإذا كست أو كست وكم من ملك كانت له علامات فلما علا مات ويجب أن يحفظ الإنسان لكهولته بذكريات شبابه فى الطاعة لتكون طريقة للعبور إلى الآخرة وتكون السبيل لرضا ربه عند اللقاء وقانا الله وإياك شرور الدنيا وأعطاها حسن الثواب فى الآخرة.