(الـسـكـون)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع"
* راوي هذا الحديث أبو ذر رضي الله عنه في مسند أحمد (5/152)، وانظر في صحيح الجامع رقم (694).
-------------------------------------------
حدث لأبي ذر في ذلك الحديث قصة، نخبركم بها:
كان أبو ذر يسقي على حوض له فجاءه قوم.
فقال: (أيكم يورد على أبي ذر ويحتسب شعرات من رأسه؟).
فقال رجل: (أنا).
فجاء الرجل فأورد عليه الحوض فدقه أي: كسره أو حطمه.
والمراد أن أبا ذر كان يتوقع من الرجل المساعدة في سقي الإبل من الحوض فإذا بالرجل يسيء ويتسبب في هدم الحوض.
وكان أبو ذر قائماً فجلس ثم اضطجع فقيل له: (يا أبا ذر لم جلست ثم اضطجعت؟).
قال فقال: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وذكر الحديث بقصته).
وفي رواية كان أبو ذر يسقي على حوض فأغضبه رجل فقعد.
* [فيض القدير، المناوي (1/408)].
-------------------------------------------
ومن فوائد هذا التوجيه النبوي منع الغاضب من التصرفات الهوجاء لأنه قد يضرب أو يؤذي بل قد يقتل، وربما أتلف مالاً ونحوه.
ولأجل ذلك إذا قعد كان أبعد عن الهيجان والثوران، وإذا اضطجع صار أبعد ما يمكن عن التصرفات الطائشة والأفعال المؤذية.
-------------------------------------------
قال العلامة الخطابي – رحمه الله – في شرحه على أبي داود:
(القائم متهيء للحركة والبطش والقاعد دونه في هذا المعنى، والمضطجع ممنوع منهما، فيشبه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمره بالقعود والاضطجاع لئلا يبدر منه في حال قيامه وقعوده بادرة يندم عليها فيما بعد).