انسحب ممثلو أكراد سوريا المشاركون في مؤتمر "الإنقاذ الوطني" بإسطنبول احتجاجا على عبارة "الجمهورية العربية السورية" داعين لإزالة كلمة "العربية" من شعار المؤتمر.
في هذه الأثناء، دعا معارض سوري في المؤتمر المذكور الذي يشارك فيه نحو 300 شخصية معارضة إلى بدء حملة عصيان مدني لمحاولة الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد
من السلطة.
فقد قال مراسل الجزيرة في إسطنبول عبد العظيم محمد إن ممثلي الأحزاب الكردية المشاركة في المؤتمر انسحبوا احتجاجا على عبارة "الجمهورية العربية السورية" مطالبين بحذف كلمة العربية.
وقال إن هؤلاء وضعوا علامات على "العربية" في شعار المؤتمر قبل أن يعمل المنظمون على إزالة تلك العلامات والاحتفاظ بعبارة "الجمهورية العربية السورية".
وأشار عبد العظيم إلى أنه ورغم هذا الانسحاب الكردي الرسمي، لا تزال شخصيات كردية مستقلة تشارك في جلسات المؤتمر الذي يهدف القائمون عليه إلى تأسيس مجلس إنقاذ وطني يتولى إدارة البلاد في المرحلة التي تلي سقوط النظام السوري.
وفي تفسير موقف الأكراد السوريين، قال العضو المشارك في المؤتمر محمد دقوري إن "المطلب الأساسي للأكراد هو الجمهورية السورية المتنوعة التي تضم الكثير من القوميات".
وأضاف أنه "منذ خمسين عاما ونحن نعاني من التهميش" وأكد أن "الأكراد السوريين مع إخوانهم العرب من أجل بناء سوريا جديدة وإسقاط النظام".
"
وائل الحافط:
المعارضة تريد تصعيد المواجهة السلمية من خلال عصيان مدني وتضييق الخناق على النظام اقتصاديا وشل الدولة بأقل خسائر ممكنة
"
سرية المعلومة
وأثناء جلسة الافتتاح، تحدث عدد من المشاركين في مؤتمر دمشق عبر الإنترنت مع إسطنبول، وقالوا إنهم يخولون المؤتمر التحدث نيابة عنهم، بسبب عدم سماح السلطات السورية لهم بعقد مؤتمر كان مقررا لهم في دمشق.
ضمن هذا الإطار، أوضح مراسل الجزيرة أن هناك حوالي 30 شخصية تشارك في المؤتمر من دمشق، دون أن يعلن عنها أو عن مكان وجودها بالضبط حرصا على سرية المعلومة وسلامة الشخصيات.
وقد تعرض مقر المؤتمر بحي القابون بدمشق للهجوم أمس الجمعة على يد قوات الأمن، مما أسفر عن مقتل 14 محتجا واعتقال آخرين.
وفي تصريح لافت أعلن المعارض وائل الحافط في اجتماع إسطنبول أن "المعارضة تريد تصعيد المواجهة السلمية من خلال عصيان مدني وتضييق الخناق على النظام اقتصاديا وشل الدولة بأقل خسائر ممكنة".
وعبر عن مساندته لكل ما يوحد الشعب السوري ويساعد المواطنين في الداخل ويوحد صفوف المعارضة في مواجهة النظام السوري الذي وصفه بالقمعي وغير الشرعي لاغتصابه السلطة وانتهاكه حقوق الإنسان.
إطلاق اليد
بدوره، قال رئيس جلسة الافتتاح هيثم المالح إن الرئيس الحالي "وعد بالانفتاح على الآراء السياسية كافة ثم تراجع".
وأضاف "لم تلبث الصالونات السياسية أن أغلقت لينتهي ما سمي بربيع دمشق، حيث أعلن الأسد قبل أربع سنوات أن الأولوية للأمن وليست للسياسة، مما أطلق يد الأجهزة الأمنية لمرحلة أخرى من الاعتقالات".
من جانبه، قال عضو اللجنة التحضيرية عماد الدين رشيد إن ما يقوم به المؤتمر ليس إلا استمرارا لجهود قديمة تتابعت منذ "ربيع دمشق وإعلان دمشق"، مرورا بالعديد من المبادرات ووصولا إلى "الثوار الذين يبيتون في الشوارع وفي أنفاق المياه هربا من الاعتقال".
وأضاف رشيد أن فكرة الإنقاذ انطلقت في الشهر الخامس عندما "أسقط النظام شرعيته بمواجهة المتظاهرين بالعسكر" مع اتهام النظام عصابات تخريبية بالقتل، مما دفع المعارضة إلى الامتناع عن الحوار والبحث في "مرحلة ما بعد النظام".
إشادة أميركية
على مستوى المواقف الدولية، أشادت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بالمؤتمر، وقالت إنه لا يمكن التأثير على الوضع في سوريا من الخارج.
وأضافت كلينتون في تصريح إعلامي "لا أحد منا لديه تأثير حقيقي، باستثناء أن نقول ما نعتقده ونشجع على التغيير الذي نأمله".
ولفتت إلى أن "ما يجري في سوريا غير واضح المعالم ومثير للحيرة، لأن الكثيرين منا كان يحدوهم الأمل أن ينجز الرئيس الأسد الإصلاحات الضرورية".
وقبل ذلك قالت كلينتون في مؤتمر صحفي إن "جهود المعارضة للتجمع والتنظيم وتحديد برنامج تشكل جزءا هاما من الإصلاح السياسي". وتابعت أن محاولة السوريين تشكيل معارضة هو أمر "مشجع"، آملة بـ"تعاون سلمي مع الحكومة من أجل مستقبل أفضل".