الى من فقدوا امهاتهم
تتوالى على الانسان احداث كثيره و تتفاوت تلك الأحداث فيما بينها حلاوة و مرارة بعضها يتسلل الى سلة النسيان و بعضها نلقيه نحن فيها و بعضها تمحوه احداث جديده و بعضها يبقى منقوشا على جدران الذاكره .. و تبقى هكذا الدنيا الى ان يرحل عنها الانسان
**
غير أن تفاوت الحلاوة و المرارة يضمحل و يتلاشى عند عتبة الموت عندما يُنْعى إليك إنسان عزيز كان بالأمس القريب يتحرك و يشاركك آمالك و آلامك و يقاسمك أفراحك و أحزانك، بل أحيانا يفرح لك أكثر مما تفرح أنت لنفسك و يحزن لأجلك أكثر مما تحزن أنت
**
يفقد الانسان توازنه و تختل داخله ضوابط الحزن و الفرح و يفقد السيطره عليها عندما يفقد امه تلك الانسانه التى كان يرى فى قسمات وجهها شريط عمره و كل مراحل حياته من خلال لفتاتها نظراتها بسماتها .. المراه التى تتجسد في شخصها كل معانى الرحمه و تلتقى عندها كل انهار الحنان و تتلاشى على صدرها كل انواع الهموم و تزول فى احضانها كل معانى الالم
**
فهى التى تراقب دائما ملامح وجوه ابناءها لترصد اى مسحة حزن أو لمحة هم .. و هى التى تنصت لكلامهم مدققة في كل نبرة لعلها تكثشف "نغمة" غير عادية لتسأل بحرقة :" ما بك يا بُني؟" و مهما حاولنا طمأنتها رأفة بها لكبر سنها فاننا لن نستطيع مخادعتها لان قلب الام حساس و عيونها لماحه و مشاعرها شفافه
**
لا شك ان لموت الأم وقعا خاصا على القلب و إن الكلمات مهما كانت معبرة و صادقة لن تؤدي المعاني التي تدور في الذهن لوصف هذا الالم و ترجمة تلك المشاعر الحزينه .. انه نوع آخر من الالم تتوقف عنده العبارات لتفسح الطريق امام العبرات .. ففى هذه اللحظات تفقد المعاني سيدتها , و تفارق السعادة أسبابها و ينعى الحنان منبعه
**
اهدى هذه الكلمات الى كل من فقدوا امهاتهم و اقول لهم لا تجزعوا فما زال عندكم الكثير لتقدموه لامهاتكم و برها لم ينقطع و لن ينقطع و فى سنة نبينا صلى الله عليه و سلم سنجدوا افضل العزاء
**
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" .... رواه مسلم.
**
(( سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله هل بقي عليّ من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما ؟ قال : أجل ، خصال أربع ، الصلاة عليهما ( يعني الدعاء لهما ) ، والاستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما ، وإكرام صديقهما ، فهذا الذي بقي عليك من برهما بعد موتهما )) .... رواه أبو داود بسند ضعيف .
انا لله و انا اليه راجعون