يتوحّد الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن ستة أشهر كلياً مع من يراعيهم من البداية. في واقع الأمر، هم لا يفكرون في أنفسهم، بل فقط فيما يحتاجون إليه على الفور: الطعام، والحب، والحنان. في الأشهر الثلاثة الأولى، لا يستطيع طفلك التفكير في عملية تكوين شخصيته المستقلة، لأنه منشغل بمحاولات السيطرة على حركاته الأساسية والتحكّم بحركاته غير الإرادية. ربما تلاحظين العلامات الأولى لاستقلاليته في عمر الأربعة أشهر تقريباً. ففي ذلك الحين، يدرك طفلك أنه يستطيع البكاء لجذب انتباهك. هذه أولى خطوات الإحساس بإرادته المستقلة واحتمال تأثير تصرفاته على الآخرين وأنت بالذات.
من عمر السبعة أشهر إلى الشهر الثاني عشر
حوالي سنّ السبعة أشهر، يدرك طفلك أنه مستقل عنك، وهي قفزة معرفية هائلة تستحق الاحتفال. لكن لسوء الحظ، هذا الإدراك الجديد بالانفصال يدعو طفلك إلى الشعور بالقلق. لقد تعلّق بك كثيراً إلى درجة الإجهاش بالبكاء لو تركته وحده مدة دقيقة واحدة. هو لا يدرك أنك سوف تعودين إليه دائماً. ولن يساعده تسللك من وراء ظهره عند تركه في الحضانة على سبيل المثال. في الواقع، قد يملؤه هذا التصرف برعب أكبر من ألا تعودي إليه ثانية. عوضاً عن ذلك، قومي بتوديعه ودعيه يراك تنصرفين مهما كان الأمر صعباً.