ثار الجدل بالأمس حول الاستقصاء الذى تجريه صفحة المجلس الأعلى للقوات
المسلحة، وجاء الانتقادات بين مشكك فى مدى علمية الاستقصاء، واستناده لعينة
صحيحة، فى ضوء حقيقة أن الشريحة التى يمثلها أعضاء الموقع والمشاركين فى
صفحة المجلس لا تمثل مجتمع الناخبين البالغ أربعين مليونا بحال، وأخرى
تحكمها الظنون وتسال عن الغرض وراء قيام المجلس العسكرى "بإلهاء الجماهير"
عبر استقصاء يتناول انتخابات رئاسية ليس موعدها الآن ولا يعرف متى ستعقد من
الأساس ووفق أى قواعد.
وهى انتقادات بالغت فى الجدية، وتجاهلت أن الاستقصاء الإليكترونى هذا لم
يزعم أصحابه أنهم سيستقون منه أى استنتاجات حاسمة بخصوص سياستهم تجاه
المرشحين المحتملين (فتلك ستكون تأكيدا كارثة لو جرت، وتنطوى على خطأ
إدراكى لا يمر إلا على غافل عن أصول قياسات الرأى العام) ولا نظن أن هيئة
كالمجلس العسكرى وإدارة كالشئون المعنوية جزء من صنعتها قياس الاتجاهات
والآراء تقع فيه.
أما عن نقطة توقيت الاستقصاء فربما لدى من يوجهون هذا النقد الحق فى اثارته فلا نعلم أى مؤشر منطقى يبرر اجرائه الآن..
لكن حسناً أنه أجرى، ولنعتبره واحداً ضمن عشرات الاستقصاءات، التى جرت
من قبله سواء على فيس بوك او عبر مواقع الاستقصاء المختلفة. ولعل المرء
يستخرج منه بعض الفائدة، أهمها أنه يكشف مدى الشعبية الراهنة التى يتمتع
بها بعض المرشحين فى أوساط النخبة المستخدمة للشبكة الاجتماعية.
وقبل أن ندخل فى تحليل نتائج اليوم نهمس فى أذن الجميع مذكرين: الرئيس لن يقسم يمينه على فيس بوك.
اليوم عصراً نرى كيف تماسك فرس الرهان الأول الدكتور محمد البرادعى ولم
يخسر سوى نقطة واحدة مقارنة بستة نقاط نزفها البارحة. فى يوم، تقلص فيه عدد
المشاركين بنسبة الاربعين فى المئة عن الأمس. لكنه رغم ذلك لم يزل محتفظاً
بثلث جملة الأصوات فى هذا الاستفتاء وبما يساوى مجموع أصوات الوصيفين
التاليين له مجتمعين، وهو ما يضعه فى مقدمة السباق بفارق مريح، ربما إلى
حين.
أما وصيف البرادعى الدكتور محمد سليم العوا فهو لم يزل على إصراره فى
الاقتراب من البرادعى، بتمكنه اليوم من احراز نقطة إضافية جديدة قلصت
الفارق بينه وبين البرادعى لإثنتى عشر نقطة فقط . والمنافس الذى يحل ثالثا
بنسبة لا تتغير هو أحمد شفيق بالطبع، ويجمع فى يديه اثنا عشر نقطة. يتفوق
بها على رفيقه السابق عمر سليمان الذى لم يتخط حاجز الأربعة فى المئة.
على ذات الثبات فى مراكز السباق نجد الأمين العام للجامعة العربية عمرو
بسبعة نقاط، وعبد المنعم أبو الفتوح بنقطتين، ومثلها لحمدين صباحى
والجنزورى والبسطاويسى.
استمر المحامى حازم صلاح أبو اسماعيل المحسوب على التيار السلفى فى
إكمال مفاجأة الأمس غير المتوقعة واحتفظ بموقعه رابعا بين كبار المتنافسين
بعشرنقاط وسيصل للمرتبة الثالثة متخطياً شفيق إن استمر فى اجتذاب الأصوات
بنفس المعدل.
أيمن نور صار اليوم صاحب المفاجئة، ولعله يحظى بلقب
الحصان الأسود قريبا ان حافظ على تقدمه، فبعد أن فاجئنا بالأمس بشعبيته
المقدرة بنقطة واحدة وفق نتائج الاستفتاء بالأمس، يجئ ليسجل أعلى معدل
تصويت اليوم محرزاً ثلاثة نقاط إضافية مرة واحدة. وبها يكون أبرز الكاسبين
اليوم، ويتساوى مع نفس خط المرشح المحسوب على النظام السابق عمر سليمان
المستقر عند حاجز الاربعة نقاط.
سعة وتسعون صوتا لمحمد على بلال، ومئة وخمسة وسبعون صوتا لتوفيق عكاشة،
واربعمئة وخمسة وستين صوتا لمرتضى منصور، ومئة وخمسة واربعين صوتا لمجدى
حسين، وستمئة وواحد وأربعون صوتا لبثينة كامل تجعل الأربعة الذين لم ينجحوا
للآن فى تغيير علامة "صفر" بجوار اسمائهم هم أبطال الخطوط الخلفية
للسباق.
جدير بالذكر أن مئة وخمسون ألفا تقريبا قد شاركوا فى الاستفتاء منذ بدئه.
