تحت إشراف الدكتور على أبو الحمايل أستاذ البيئة
والبساتين، قامت لجنة من كلية الزراعة بدمياط، بدراسة ميدانية فى ثلاثة
مواقع حول ميناء دمياط للرد على شكاوى المواطنين بسبب تساقط ثمار الفاكهة
بالمزارع الموجودة فى هذه المنطقة، والتى سبق أن نشرتها اليوم السابع.
أخذت اللجنة عدة عينات من التربة والمياه وأوراق وثمار المانجو والليمون
والبلح الأخضر وتشكل فريق عمل للتحاليل ودراسة أسباب الظاهرة وانتهى تقرير
اللجنة إلى زيادة ملوحة التربة وميل رقم الحموضة إلى القلوية، حيث وصل فى
متوسط العينات إلى ما يزيد عن 8 درجات كما يوجد بكمية كبيرة من النترات
مثبتة فى التربة ونسبة قليلة جدا من الفسفور والبوتاسيوم ونسب مرتفعة من
الصوديوم وقليل جدا من المغنسيوم وزيادة فى الزنك والحديد ونسب عالية نوعا
ما من العناصر الضارة ومستوى الماء الجوفى مرتفع.
وبالنسبة لعينات المياه أشارت النتائج إلى أن المياه بها نسب بسيطة من
العناصر الثقيلة لا تتعدى الحد المضر للنبات ولكن مرتفع عنالمناطق البعيدة
عن الميناء لعدة أسباب استنتجتها الدراسة وهى تسرب بسيط لبعض مخلفات
الميناء من صرف المصانع إلى المياه الجوفية السطحية بمرور الزمن مما ساعد
على ارتفاع طفيف فى العناصر الثقيلة.
إضافة إلى أن نهر النيل بدمياط فى نهاية الفرع وبه أعلى نسبة عناصر ثقيلة
على طول مجراه من الصعيد حتى دمياط مما ترتب عليه وجود آثار متراكمة على
النباتات والأشجار، وخاصة الحساسة لزيادة العناصر الضارة فى مياه الرى.
وبالنسبة للهواء المحيط بالميناء أشارت التحليلات إلى أن نسب الأكاسيد خاصة
النتروجينية عالية وتسبب بعض العيوب الفسيولوجية لبعض الثمار فى الأشجار
القريبة من الموقع وهى ظاهرة بالعين المجردة على هيئة إصابات مختلفة
فسيولوجية ومرضية أى ظهور الأنثراكنوزا على الثمار وإعراض نقص الكالسيوم
على الثمار واحتراق القمم النامية فى الاشجار وتقزم الحوامل الزهرية
والعنقودية فى الأشجار واصفرار بعض الأوراق وتساقط بعض الثمار وسرعة نضج
البعض الأخر قبل اكتمال الحجم المناسب وتغير فى طعم الثمار بسبب النضج
المبكر وعدم اكتمال مراحل تحول الصباغات والسكريات فى الثمار ويوجد ارتفاع
أيضا فى أكاسيد الكبريت وزيادة تلوث ناتج عن الأسمنت المنقول فى الميناء،
والذى سبب إصابات مباشر ة بحرق وتساقط الأوراق ومعظم الثمار حديثة العقد أى
الثمار الصغيرة.
وكشفت الدراسة الميدانية عن التأثير الواضح على الناحية الزراعية المحيطة
بالميناء لا يرجع سببه إلى التلوث الناتج عنه مصانع البتروكيماويات فقط،
ولكن التلوث من المصانع سبب جزء كبير من المشاكل والتى سببت فى زيادة تساقط
الثمار، خاصة أن المانجو ويرجع إلى زيادة تركيز بعض الأكاسيد الضارة فى
المنطقة وأيضا قلوية مياه الرى وقلوية التربة مما يسبب نقص شديد فى امتصاص
العناصر الضرورية والمساعدة للأشجار، خاصة الفسفور والبوتاسيوم
والكالسيوم.
وأوضحت النتائج أن ارتفاع منسوب المياه الجوفية يضر جدا بأشجار المانجو،
كما أن تصاعد الأكاسيد يعيق عملية الإخصاب فى المانجو لأنه يؤثر على
الأزهار ويسبب جفافها وتساقطها أو يكون العقد ضعيف عندما تتكون الثمرة
الصغيرة وسرعان ما تتساقط.
وأوصت الدراسة بضرورة معالجة التربة فى المزارع بإضافة كمية كبيرة من
الجبس الزراعى، وذلك لتعديل حموضة التربة ولكى تميل إلى التعادل مما يساعد
على زيادة كفاءة امتصاص العناصر الضرورية من التربة والمياه ويفضل استبدال
نظام الرى فى المزارع بحيث تكون رى بالتنقيط السريع للأشجار لفترة طويلة كل
يوم بدلا من الرى بالغمر لكى نقلل نسبة الأملاح الممتصة وكل أسبوعين يتم
الرى مرة بالغمر لغسيل ما قد يترسب من الأملاح حول الأشجار والتركيز على
استخدام أسلوب إضافة الأسمدة عن طريق الرش أى الأسمدة الورقية قبل وأثناء
عقد الثمار التدخين تحت الأشجار أثناء تكوين الشماريخ الزهرية للمساعدة على
قوة الإخصاب والعقد والرش ببعض منظمات النمو الطبيعية والتى تساعد على
تثبيت العقد الجديد وإضافة الكالسيوم بكمية مناسبة عن طريق الرش، وذلك لمنع
ظاهرة التبقع على ثمار المانجو والمحاصيل الأخرى خاصة الطماطم للتخلص من
التبقع الأسود على الثمار وإجراء العمليات الأخرى لتقليل نسبة الملوحة
وزيادة القلوية فى التربة باستخدام بعض الأسمدة الحامضية والتى تعدل من
القلوية.
وفيما يخص أشجار البلح، وجد أن التساقط قليل لأن البلح يتحمل نسبة عالية
من التلوث ونسبة عالية من الملوحة ولكن لاضطراب الأكاسيد وبعض الملوثات فى
الجو تساعد على هذا التساقط وأيضا جذوره سطحية، وهى تتأثر بالتلوث الناتج
عن تسرب المخلفات فى المنطقة وخلطها بطرق طبيعية مع ماء الرى وتسبب هذه
الظاهرة تدهور واضح لحبيبات التربة وتسبب أيضا اتجاه التربة إلى القلوية،
مما يؤثر على قلة المحصول وضعف النخيل وتمكن سوسة النخيل الحمراء من الدخول
وإصابة النخيل والفسائل الجديدة وهذا سوف يزداد لاحقا حسب الدراسة من
خسارة كبيرة فى الفسائل الحديثة بسبب الإصابة بالسوسة وتدهور التربة وملوحة
مياة الرى والتلوث الجوى سواء من المصانع أو مخلفات الميناء أو الصرف
الصحى أو الصرف الزراعى المحيط.