مرور اليوم الرابع عشر للثورة المصرية لازالت هذه الثورة مشتعلة رغم محاولات إخمادها، غير أن لهيبها يزداد بحرارة في ميدان التحرير الذي بات قبلة المتظاهرين للاحتجاج على نظام الحزب الحاكم الذي مضى عليه أكثر من ثلاثون عاماً.
ورغم الجدية الكبيرة التي تتشح بها وجوه المتظاهرين في ميدان التحرير للمطالبة بإسقاط النظام، إلا أن روح الدعابة والفكاهة والابتسامة التي طُبعت في قلوب الشعب المصري بشكلٍ عام، ومع طيبة قلوب هؤلاء الناس وبساطتهم لازالوا يصرون بقوة على تحقيق مطالبهم.
عقد زواج وسط الميدان
آخر الأنباء الواردة من أرض ميدان التحرير عصر الأحد، أكدت أن الدكتور أحمد سعفان والعروس علا عبد الحميد من المتظاهرين عقدوا قرانهم وسط المتظاهرين في محاولة منهم للفت أنظار العالم بأنهم يستحقون الحياة والزواج.
وقال مراسلنا: "أن مشاعر الجماهير التهبت برؤيتهم لهذا الحدث الهام من وجهة نظرهم كونه يعبر عن أحد المظاهر الإيجابية للتظاهر، والتي تُظهر للعالم بأن الشعب المصري يستحق الحياة والزواج والتعليم".
وبعد أن انتهى المأذون من عقد زواج الشاب والفتاة، على صوته بالتكبيرات وردد من خلفه المتظاهرون الذين يزيد عددهم عن 2 مليون، ورددوا الدعوات لهم بالتوفيق، وتواصلت الدعوات بأن يحقق الله الأمن والأمان لمصر ولشعبها ولعموم المسلمين.
فيما باشر العروسان بإلقاء الحلوى على المتظاهرين، وأتبعتها الأمهات المصريات بزغاريد علت مكبرات الصوت، تلاها توزيع "الشربات" كما يقول المصريون، حيث تدافعت وسائل الإعلام على تغطية هذا الحدث الأول من نوعه في ميدان التحرير.
وأشار مراسلنا إلى أن العريس سعفان كان من أوائل المعتصمين في ميدان التحرير من الشرارة الأولى لانطلاقة الثورة المصرية.
لافتات ضحك وجد
ومن مظاهر الفكاهة التي حاول المصريون أن يضفونها على تظاهرتهم الجدية، رفع بعض الشباب لافتات كتبوا عليها عباراتٍ مضحكة في محاولة للفت أنظار وسائل الإعلام.
أحد الشباب حمل لافتة وجه العبارات التي كُتبت عليها للرئيس حسني مبارك فكتب يقول: "الولية عاوزة تولد والولد مش عايز يشوف وشك ارحل" .. فيما كتب آخر "ارحل .. اشتقت لمراتي" .. ووقعها باسم "متزوج من عشرين يوم بس" .. في إشارة إلى أنه يريد أن يذهب إلى بيته وزوجته ولكن ليس قبل أن يرحل حسني مبارك.
شاب آخر بدى شعره كثيفاً نوعاً ما وهو يحمل لافتةً كتب عليها "ارحل .. عاوز أحلق شعري" .. في لفتة منه أنه يريد هو الآخر الانصراف عن ميدان التحرير لحلاقة شعره، ولكن ليس قبل أن يرحل مبارك.
فيما افترش شاب آخر الأرض ورفع لافتة كتب عليها "ارحل بقى .. ايدي وجعتني" .. في إشارة منه أن يريد أن يتزوج وأنه تعب من حياة العزوبية المتعبة.
يشار إلى أن الزواج في المجتمع المصري يعد أمراً صعباً خاصة على الطبقة الفقيرة من أبناء الشعب والذين يتعدون أكثر من 85% من الشعب، حيث يتعدى قطار العمر في الشباب والبنات المصريين إلى أكثر من 25 و30 عاماً قبل أن يتزوجوا، وذلك يعود لسبب ضيق الحال وتدني نسب الأجور في مصر بشكلٍ عام، بخلاف أقرانهم في بعض الدول العربية.
بالإضافة لأساليب التظاهر الغير مسبوقة التي بادر إليها المتظاهرون في ميدان التحرير، إلى زاوية من الميدان كان رجل مصري وزوجته يطوفان بين جموع المتظاهرين ليس لشيء إلا لأنهما رغبا في قضاء شهر العسل – كما قالوا – وسط المتظاهرين في ميدان التحرير.
كل هذه المظاهر اللافتة كانت جزءاً يسيراً مما يخفيه المتظاهرين في ميدان التحرير، وهم يتجهون صبوه يومياً أملاً في تحقيق مطالبهم